أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الأهوار .. نعمة الله في الجنوب المنسي














المزيد.....

الأهوار .. نعمة الله في الجنوب المنسي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 12:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هي بسيطة الماء الممتد على أديم سومر قصبا ومضائفا وأيشانات . كانت منذ أزل التكوين أمكنة لمدينة صنعت الحضارة من أول نعومة أضفرها.. حيث شهد الطوفان انبثاق الحساب الآلهي وحيث أسست السلالات مدن الضوء والحكمة وكانت على بدءها حاضنة لنبؤة إبراهيم ع ونشأت المندائية . ومن أديم طين تلك الأرض فخرت ألواح الكلمة وصنعت القيثارات والفلك الذي مد حلم تجارته إلى مدن أسيا وارمينا وسائر البسيطة .
هذه البيئة المتفردة بكل تنوع أشكالها منذ أن هجرتها رؤى الحضارة واندثرت مدنها في انحلال الإمبراطوريات ظلت تعاني عزلة الحياة وصارت أمكنة للنأي والهروب والنسيان .
وبسبب تداخل الوجود الحضاري والتعامل اللا مرن بين مركز السلطة وتلك الأماكن وخاصة بعد التطور الحضاري للدولة العربية أيام حكم بني أمية والعباس نأت هذه الأمكنة عن الواجهة الأجتماعية وكيفت لحياتها وضعا خاصا صارت فيه الحياة تعتمد على الموجود والمتوفر ولحاجة لتمد خيوط الوصل مع البر الأخر حيث أمدتها الطبيعة بالماء والطير والخضرة والسمك ، ورغم هذا لم تتخلص هذه المناطق رغم عزلتها من طمع السلاطين ورغبتهم ببسط سلطة الجور والحكم على هذه البطاح .
فكان على هذه البقاع أن تختار الحياة بطريقة شريفة وتقاوم .
وعلى سفر لاينتهي قاوم عرب الاهوار الغزاة الطامعين ، والحكام المستبدين . وكانت لهم دويلات وإمارات قوية وأمكنة أمان يستجير بها الثوار ورافضي سلطة الظلم وقطع الرؤؤس .
ويذكر التأريخ لنا إن هذه البطائح شهرت سيوف مقاومتها منذ زمن الاسكندر وحتى طوب مود وظلت إلى ما بعد مود تبحث عن الحياة ولازالت .
اليوم الاهوار تعيش الزمن الجديد . ولكنه زمن لم يتجدد بحلم التغيير المنشود . لازال الهور عبارة عن سلة هائلة ترمى بها الوعود والمشاريع . ولا املك إحصاءات دقيقة لكل من زارها من وفود الإنماء الأممية والوطنية واعتقد إن تلك الوفود صرفت مالا على ايفاداتها ومخططاتها ومشاريعها مايساوي اليوم عشرات المجمعات المائية والقرى الحديثة المكهربة والمدارس التي لايدخل القصب في بناء صفوفها .
يأتون ويذهبون . يرطنون بشتى اللغات ويتحدثون باسم الأمين العام وسدنة الجامعات العالمية ومنظمات حقوق البيئة والإنسان ولازالت البلهارسيا تصفر في مثانة الطفولة ولازالت مدارس الطين والقصب وكأنها مبنية منذ سلالة أور الثالثة . ولازال الماء مالحا كالعلقم . وحتى الطير الذي شم هواء حريته أخيرا بعودة جزء من الماء إلى بيئته فاجأته على حين غفلة ( حمى أنفلونزا الطيور ) ففضل أن يقضي الشتاء بثلج استكهولم ولا يجازف ويأتي لدفء شتاء الجبايش حيث تعود أن يأتي مهاجرا كل عام .
أنا كان لي أكثر من جلسة وحديث مع السيد وزير الموارد المائية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد وبسطت أمامه رؤى أهل المنطقة وكان على دراية بالواقع ومنذ ثلاث سنوات والرجل يكابد مشقة أن ينظر للمكان بما يليق به وكان يعترف إن المانح والدولة على حد سواء لم تعطي ما يكفي لكي نحقق ولو جزءا كبيرا من طموح هذه البيئة في أن تغيير من حالها .
الوعود فقط . الوفود فقط . المؤتمرات فقط .
ولأنني عرفت طموح الوزير وشاهدت المعاناة عن كثب فانا لاالوم الوزارة بل أوجه أمري لمن هو فوق الوزارة . رئيس الوزراء القادم لأربع سنوات . وأتمناها سنوات من الحلم والوحدة والخير لكل العراق . ومنها لاهوارنا الجميلة ..جنة الله في بلادنا التي تلتصق في تكامل الجمال الطبيعي مع سحر كردستان لتمثل وطنا قل جماله في نظائر التضاريس .
هذه الأرض التي بكرت بها النبؤات الأولى والحضارات الأولى والأغاني الأولى
الأرض التي صنعت أدب الملاحم والأساطير .
ألا تستحق أن يلتفت إليها . فهي يوم ( تعبانة في كل شيء ) ، الخدمات تكاد تكون في خبر كان ، الطرق ، المشافي ، المدارس ، أماكن الترفيه ، مشاريع الماء الحلو والكهرباء ، السياحة .
وكل هذا حين يكون هناك قصد قوي ونية سليمة يبدو ممكنا .
أنا أنادي بأستحداث وزارة للاهوار . تهتم بشجن هذا العالم وتطويره . لان الاهوار هنا تعني العراق ببيئته وخصائصه الحضارية والميثلوجية والاقتصادية . وان هذه الوزارة إن أسست ستحيي بلادا من النوم وتشغل كوادر عاطلة وتديم حياة أريد لها أن تموت في غفلة من الزمن .
إنها الاهوار..نعمة الله في الجنوب المنسي..................................



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخبزُ وعينيكِ من بيدرٍ واحد ، وأنتِ والحضارة ، عطرٌ وقميصْ
- وزارة الثقافة العراقية ..للعلم ..لا بيانات ثقافية للعراق في ...
- أنا أكثر هلعاً من بطة في فم إرهابي
- للحب فقط...
- عيون اورنيلا موتي والعام الثالث للحرب
- ذاكرة الشعر . تفتح باب الطلسم . وتقبلُ عينيك وصفة غرام بخط ...
- قطعة موسيقية (( لكولدن فيس ))..لابتسامته الصوفية الجاثية في ...
- ذاكرة الشعر . تفتح باب الطلسم . وتقبلُ عينيك وصفة غرام بخط ...
- لأن ..العالم كرة وردْ ..أنتِ ربيعهُ . ودموعهُ . وتويجهُ النح ...
- ثوب تطرزه رغبة ووطن وقبر أم ينتظر دمعة الوداع
- الشاق والمشتاق في الماء المراق
- مقطع عرضي من ذاكرة فرانسواز ساغان وآخر من ذاكرة الشعروثالث م ...
- مواقيت نيترونية لسعادة بابا الأحلام وثقافة أهلي المعدان
- إلى عشتار العراقية في يوم المرأة العراقية
- رأيت رجلا في بانكوك يغسل دمعة بغداد . ونيكول كدمان تصبغ شفتي ...
- الأم تريزا تلبس شالا سومريا وتكتب خواطرا ..سنغافورية
- عيناك المشعتان بخضرة العنبر والشانيل ..ودمعة صقر
- الكتاب على الرف ..إزمة قارئ ..أم إفلاس الكاتب ؟
- أطوار بهجت - أطوارٌ للغناءِ والشعرِ والموتِ الحزينْ
- سلفادور دالي سألني ...وأنا أجبته بصراحة ..


المزيد.....




- سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع ...
- مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ ...
- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الأهوار .. نعمة الله في الجنوب المنسي