عادل كنيهر حافظ
الحوار المتمدن-العدد: 5989 - 2018 / 9 / 9 - 09:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ظاهرة تبني الأطفال , وخصوصاً الفقراء واليتامى , هي ظاهرة في عمق المألوف الإنساني , وتأكيد على رحمة البشر الفطرية , ومنذُ أزمنة موغلة في ألقدم , وحتى يومنا هذا وفي اغلب المجتمعات غير الإسلامية , ورغم أن ظاهرة تبني الأيتام , قد ساعدت وأسعدت , على مدى التأريخ , ملايين ألعوائك , وأنقذتها من المعانات والانهيار, كونها بديل وخيار إنساني للأسرة التي لا تستطيع إنجاب الأطفال لأسباب عديدة , حيث يلجأ الرجل الى طلاق زوجته التي يحبها لأنها لا تنجب أطفال بعدها تعيش مأساة , او تطلب الزوجة الطلاق من زوجها الذي هو سبب في عدم الإنجاب , أو يتزوج الرجل بامرأة أخرى , الأمر الذي يشجع على تعدد الزوجات وبالتالي يخلق مشاكل عائلية لا حصر لها , في مجتمعاتنا الإسلامية بالرغم من وجود 140 مليون حسب اليونسكو منهم نصف مليون يتيم في تونس , ومليونين في جمهورية مصر ومثله أو أكثر في العراق , حتى يصل العدد الى 11 مليون في الدول العربية طفل يتيم قسم كبير منهم تدفعهم سياط الفقر , الى بيع انفسم وإمتهان أعمال لا تليق بالبشر , في ذات الحال تبنى المجتمع الأمريكي مليون ونصف المليون يتيم خلال السنوات العشر الخيرة , وتتبنى أوربا وأمريكا اللاتينية 132 ألف طفل يتيم سنوياً , حسب اليونسكو.ولكن السؤال المهم هو لماذا جرى تحريم التبني في الإسلام !! ؟ رغم انه كان سائداً , وأن النبي محمد ص كن يتبنى زيد أبن حارثة بعد عتقه وتبناه , والناس كانوا يدعونه زيد ابن محمد حتى قبل وفات الرسول ص بخمسة أعوام , و فجأة ًحرم التبني ومن يقدم عليه حل عليه غضب الله تعالى ,وذلك في الآيات 36 و 37 من السورة رقم 33 {سورة الأحزاب } حيث يزوج الرب النبي محمد ص {فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها } من بنت عمته , زينب بنت جحش , وهي زوجة ابنه بالتبني زيد ابن حارثة بعد ان طلقها ,
المهم في الأمر هو أن تحريم التبني ومنذ 1400 عام قد حرم ملايين اليتامى والمعذبين , من نعمة الحنان العائلي وكرس الحيرة والقلق والعذاب والحرمان وتهديم الغوائل التي لا تنجب أطفال , وهكذا لأجل أن يزوج زينب بنت جحش للنبي محمد ص , ترتكب مجزرة الخطايا بحق ملايين ألمعذبين من اليتامى والمحرومين نعمة الإنجاب .
هذه القضية الإنسانية التي تؤكد عنصر الخير عند الناس , لا يمكن تبريرها تحت أي حجة , لأنها تُخجل المنطق وتخدش كل مشاعر العاطف الفطري للإنسان . عليه أرجو مخلصاً وأدعو الأخيار من القيادات الدينية , ان يجدوا مخرجاً لهذه القضية الإنسانية أو طريقاً معينناً لتجاوزها , مثلما جرى تجاوز رجم الزانية وقطع يد السارق وغيرها من الأمور التي نص عليها الدين .
كما تجاوز الناس بعض القضايا العشائرية , مثل النهي عن زواج بنت العم , أو تقيم الفتيات{ فصل}للشخص المعتدى عليه من آهل الفتاة وغيرها كونها ما باتت مستساغة او منطقية أو مقبولة اجتماعياً , عسى ان نسمع حياً ....
عادل كنيهر حافظ
#عادل_كنيهر_حافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟