أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حازم العظمة - في نقد الليبرالية ... السورية















المزيد.....

في نقد الليبرالية ... السورية


حازم العظمة

الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 12:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ثمة ورقة نشرت في الإنترنت منذ يومين يعنونها مؤلفاها، وليد مبيض و جورج كتن ، بـ : " إقتراحات لبرنامج ليبرالي سوري"
في هذه الورقة ، الوثيقة إن شئتم ، الكثير من الأفكار التي بدت هناك شيئاً ما مكثفة و مضغوطة .. ،و هو ما يفترض أن يكون عليه الحا ل في " برنامج" ما ..

لن أناقش الوثيقة ،أو لن أناقشها إلا من حيث المبدأ ، أعني من جدوى – او لاجدوى أن يكون ثمة ليبرالية " سورية".. أو لبنانية أو مصرية ، رغم أن بعض الفقرات و بعض الأفكار لو أتيحت لي الفرصة لامتدحتها

، إلا أن ما ما يهمني ، و أتمنى أن القارىء يشاركني في هذا الإهتمام ، هو فك " الإشتباك" أو ربما " الإلتباس" المتعمد بين مفهومين أعتقد ، ولست لوحدي في هذا الإعتقا د ، أنهما مختلفان تماماً ، أعني الديموقراطية" من جهة و " الليبرالية" من جهة ثانية ... ، وهذا الإلتباس تجده يتكرر كثيراً سواء في كتابات "الليبراليين" أو في كتابات خصومهم ، أعني خصومهم من دعاة الإستبداد و الفكر الشمولي من كل الأصناف .. ، أقول الإلتباس المتعمد و أخشى أن يبادر أحدهم بسرعة فائقة ، و كأنه "منعكس شرطي " فيقول بمناسبة ( المتعمد) : من جديد نظرية المؤامرة ..*


الليبرالية في المفهوم السياسي الفعلي هي نفسها الرأسمالية ، و لا شيء آخر سواها ، إذا تحدثنا عن الليبرالية في الإقتصاد ، أو في النظرية الإقتصادية ، بل و هي نظرية الرأسمالية التي تذهب أبعد في إطلاق و حماية النشاط الرأسمالي بالمقارنة مع فروع من النظرية الرأسمالية نفسها تدعو إلى و ضع ضوابط ما للإقتصاد الرأسمالي تحد من ميله" الطبيعي" لإبتلاع المجتمع بأسره ، مثلاً من حيث الحقوق الإجتماعية للطبقة العاملة أو من حيث السياسة الضريبية على رأس الما ل، أو في ما يتعلق بالسيطرة و بضبط الأزمات الإقتصادية الدورية ..

برامج الليبراليين " الجدد" في أمريكا لا تخلو مرة من وعود بـ " إلغاء الضرائب "أو تخفيضها ، يجري -تقديم هذه الوعود و تسويقها إنتخابياً على أنها نوع من النزوع إلى الحرية .. فيما المقصود كان دائماً هو إلغاء ضرائب الرأسمال و الشركات الرأسمالية الكبرى أو تخفيضها و ليس ضرائب الشعب العامل أو حتى الطبقة المتوسطة

لأن الحرية في أمريكا هي طوطم للأمريكي العادي و الأمريكي " البسيط" ، و هي هكذا طوطم غامض إلى حد بعيد .. يجعل الأمريكي " يفهم" لماذا هو عاطل عن العمل ( لأن هذه هي بلاد الحرية.. ) أو جائع .. أو لماذا يُترك الفقير و العاطل عن العمل و الأسود و البورتوريكي لمصيره في كارثة نيو أورليانز مثلاً .. لأن هذه هي بلاد الحرية و هو " حر"في أن يغادر إلى أي مكان يريده هرباً من الإعصار ... ، و لكنه لا يستطيع .. .. أو لماذا أطفاله لا يصلون إلى الجامعات، أو حتى لا يحصلون على فرصة للتعليم اللائق ... فيما هم " أحرار" تماماً في أن يفعلوا
أو لماذا أطفاله يقعون ضحية المخدرات أو الجريمة المنظمة .. فيما هم أحرار في أن لا يفعلوا ...

الحرية هنا يعاد تعريفها بالمال و في الواقع ، في النظام هذا ، بعد أن نستبعد" النظريات" أنت حر بقدر ما لديك من المــا ل

لديك صفر من المال يعادل : لديك صفر من الحرية

أصحاب الشركات الكبرى و المصالح الكبرى لديهم " فائض" ها ئـل من " هذه"الحرية..

الإلتباس أيضاً ياتي من (ترجمة) كلمة" ليبرالية" التي تعني حرفياً الحرية أو التحرر
، من هنا حين سمعوا بـ "الليبرالية" بعض العرب الذين يعرفون قليلا ..ً من اللغات .. إعتقدوا أنهم ينتمون إلى هذه.. الليبرالية( أحياناً الأمور تجري بهذه السذاجة)

كلمة الرأسماية لها مدلول سلبي على الأسماع و ليس في العربية فحسب( في الإنجليزية أكثر مما في العربية)، ،لذا بصورة منهجية كان يجري استبدالها بـ " الليبرالية" ،و هكذا العرب المعجبون بالنظام الأمريكي – هم أيضاً "ليبراليون" و ليسوا : رأسماليين أو دعاة للرأسمالية ... أو للنظام الأمريكي ..

بنفس الطريقة جرى التحدث عن " العالم الحر" و " الشعوب الحرة" و المقصود كان دائماً النظام الرأسمالي و الدول الرأسمالية و تحديداً حلف الناتو و دول الشركات- الإحتكارات ...

الحرية ( المعنية هنا) هي حرية رأس المال و حرية الإحتكار و حرية الإستغلال ،و إن ذهبنا أبعد : حرية تجارة الحروب و تسويق الحروب و تجارة المجاعات و القتل والـ " حق" الحصري في التدخل العسكري – بإسم الحرية- و الحق الحصري ليس في صنع و تخزين الأسلحة النووية فحسب بل و في إستخدامها ..

يعاد الحديث بدون توقف تقريباً عن تفوق النظام الليبرالي ( الرأسمالي) ، و الرخاء الذي في أمريكا موضع إبهار لكل فقراء العالم ( غالباً حين يتفرجون على المسلسلات.. ) ، فقراء العالم العربي هم فقراء لأن أمريكا هذه غنية( هل هذه " نظرية المؤامرة" أيضاً ) .. ، لأن النفط من هذه البلاد منذ حوالي ثمانين سنة لم يتوقف عن التدفق إلى هناك مجانا ..ً
ما يعطونه من حصص للمشيخات العربية يعاد تدويره إلى هناك بالتجارة " الحرة" .. أسلحة و بضائع و أرصدة مالية( لن تعاد يوماً ) و .. بخشيش للملوك و الأمراء و المشايخ و حاشياتهم حراس " التجارة الحرة"- هؤلاء و ذلك النوع من " الإسلام" في آن معاً....


نظام " المشيخات الليبرالية" هذا محمي من الأمريكان حماية لا تشبهها أية حماية ، بما في ذلك تلك التي لإسرائيل ، بل إن أحد مبررات وجود إسرائيل( أمريكيا) هو تدعيم حصانة مشيخات النفط هذه ...

الثروة الأمريكية تحميها أساطيل تجوب العالم،( تحرس"التجارة الحرة") : أنت حر في أن تتاجر كما تشاء و لكن إن أزعجتنا نستطيع أن نعلن إفلاسك.. ، أو نجتاح بلدك ، أو لسبب لا علاقة لنا به تشتعل في بلادك حرب أهلية ، نحن هنا دائما جاهزونً لحماية حقوق الإنسان.. و "الأقليات" (الأقليات التي تعجبنا .. ، نحن أحرار أيضاً في أن لا تعجبنا بعد حين ) ... أما قواعد التجارة الحرة و الأسعار فنحن نحددها ... الأساطيل و حاملات الطائرات لحماية هذه الحرية ...

" المساعدات"الأمريكية – من كافة الأنواع – بما في ذلك خاصة تلك التي للبنك الدولي
تعمل بمبدأ الصيد بالطعم : تدلي السنارة في الماء بعد أن تشبكها بالسمكة الصغيرة ، بعد قليل تحصل على السمكة الكبيرة... ( أذكركم إن نسيتم بنظرية المؤامرة) .. هل أن صيد السمك أيضاً مؤامرة ، أو بالأحرى " نظرية" صيد السمك ...

في أفريقيا كما في غيرها بخصوص " المســـاعدات الأمريكيــــة" ينشأ هذا السؤال : من الذي " يساعد" من ..

دائماً ، أو غالباً ،النخب العربية آخر من يصل ... ففيما العالم كله يتقدم نحو يسار جديد و ديموقراطية جديدة حقاً و إنسانية حقاً ، من البرازيل و فنزويلا حتى فرنسا ،و فيما العالم كله ينهض ضد نظام الإمبراطورية الأمريكي من بريطانيا إلى أقصى مكان في أمريكا اللاتينية ، " نخبنا" العربية عادت تبحث الآن في تأسيس ليبرالية عربية أو مصرية أوسورية ...

ما من ليبرالية كهذه ، الليبرالية- قديمة أو جديدة - هي النظام الأمريكي نفسه

_______________________________________________________
* " نظرية المؤامرة"هذه غدت دارجةً و لازمة و "عكازة " في الأحاديث و الكتابات ، بحيث تعتقد أنه لا بد لأحد هؤلاء أن يقولها كل قليل و كأ نها حجة مابعدها في النقاش ،أو تعويذة تضفي على قوله تأييداً ، أو تضيف مصداقية " علمية" ما ... أو مسحة " فرويدية".. فهذه الأخيرة أيضاً دارجة ..



#حازم_العظمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجارة حرة ...
- حوار هادىء مع وفاء سلطان
- الحَصانة السعودية ، و الحَصانة السورية ..
- نصف مشهد و أرواحٌ سبعةْ بشرق مدريد
- من دفع َ للزمّار ...
- 5 ملايين دولار هدية للنظام لا للمعارضة
- فندق بين الشيح و البحر
- هنتنغتون في صراع السنة و الشيعة !
- جدارٌ بجانبيه زُرقةُ البحر
- أربع محاولات في تعريف الشعر
- الدعم الأمريكي المزعوم لحركة فتح ما أسقطها في الإنتخابات
- لماذا إسرائيل تصر على الدعاية ل و بالنيابة عن -حماس-
- عن الليل و الخيل و التين و ..-شاغال-
- كومةٌ من أنصافِ برتقالاتْ حول زجاجةِ باكاردي فارغة ْ
- شارع النهر
- النُخب الثقافية العربية : آخرُ من يصِل
- الديموقراطية بصفتها إعادة إنتشار عسكري أمريكي على مستوى العا ...
- الأشياء طويلة و مائلة
- أسطورة الإنتحاريين و الحزام الناسف
- الجَدْي


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حازم العظمة - في نقد الليبرالية ... السورية