- تمييع - بعض الكتب الدراسية الخاصة بالتلميذ في السلك الابتدائي بالمغرب

أمينة بوشايت

الحوار المتمدن-العدد: 5987 - 2018 / 9 / 7 - 17:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا احد ينكر أهمية التدريس بالكتب الدراسية في السلك الابتدائي فهي وسائل تعليمية لها أهمية بالغة في العملية التعليمية التعلمية، لكن ما يثار حاليا من استعمال بعض المصطلحات العامية في هذه الكتب جعل الكثير من المدرسين و المهتمين بالشأن التربوي في نقاش بعيد كل البعد عن أزمة المنظومة التربوية ببلادنا التي يتداخل فيها الجانب الموضوعي و الجانب الذاتي.
موضوعيا نحن نعلم أن سياسة التجهيل و إفراغ التعليم من محتواه سياسة ليست وليدة اليوم، بل لسنوات عديدة نظرا للدور الذي يلعبه التعليم في المجالات السياسية و الاقتصادية ،الاجتماعية، الثقافية.. ودوره فب التوعية و التثقيف و في خلق إنسان واع بذاته و بمجتمعه.
لقد مر التعليم بالمغرب بالعديد من المخططات اختلف حسب السياق و لكن كلها تلتقي في جعل التعليم في خدمة مصالح حفنة من المستفيدين من خيرات هذا الوطن.
فاذا نظرنا الى طبيعة النخبة المكلفة بما يسمى إصلاح التعليم و مراجعة المناهج منذ 1956 وصولا إلى عهد "عيوش" سنجد هذه النخبة مرتبطة أشد الارتباط بالبرجوازية و الإقطاعية و كان هم هذه النخبة كما يقول الجابري ( قضية التعليم في مسار متعدد الأوجه ، سلسلة مواقف الكتاب 13 ) "كان هم هذه النخبة بعد الاستقلال التوفيق بين مصالحها و بين مصالح هذه الزعامة ... و من هنا اكتسى فكرها في الميدان التربوي طابعا توفيق يا يتجنب طرح المشاكل على حقيقتها" .
فجميع المخططات منذ المخطط الثلاثي 1965-1968 مرورا بمناظرة إفران و صولا إلى الميثاق و الخطة الإستراتيجية تهدف إلى ضرب المدرسة العمومية و الغاء مجانيتها في مقابل خلق مدارس نخبوية لتخريج أطر ترث ابائها و أجدادها في تحمل المسؤوليات. و ما ادراج بعض مصطلحات الدارجة اليوم إلا من باب تمييع ما تبقى من هيبة المدرسة.
الجانب الذاتي يكمن في تقاعس الاطر التربوية من الانخراط الجماعي في معالجة المشاكل المطروحة و الانخراط في النضال النقابي دفاعا عن المدرسة والتعليم العمومي، و كذا تقاعسهم عن النضال البيداغوجي و عدم تمييزهم بين متطلبات المنهاج باعتباره تصورا عاما للعملية التعليمية التعلمية و بين متطلبات الكتب المدرسية التي تبقى في اخر المطاف كتبا للتلميذ و ليست كتب الاستاذ، فالمنهاج هو وحده الإطار المرجعي الملزم وطنيا ، اما مضامين الكتب المدرسية و المقاربات و الدعامات المقترحة فيها ، فللأستاذ حرية التصرف وفقا لأهداف المنهاج و الكفايات المراد تحققها لدى المتعلم.
لهذا فمن الخطأ جعل الكتاب المدرسي الدعامة الوحيدة للتدريس. و من الخطأ أيضا الاعتماد على دعامة ( نص، صورة ...) تجعل التلميذ خارج سياق القضية التي نحن بصدد تدريسها. كما أن للمدرس الحق في إبداع أنشطة تجعل المتعلم لا يحس بالمرارة عندما يجد اللغة غامضة أو تتعمد تضليله.
في ضل هذا الوضع لابد للاستاذ ان يبدع وضعيات دالة تنطلق من الواقع و بلغة مفهومة دون السقوط في تمييع المضامين المعرفية و الكفايات المراد تحققها لدى المتعلم بلغة البغرير و الملوي..

#أمينة_بوشايت (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات