|
الادارة بالاخلاق والقيم والمثل هل هي ممكنة ؟؟؟
عبد الرحمن تيشوري
الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 02:09
المحور:
الادارة و الاقتصاد
بعض الدارسين والمحللين يعزون ضعف الادارة العامة السورية الى انهيار منظومة الاخلاق والقيم حيث يعتبرون ان ظهور قيم جديدة اهمها التقرب والتعرف على المسؤولين الكبار ولا سيما الامنيين بالاضافة الى امتلاك المال الوافر والكثير وبالتالي يكون لك التقدير وتستطيع ان تكون في الموقع الذي تريد ونحن نقول لهم ان هذا التحليل ولى واليوم في سورية انطلق قطار الاصلاح وهناك معهد وطني يخرج المدراء وهؤلاء لا يدفعون شيئا ولد يهم اخلاق وقيم ادارية جديدة رفيعة سنستعرضها في هذا البحث القصير المتواضع مساهمة منا في الاضاءة على نمط اداري جديد معمول به في العالم وادى الى نتائج ايجابية وخلاقة العالم اليوم تعيش البشرية اليوم حالة من انعدام الوزن بين التكنولوجية والمعلومات والعولمة وهذا التسارع الحضاري والزخم التكنولوجي المحاصر لحياة البشر لن يجد له مستقرا الا بعد ان يعاد للانسان انسانيته المفقودة ولقد استجاب البشر لكل قوى التجارة والتصنيع والخدمات بشكل واسع في القرن العشرين ولكن عالم القرن الحادي والعشرين لن يكون كذلك لان منجزات التكنولوجية صارت اصعب تسويقا للبشر ولا بد من الاستجابة بشكل علمي في الجانب النفسي والفكري والعاطفي للبشر لانهم لن يقبلوا عالما مؤتمتا فرديا بعيدا عن تالف البشر من جهة ومن جهة اخرى لن يقبلوا عالم مادي يلغي كيانهم الفكري والانساني ويعاملهم كالات او حيوانات مستهلكة لذلك ليس المهم فقط تحقيق الربح عبر ممارسة الفعاليات الاقتصادية والادارية وانما يجب بناء مؤسسات تحترم القيم الاجتماعية والانسانية في ادارتها بعد هذا التهميش والتناسي للقيم في عالم اعمال القرن الحادي والعشرين فمؤسسات المستقبل لن تسطيع استثمار طاقات افرادها واتزامهم وانتما ئهم الا من خلال رسالة وقيم اجتماعية تتبناها ولا يمكن للبشر ان يعملوا بهدف الربح والمادة دون النظر لما يحققونه لمجتمعاتهم ومن هنا نؤكد على الترابط والتكافل الاجتماعي والنسيج الوطني المتين ولبتعد عن الفردية والمصلحة الشخصية والا نهيار والضياع لذا يجب توظيف القيم والاخلاق في عملية تطوير وتحديث سورية التي اطلقها قائدنا الشاب الدكتور بشار الاسد في ثنايا خطاب القسم في عام 2000 • يجب الابتعاد عن هيمنة الفردي • يجب الاعلاء من شأن القيمي والجماعي • يجب ان تكون القيم والمثل هي الرئيس الجديد للجهة العامة والمؤسسة والشركة • الادارة بالقيم والا خلاق فلسفة ادارية جديدة قيم جديدة يتفق عليها الجميع واهمها الاستقامة والنجاح والعدالة والرضى الوظيفي وغيرها من القيم والاحتكام الى هذه القيم يؤدي من وجهة نظري الى الاداء والانجاز المتميزين • يجب على الجميع العمل بروح الفريق والبحث عن هذه القيم وهي موجودة في داخلنا لكن يجب ايقاظها وتفجيرها والعمل بها لا الاجتماعي والثقافي والاخلاقي القيمي يستطيع ان يساهم في حل مشكلاتنا الاقتصادية ويمكن ان يساهم في الاصلاح الاداري • يجب اعداد وتهيئة اسس سلوكية ترصد افعال الناس في حياتهم الخاصة وفي اماكن العمل • الهدف الاول للحياة الوصول والنجاح والهدف الثاني الاتصال والارتباط والهدف الثالث المشاركة والاندماج او الوجود المستقبلي وهذا يعني القيم ومبادئ اخلاقية علينا العمل بها من اجل اعطاء حياتنا قيمة واهمية واهم شيء في ذلك اخلاق عمل حسنة ورضى الناس والمواطنين والمتعاملين وجميعهم اخوة لنا وسوريين • ان الادارة بالقيم والاخلاق والمثل هي مرساة للنجاة ويمكن الجوء اليها اليوم في سورية لاننا نعيش مرحلة تحديثية وتطويرية جديدة ونحن بامس الحاجة الى القيم والى الرؤية التطويرية والى الذهنية التطويرية • ان من يحيل الادارة بالقيم الى واقع هم الناس الموظفون ولا سيما المدراء الذين يستلمون مواقع امامية ويجب ان يشكلوا عامل القدوة في ممارستهم الادارية • القيم هي موضع احترام من قبل الجميع وهي التي يلتقي حولها الناس كجماعات وهي تدفعهم للعمل معا بغية الوصول الى اهداف مشتركة والقيم بمثابة القوة الجاذبة وهي مغناطيس وهي المنظومة التي تملك تاثيرا على الجماعات من الناس • على كل فرد منا ان يفعل الصواب في اموره وقضاياه وكل ماعدا ذلك يأتي من تلقاء ذاته وجرب هذا الامر وهذه القيمة ولاحظ كيف تسير الامور بشكل افضل • عندما يزعم المد يرون انهم يمارسون سياسة الباب المفتوح لكنك تجرب ان تقابلهم فتصاب بالا حباط فهؤلاء لا يتصفون باخلاق عالية ولا يتصرفون بالقيم وهم يفعلون عكس ما يقولون لذا يجب فضحهم ومحاسبتهم على ذلك • ان رحلة الادارة بالقيم تتطلب عودة الى تربية الاخلاق وخاصة علاقة الاطفال مع ذويهم ومع المعلمين وعلاقة المواطن بالدولة واعادة الثقة الى هذه العلاقة حيث فقد المواطن الثقة باغلب مؤسسات الدولة نتيجة ممارسات خاطئة سابقة فلابد من بدء مرحلة المواطن الرقيب وعدم الكذب عليه واخذ مصالحه بعين الاعتبار • ان القاعدة الرئيسية للادارة من خلال القيم والخلاق هي ان الرئيس الحقيقي في المؤسسة والشركة هو القيم التي تم تبنيها والاتفاق عليها وهذه هي السلطة التي يدين لها الجميع بالولاء والالتزام وهي كل ما يفعله المدراء والموظفين • اهم القيم الجوهرية التي تمثل مكون اساسي لهذه الفلسفة الادارية هي : - التصرف بنزاهة واستقامة في جميع الصفقات والعمليات ومع الزبائن والمراجعين - معاملة جميع الموظفين في المؤسسة بعدالة واخلاص - وضع جميع المعلومات عن المؤسسة لمن يرغب دون اية اسرار - التعرف المبكر والدائم على احتياجات الناس والمراجعين والزبائن وتنفيذ الالتزامات تجاههم - احترام افكار العاملين ومعاملتهم بتقدير - تشجيع المبادرات الفردية وتبني خبرات العاملين جميعا - الانتباه الى قضية الجودة في تقديم اية خدمة للناس والمواطنيين - العلان عن القيم وتوضيهحا وممارستها ومعايشتها يوميا - التحدث عن قصص النجاح وتكريم المبدعين والمتفوقين وفق معايير حقيقية والتركيز على قصة نجاح القيم - افعل الصواب دائما واختصرطرق القرارات عبر اللامركزية وحدد معايير النجاح وافحص النتائج وابحث دائما عن العمل المفيد وقلل كثرا من مضيعات الوقت - حدد اهداف تطوير صريحة لكل عامل ودع الافعال تتبع الاقوال فهذه الرحلة بدون نهاية قيم ومبادئ ومثل المعهد الوطني للادارة - الادارة بالقيم تحتاج الىفضاء زمني واسع لتعطي ثمارها ولكننا في سورية بحاجة الى فئة الناس الذين تنطبق عليهم صفة الحماس العفوي وهؤلاء يفضلون التغيير والتحول وسوف يشاركون في مشروع الادارة بالقيم دون تردد عندما يتعرفون على الميزايا الايجابية التي تنعكس على المؤسسات والشركات وكذلك على الحكومة ورئاسة الحكومة المساهمة في تنفيذ هذه الفلسفة عبر تسمية حاملي القيم الجدد واقصد هنا خريجي المعهد الوطني للادارة العامة الذين يعملون للخدمة العامة ومن اجل انسنة البنى الادارية لجعلها اكثر حساسية لكرامة المواطن والذين يؤمنون بالتضامن والتعاون والعدالة وخدمة الناس حيث يعمل المعهد الوطني على قاعدة ومبدا ان المواطنون هم مالكو الاجهزة الحكومية لكن يجب ان يكون هؤلاء في مواقع متميزة ومتقدمة ويكونوا صناع قرار لتقديم قيمهم التي هي قيم الادارة الحديثة الادارة الرشيدة الادارة التي تتصف بالكفاءة والمرونة والقدرة الاستباقية اللازمة لتحقيق نوعية الخدمة العامة
هذه قيمنا ويجب ان تسود • الصد ق • الفاعلية • الاستقامة • الاداء المتميز • المرح • حماية البيئة • الثقة • الامانة • المرونة • الرؤية المستقبلية • المقدرة على المنافسة • الابتكار • وعي الهدف • التعاون • الدعابة • الشراكة • الحب • النظام • الذكاء • السلام • الوضوح • العلم • الجودة • عمل الفريق • العمل الجاد • الاصالة • العطف
هذه هي قيمنا وانها تبدو رائعة لكن الاروع هو الاتفاق على القيم وايجاد الاجماع حولها وتحويلها الى سلوك يومي في حياتنا الخاصة والعامة وفي مؤسساتنا وبيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا ويجب تقوية وعي كل العاملين باهمية هذه القيم وانا اؤكد ان الادارة بالقيم لا تبتعد كثيرا عن مشروع تحديث وتطوير وتغيير سورية الذي اطلقه الرئيس الشاب الدكتور بشار الاسد وان هذه القيم هي مضمون المشروع التحديثي والتطويري لسورية وهي تحتاج الى المزيد من الاقتداء والعمل والى القليل من التنظير وفهمكم كفاية
#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يساهم التدريب في هيئة مكافحة البطالة في خلق ثقافة العمل و
...
-
نساء ورجال هل تضرب زوجتك؟.
-
زيادة التنمية ام تخفيض السكان هل تجيب الخطة التنموية السورية
...
-
هل يكون للعرب قضية واحدة في قمة الخرطوم ؟؟؟
-
حكايتي مع الرقم الوطني وتجديد جواز السفر
-
اهمية الاستثمار في التجارة البحرية والقانون البحري
-
متى نضع الاعلام في خدمة الاصلاح والتطوير ؟؟؟
-
الا يشكل تحريض المدير وقلب الحقائق امامه جريمة ؟؟؟
-
متى نشهد قانون استثماري عصري يريح المستثمرين ويفيد البلد ؟؟؟
...
-
الاستملاك سيف مسلط على الفقراء
-
العفو العام والعفو الخاص والعلاقة بينهما ؟؟
-
المعهد الوطني للادارة العامة حلم تحقق لكن احداث سلك للمديرين
...
-
هل تستطيع ثقافتنا واعلامنا مواجهة افتراءات واكاذيب امريكا ؟؟
...
-
متى نصدر قانون تجارة عصري يواكب العصر ويلائم اقتصاد السوق ال
...
-
هل نشهد تأمين ضد البطالة في قانون التامينات الاجتماعية السور
...
-
هل سمعتم بالمحاكم المسلكية ؟؟؟
-
الطلاق سلاح خطير يساء استخدامه
-
برنامج التشغيل المضمون للشباب
-
ادارة المكتب الحديث والعصري في الالفية الثالثة
-
تحديث وتطوير التفكير الاصلاحي واعادة صياغة المواطن
المزيد.....
-
مسؤول إسرائيلي: وضع اقتصادي -صعب- في حيفا جراء صواريخ حزب ال
...
-
مونشنغلادباخ وماينز يتألقان في البوندسليغا ويشعلان المنافسة
...
-
وزير الخارجية: التصعيد بالبحر الأحمر سبب ضررا بالغا للاقتصاد
...
-
الشعب السويسري يرفض توسيع الطرق السريعة وزيادة حقوق أصحاب ال
...
-
العراق: توقف إمدادات الغاز الإيراني وفقدان 5.5 غيغاوات من ال
...
-
تبون يصدّق على أكبر موازنة في تاريخ الجزائر
-
لماذا تحقق التجارة بين تركيا والدول العربية أرقاما قياسية؟
-
أردوغان: نرغب في زيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا
-
قطر للطاقة تستحوذ على حصتي استكشاف جديدتين قبالة سواحل ناميب
...
-
انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائ
...
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|