|
أبارتهايد / غيتو / Apartheid/ Ghetto
نزيه قسيس
الحوار المتمدن-العدد: 5985 - 2018 / 9 / 5 - 10:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حكايات وراء الكلمات أبارتهايد / غـيـتـو / Apartheid/ Ghetto
الفصل العنصري سياسيا، يشير المصطلح (أبرتهايد) إلى نظام الحكم العنصري الذي مارسته حكومة الأقلية البيضاء في جنوب افريقيا من عام 1948-1990. اعتمدت هذه السياسة على قوانين الأبارتهايد (الفصل العنصري) بين المستوطنين الأوروبيين الحاكمين وبين السكان السود أصحاب الأرض الأصليين والملونين وإعطاء الأفضليات والامتيازات للإنسان الأبيض على حساب الأسود في كل مجالات الحياة، ولتطبيق هذه السياسة تم حصر المواطنين السود في مناطق منفصلة لا تختلف عن غيتوات اليهود في أوروبا وغيتوات السود في أمريكا.
• مقدمة يبدو أن كلمة "أبارتهايد apartheid" التي عادت إلى الظهور في وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة في بلادنا ستصبح من الكلمات التي سترافقنا في كل نواحي حياتنا في السنوات القادمة، ونتيجة لسياسة الأبارتهايد التي ظهرت واضحة في "قانون القومية" الذي سنته الحكومة الإسرائيلية الحالية، فإنني أخشى أن يتم تطبيقها علينا وعلى أبنائنا تدريجيا فيجد أحفادنا أنفسهم في المستقبل يعيشون في قرى أو مدن تشبه الغيتوات ghettos التي فُرض على اليهود في أوروبا أن يعيشوا فيها منذ القرن الحادي عشر وحتى القرن العشرين عـندما تحولت الغيتوات اليهودية على أيدي النازية الألمانية إلى معسكرات عمل تمت فيها أعمال إبادة للملايين من أبناء الشعب اليهودي عُرفت باسم "الكارثة/ الهولوكوست Holocaust". بما أن الكلمتين، (أبارتهايد) و (غيتو) مترافقتان، وقد تم تطبيقهما على الفلسطينيين منذ 1948، فقد وَجَدتُ من المناسب أن أقوم بدراستهما وإطلاع القراء على أصولهما اللغوية وأساليب تطبيقهما في الماضي والحاضر، سيّما وأنهما لفظتان دخيلتان على اللغة العربية ويتكرر استعمالهما في حديثنا اليومي وفي وسائل الإعلام كأنهما من ألفاظ اللغة العربية، وسنبدأ بكلمة (غيتو) لأنها أسبق تاريخيا من كلمة (أبارتهايد).
• غيتو/ Ghetto يرتبط المُصطلح ghetto / غيتو بصورة أساسية بمسألة مكان السكن الإجباري الذي كان يُفرض على اليهود في الدول الأوروبية. ظهر المصطلح (غيتو) في مدينة فينيسيا الإيطالية في القرن السادس عشر وكان يشير إلى موقع كان يستعمل سابقا لصب المعادن وصناعتها، وهذا هو الرأي المقبول عند غالبية المؤرخين واللغويين من بين الآراء المختلفة التي تُطرح لتأصيل هذا المصطلح. من وثائق السكن المتعلقة في الغيتوات نلاحظ أن المصطلح كان يكتب بأشكال مختلفة: ghet gete, ghetto, getto, geto, والشكل (ghetto ) هو الذي ثبت حتى اليوم.
• غيتو روما / Ghetto di Roma في 14 تموز من سنة 1555 أصدر البابا بولس الرابع مرسوما بابويا يقضي بتخصيص غيتو لإسكان اليهود وأمر بانتقالهم من بين المسيحيين في روما. يقع هذا الغيتو بجانب نهر التايبر Tiber ويحيطه سور كبير لا يستطيع أن يخرج أحد منه بدون إذن الحراس، وكان يُفتح في الصباح ويُغلق بعد غروب الشمس. تجدر الإشارة إلى أن المرسوم البابوي قد أبطل كل الحقوق التي كانت معطاة للجالية اليهودية وفرض عليهم قيودا متنوعة مثل: منع حق الملكية، منع ممارسة معالجة الطبيب للمسيحيين وإجبارهم على القيام بالصلاة في يوم السبت حسب العقيدة الكاثوليكية. كان اليهود حتى ذلك الوقت مندمجين مع المسيحيين في روما إلى حد كبير، وعند ترحيلهم، أخذوا يشبّهون وضعهم بوضع من يقوم بطلاق رفيقه أو رفيقته فوجدوا بكلمة (غيتو) شبها لغويا مع الكلمة العبرية (גט) أي: (طلاق) ولهذا، هنالك من يقول ان (غيتو) من (גט) العبرية لأنهم شعروا أنهم "مطلقون" من أهل روما التي كانت تُعتبر "دولة القومية الواحدة" Nationality State. من الغريب، أن بعض اليهود قد رحبوا بالحياة في الغيتو والانفصال عن المسيحيين في روما اعتقادا منهم أن أسوار الغيتو سوف تحمي الجالية اليهودية الصغيرة من الهجمات المحتملة من قبل المسيحيين المتعصبين وتحميهم من الذوبان في المسيحيين وفي نفس الوقت يستطيعون أن يمارسوا حياتهم الدينية بدون تدخل أحد. استمر هذا الوضع حتى سنة 1870 عندما ضعفت السلطة البابوية نتيجة التغيرات السياسية واندمجت روما في المملكة الإيطالية. في سنة 1888 تم هدم الأسوار تماما وكان "غيتو روما" هو آخر غيتوات غرب أوروبا ولكن في سنوات 1930 عادت سياسة الإسكان الإجباري في الغيتوات إلى الظهور في ألمانيا النازية بشكل أكثر قسوة.
• الغيتوات النازيّة مع بداية احتلال ألمانيا النازية لبولندة ودول أوروبية أخرى سنة 1939، قامت الحكومة النازية بإنشاء غيتوات لتجميع اليهود فيها وإسكانهم في أحياء خاصة في المدن الموجودة وأقاموا أسوارا وأسلاكا شائكة حولها، وكان اكبر هذه الغيتوات هو "غيتو وارسو" Warsaw. وصل عدد الغيتوات في أوروبا إلى 1000 غيتو تسود فيها ظروف حياتية صعبة. انتهى وجود الغيتوات اليهودية في أوروبا بانتهاء الحرب العالمية الثانية (1945) وهجرتهم إلى فلسطين وتهجير أهلها وإقامة دولة إسرائيل فيها سنة 1948.
• مصطلح "ابارتهايد" Apartheid من الناحية اللغوية بدأ الاستيطان الأوروبي في قارة افريقيا في القرن السابع عشر عندما قامت مجموعات كبيرة من المتدينين الهولنديين والألمان والفرنسيين الذي عرفوا باسم "البوير Boer" لتبشير السكان الأصليين السود بالدين حسب تعاليم John Calvin جون كالفين (1509 -1564). في القرن التاسع عشر، قامت بريطانيا باحتلال جنوب القارة الأفريقية وفي سنة 1911 حصلت جنوب افريقيا على استقلالها وأصبحت احدى دول الكومونويلث Commonwealthالتابعة لبريطانيا. المصطلح "ابارتهايد/ apartheid كلمة مقترضة من لغة جنوب افريقيا المعروفة باسم (افريكانز Afrikaans) مكونة من كلمتين: apart، الهولندية المقترضة عن الإنكليزية apart، (منفصلان) وheid الهولندية التي تعني "حالة" وتشبه hood- في الإنكليزية (وهناك من يقول hن heid مأخوذة من hood ، بمعنى: حارة (neighbourhood). ظهرت كلمة apartheidفي اللغة الافريكانية سنة 1929 ثم انتقلت إلى لغات العالم بواسطة وسائل الإعلام بهذا الشكل ولم تتم ترجمتها؛ أما في العربية فقد تمت نقحرتها على شكل (أبارتهايد).
• سياسة الأبارتهايد سياسيا، يشير المصطلح (أبرتهايد) إلى نظام الحكم العنصري الذي مارسته حكومة الأقلية البيضاء في جنوب افريقيا من عام 1948-1990. اعتمدت هذه السياسة على قوانين الأبارتهايد (الفصل العنصري) بين المستوطنين الأوروبيين الحاكمين وبين السكان السود أصحاب الأرض الأصليين والملونين وإعطاء الأفضليات والامتيازات للإنسان الأبيض على حساب الأسود في كل مجالات الحياة، ولتطبيق هذه السياسة تم حصر المواطنين السود في مناطق منفصلة لا تختلف عن غيتوات اليهود في أوروبا وغيتوات السود في أمريكا.
• من ابتكر المصطلح "أبارتهايد"؟ تقول المصادر اللغوية أن الشخص الذي صاغ المصطلح "أبارتهايد" هو القسيس الهولندي جان كريستوفل دو بليسيس Jan Christoffel Du Plessis الذي كان رئيسا للكنيسة الهولندية الإصلاحية Dutch Reformed Church، سنة 1929 . كان دو بليسيس مبشرا دينيا بين المواطنين السود وتفاجأ عندما لاحظ أن المبشرين الآخرين يحاولون إقناع السود بأن يتنازلوا عن حضارتهم وتقاليدهم وأساليب حياتهم وان يستبدلوها بأساليب الحياة والعادات الأوروبية. رفض دو بليسيس سياسة الإرساليات التي لا تعطي للسود "مستقبلا قوميا مستقلا". في احدى مواعظه في مدينة Knoorstad، اقترح دو بليسيس فصل السود عن البيض لتعليمهم الدين حسب تقاليدهم مستعملا اللفظة apartheid : "يجب علينا أن نبحث عن تفسير روح الفصل التي ميزت تصرفاتنا في الفكرة الأساسية لعملنا التبشيري وليس في التعصب العرقي" . كان دو بليسيس يعني بكلمة (أبارتهايد) "أنه يجب تعليم الإنجيل بطريقة تقوي الشخصية والطبيعة والقومية الإفريقية" وبكلمات أخرى، تقوية الـ volksei التي تعني (قومية الشعب). كان جان دو بليسيس يقول انه يجب تنظيم برامج خاصة تتناسب مع حضارة السود وعدم فرض الثقافة الأوروبية عليهم، وهذا يتطلب بناء برامج دينية منفصلة خاصة وليس نفس البرامج والطرق التي يعلمون البيض بها بسبب اختلافهم الثقافي، واقترح أن يتعلموا في برامج منفصلة عن الأوروبيين، أي "منفصلون ولكن متساوون Separate but Equal" حفظا على تاريخهم وعاداتهم . كما نرى، لم يكن دو بليسيس يهدف باستعماله كلمة (أبارتهايد) إلى تطبيق فصل عرقي من اجل التمييز السلبي، بل - بالعكس، بل كان يقصد "المساواة"، وقد كرر هذا المصطلح وهذه التفاسير في مواعظه في أوائل سنوات الثلاثين من القرن العشرين.
• تحريف المصطلح "أبارتهايد" للأسف الشديد فإن السياسيين العنصريين البيض اختطفوا المصطلح (أبارتهايد) وحرّفوا أهدافه السابقة وطبقوا فكرة الفصل بدافع التمييز العنصري من أجل المحافظة على أفضلية العرق الأبيض "العرق الأعلى" على العرق الأسود "العرق الأدنى". استمر استعمال مصطلح (أبارتهايد) كشعار سياسي بواسطة السياسيين البيض في الحزب الوطني The National Party بهذا المعنى وفي سنة 1936 طبقوه في كل جنوب افريقيا على انه أنظمة اجتماعية وسياسية منفصلة مختلفة بين البيض والسود وعلى أسس غير متساوية، وهكذا تم تحريف المعنى الإيجابي للمصطلح وتشويه غايته الأصلية في المحافظة على هوية السود الحضارية التي عاشوا عليها مئات السنين إلى المحافظة على امتيازات البيض. عاش دو بليسيس طويلا وقد عبر عن أسفه وحزنه وندمه على ابتكار مصطلح (أبارتهايد) لأن غايته من الانفصال هي تحقيق المساواة والمحافظة على هوية السود التراثية وليس التمييز العرقي ضدهم. لقد ذهب تعب دو بليسيس سدى واختفى معنى المساواة وتم استغلال سياسة الفصل إلى سياسة تمييز سياسي واجتماعي وعرقي وهكذا أصبحت كلمة "أبارتهايد" كلمة بغيضة لدى كل الشعوب المتنورة.
• قوانين الأبارتهايد الأساسية في سنة ،1948 نجح الحزب القومي The National Party في الانتخابات، وهو حزب من البيض المتطرفين والمتعصبين وشكل حكومة قامت بوضع قوانين الفصل العنصري التي عرفت باسم "قوانين الأبارتهايد" بين البيض الأوروبيين من جهة وبين الافريقيين السود والملونين من غير الافريقيين، و خلاصة قوانين الابرتهايد هي: • القيام بالاستيطان الكولونيالي غير المرتبط بالدولة الأم؛ • من خلال الاستيطان، تحاول الأقلية من السكان المحافظة على تميّزها بأنها "العرق الأرقى" عن السكان السود والملونين؛ • الإبقاء على "العنصر الأدنى" من غير البيض في نظام الدولة ولكن البيض هم الذين يسعون إلى استقلال الدولة والدولة هي للبيض فقط؛ • حرمان غير البيض (العرق الأدنى) من ممارسة حق الانتخاب والتنقل، والسكان الأصليون هم، نظريا، مواطنون ولكنهم كالرعايا خاضعين للبيض، والدولة ليست لهم ولا تعبر عن طموحاتهم الشخصية والجمعية وهي وسيلة للسيطرة على السود وغيرهم وعلى المقدرات الاقتصادية وثروات الأرض فيها كلها.
• انتهاء سياسة الابارتهايد قام نظام الابارتهايد باضطهاد مقاوميه وزج بزعماء حزب المؤتمر الوطني الافريقي في السجون وقام بقمع الحركات الاحتجاجية وارتكب المجازر التي أثارت العالم ضده. مع تنامي تعاطف الرأي العام الدولي مع شعب جنوب أفريقيا، اقتنع رئيس النظام العنصري فريديرك دو كليرك Frederik Willem de Klerk بحتمية المصالحة وإلغاء نظام الفصل العنصري نهائيا، فباشر بإجراء اتصالات سرية مع نلسون مانديلا الذي كان معتقلا في جزيرة نيو آيلند. في شباط 1990، تم اطلاق سراح مانديلا ورفاقه من السجن وجرت مفاوضات انتهت بإلغاء الأبارتهايد وتنظيم انتخابات سنة 1994 فاز بها نيلسون مانديلا وقبل دو كليرك بنتيجتها. يُذكر أن دو كليرك ومانديلا فازا بجائزة نوبل للسلام سنة 1993 تقديرا لجهودهما السلمية.
• الأبارتهايد الإسرائيلي والغيتوات الفلسطينية هنالك جدل حول نوعية سياسة إسرائيل مع الفلسطينيين – هل هي أبارتهايد أم لا؟ وهل تُعتبر الأماكن التي يسكن فيها الفلسطينيون "غيتوات" أم لا؟ للإجابة على هذا السؤال، نستعرض ما حدث للفلسطينيين منذ سنة 1948 حتى اليوم وباختصار شديد. منذ سنة 1948، سنة النكبة وتهجير غالبية الشعب الفلسطيني من بلاده، ما زال مئات الآلاف منهم يعيشون في "مخيمات" في سوريا ولبنان والأردن. في حرب حزيران 1967 احتلت إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية وباشرت في بناء المستعمرات فيهما، وصادرت الأراضي تاركة مئات الآلاف من الفلسطينيين يعيشون في مخيمات أو قرى ومدن محاصرة بالمستعمرات ومعسكرات الجيش وقامت ببناء نقاط التفتيش لمنع إمكانية تنقل الفلسطينيين في وطنهم بحرية. كذلك، فإن الكثيرين من الفلسطينيين الذين هُجروا إلى الداخل عاشوا إلى وقت قريب في "مخيمات" من "البرّاكيّات" ذات الألواح الحديدية أو البيوت الفقيرة في مدن وقرى عربية قائمة أو بجوارها، وتحولت هذه الأماكن إلى أحياء فقر تشبه الغيتوات. في سنة 2002، وبعد الشروع ببناء جدار الفصل بين إسرائيل والضفة الغربية ثم بناء السياج الحدودي بين إسرائيل وغزة، أصبح قطاع غزة كأنه "مخيم" أو "غيتو" كبير تحاصره القوات الإسرائيلية من البر والبحر والجو، وأصبحت حياة السكان الفلسطينيين في غالبية مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة شبيهة بحياة الغيتوات إلى حد كبير.
• الفلسطينيون في إسرائيل من الغيتو إلى الأبارتهايد لقد أصبح الفلسطينيون الذين بقوا في وطنهم سنة 1948 مواطنين إسرائيليين ولكنهم لم يحصلوا على المساواة، فعاشوا حياة صعبة في سنوات الخمسين والستين حتى انتهاء الحكم العسكري (1965). مع حدوث تحسن نسبي في حياتهم الاقتصادية والثقافية وتحسن مَحدود في الأجواء الديمقراطية وحرية التعبير، توهم قسم كبير من فلسطينيي الداخل أن الدولة تسير نحو المساواة التامة بين مواطنيها، خصوصا الذين يخدمون في الجيش، إلى أن جاءت الصدمة بقيام الحكومة الإسرائيلية بإقرار "قانون القومية" الذي حطم كل أمل لهم إذ انه حوّل كل المواطنين غير اليهود إلى مواطنين درجة ثانية. كانت الصدمة قوية على من كان يتوهم أن الدولة سوف تسير بعد 70 سنة من قيامها وبعد عقد معاهدات سلام مع مصر والأردن وبعد اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين، نحو المساواة والديمقراطية الحقة والتعايش التام في كل نواحي الحياة. أثار هذا القانون كل المواطنين غير اليهود وقطاعات كبيرة من المواطنين اليهود المؤمنين بالعيش المشترك على أسس المساواة.، وللتعبير عن سخطهم قاموا باحتجاجات ومظاهرات مشتركة ضد القانون وسياسة التمييز العرقي عامة.
• إلى أين تتجه سياسة الغيتوات والأبارتهايد في إسرائيل ؟ للإجابة على هذا السؤال، اخترت فقرتين من مقالة صحفية اعتبرهما جوابا على السؤال. في مقالة لها في صحيفة هآرتس في 20/1/2013 بعنوانPalestinian Ghettos Were Always the Plan (الغيتوات الفلسطينية كانت دائما هي الخطة) تلخص الصحفية عميرة هس Amira Hass خطة الحكومة التي يدفع بها حزب "البيت اليهودي" نحو فصل الفلسطينيين في إسرائيل والضفة والقطاع عن الدولة وعن أرضهم وتحويل قراهم ومدنهم إلى غيتوات سكنية وذلك من أجل القضاء على فكرة الدولتين، أو الدولة الواحدة، والمساواة بين اليهود والعرب فتقول:
"كان الهدف دائما تحويل أماكن سكن الفلسطينيين إلى أماكن معزولة مطوّقة، وهذا ما تم تنفيذه منذ 65 عاما. بكلمات أخرى، الهدف – الذي انكشف مع الوقت – كان وما زال تركيز الفلسطينيين في "مَحميّات" بعد أن سُلبت غالبية أراضيهم منهم. إذا تَرَكوا ورحلوا إلى خارج البلاد، فسيكون ذلك بإرادتهم الحرة! هنالك تخطيط مباشر وخط أيديولوجي يمتد بين "الجيوب" التي يعيش فيها المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل وتلك "الجيوب" الموجودة في الضفة الغربية وقطاع غزة. هذا هو الحل الوسط / التسوية الإسرائيلية التاريخية الحقيقية. والتسوية ليست مع الفلسطينيين، بل مع إملاءات الواقع والتيارات الأيديولوجية الصهيونية المختلفة. المحميات المزدحمة العدائية – التي خلقها العنف، بكل وضوح – هي التسوية بين الرغبة الشديدة في طرد الفلسطينيين من أرضهم والإدراك بأن الأوضاع العالمية لا تسمح بذلك."
• خلاصة نتيجة لما حصل للفلسطينيين في إسرائيل منذ 1948 مِن حِصار ومنْع تجوّل وحُكم عسكري، وسياسة نهب للأراضي، وطرد للناس من قراهم، وهدم بيوت، وملاحقات سياسية، وتمييز في الحقوق القومية والمدنية والثقافية والاقتصادية، التي تم تثبيتها أخيرا بإقرار "قانون القومية"، يشعر المواطنون العرب الآن أن السياسيين العنصريين يدفعون الدولة أكثر وأكثر إلى هاوية الأبارتهايد، وبدأوا يخشون أن يحصل لهم أو لأبنائهم في المستقبل ما حصل لليهود في الغيتوات في أوروبا. وهنا، نتمنى أن يصحو كل السياسيين ورجال الفكر الحريصين على مستقبل الحياة المشتركة في هذه البلاد وأن يتصدوا لسياسة الأبارتهايد وندعو جميع مواطني الدولة بدون استثناء إلى تبني رؤية حياة مشتركة عادلة مؤْمِنة بتساوي المواطن بالمواطن بغض النظر عن قوميته وعرقه ودينه ولونه وانتمائه السياسي. وأخيرا، نحذر السياسيين العنصريين الذين يتاجرون بمصير الجميع من مغبة أعمالهم، وندعوهم إلى التراجع عن تطبيق سياسة "الأبارتهايد" و"الغيتوات" والإقلاع عن فكرة "المحميّات" و"الكانتونات" التي قد تؤدي إلى تكرار الكوارث والنكبات، فجميعنا نفضل البقاء على الفناء، ولتحقيق ذلك، علينا جميعا أن نعمل معا من أجل مواجهة تيارات الفصل والتفرقة العرقية والطائفية وإزالتها من حياتنا والاحتكام إلى العقل الديمقراطي السليم والعادل وأن لا ننتظر حتى تقوم القيامة لتتحقق نبوءة النبي أشعياء بسلامِ آخِرِ الأيّام، فقد تسبقها، لا سمح الله، قيامة أخرى تأكل الأخضر واليابس!
#نزيه_قسيس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شهر آذار ، شهر المرأة
المزيد.....
-
بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
-
بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
-
-وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة
...
-
رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
-
الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم
...
-
مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
-
أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
-
تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
-
-بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال
...
-
بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|