|
دعوة الشيخ لهدم الهرم
ماجد محمد فرج
الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 01:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فتوى بتحريم التماثيل تثير جدلا بمصر وتفتح ملف تطليق زوجات النحاتين (وكالات الأنباء)...ه
الآن وقد أفتى جناب الشيخ على جمعه مفتى الديار المصرية فتوى شديدة الوهابية، عميقة الطالبانية، بتحريم التماثيل والصور مهما كان نوعها أو الغرض منها وتكفير فنانى مصر... وأيّده فى ذلك الشيخ القرضاوى نجم »الجزيره« والمفتى الملاكى لشيوخ قطر... سائرين على درب إبن باز وابن عثيمين (بتوع الأرض المسطحة)... ه
الآن وقبل أن تنتهى مهزلة الكاريكاتور وتوابعها... الآن يفتح الشيخان علينا باباً جديداً للفُرقة، وجَبهة جديدة من الجدل والمعارك بل الكوارث... الآن علينا أن نتخيل ما يمكن أن يحدث بناء على هذه الفتوى الرشيدة... هل سنرى معتوهاً يقيم قضية حسبه للتفريق بين فنان مصوّر أونحّات مبدع وبين زوجته باعتباره كافر وزنديق والعياذ بالله؟ هل ستتوجه جحافل المؤمنين الطييبين إلى المتاحف والمعارض بأنواعها وكليات الفنون الجميله فى مدن مصر لحرقها وتدميرها وتسويتها بالأرض؟ هل ستعرج الجحافل هذه على ميادين القاهرة فتحطم تماثيل رمسيس وسعد زغلول وإبراهيم باشا ولاظ أوغلى باشا وأحمد ماهر باشا وطلعت حرب باشا وطه حسين ونجيب محفوظ وعبد المنعم رياض ومحمد عبد الوهاب ونهضة مصر... حتى لا يختلط الأمر على أهطل من أبناء الأمّة فيعبد أىٍ منها من دون الله؟ هل سيزحف أبناء الأسكندرية المؤمنين الصالحين ليُسقطوا تمثال محمد على باشا من على قاعدته فى ميدان المنشية ثم تمثالىّ إسماعيل باشا ونوبار باشا هاتفين مهللين مكَبِّرين؟ هل سيأتى دور صعيد مصر... فنرى الحشود وهى تشد الرحال من معبد فرعونى إلى آخر تنسف تماثيلها نسفاً وتحطِّم جدرانها تحطيماً باعتبارها أوثان وأصنام كما فعل الطالبان ببوذا أفغانستان؟... فحسب فتوى شيوخنا النبهاء: فى زماننا هذا، هناك من يعبد البقر أو الماعز أو من يعلِّق حدوة حصان... فلا نضمن أن لا يرتد أحداً من المسلمين فى أرض الكنانة فيعبد آمون أو رع أو أوزوريس أو حتى آتون... كما أنه، وبناءً على الفتوى المذكوره أعلاه، سيكون على المسلمين الصالحين المغيبين بالأفكار الوهّابية على مدى ما يقرب من نصف القرن أن يتوجّهوا إلى هضبة الجيزة فينسفون أبا الهول وينتزعون بأظافرهم الحجاره من الهرم، فهو (كما فهموا من شيوخهم هؤلاء) صرح للكفر وللشرك وللوثنية، حتى يستوى بالأرض آخر شاهد على أنه فى يومٍ ما، كانت هناك حضارة ما، على أرض هذا الوطن البائس... ه على مدى حياتى كنت أرفض نظرية المؤآمرة ... ولكنى الآن أتسائل: من هو صاحب المصلحة فى تغييب عقل الأمّة إلى هذه الدرجة؟ من هو صاحب المصلحة فى إشعال الفتنة الغبية تلو الأخرى؟ هل هم من فى الشرق؟ من يحقدون علينا ويغارون من حضارتنا برغم فقرنا الذى يعايروننا به صباحاً ومساءً؟... أم هم من فى الغرب؟ حتى يتخذونها زريعة للتدخل والإحتلال بحجّة الدفاع عن تراث البشرية؟
يا حضرات الشيوخ... أنا لم أسمع عن مسلم واحد رأى تمثالاً فخر له ساجداً... بل أنى أعرف أن الناس فى بلدنا يعبرون عن إعجابهم بالفن على ألوانه بكلمة »ألله« فما رأيكم؟... كذلك، أعرف أن الفن الإسلامى قد حوى العديد من الرسوم... وفى الفارسى منه رسوم للرسول نفسه وللصحابه... وعلى النقود الإسلامية القديمه صور لطيور ولأشخاص... وعلى واجهة المسجد الأموى بدمشق رسوم للحيوانات... وعمرو بن العاص بالرغم من ما ارتكب من آثام فى حق الشعب المصرى لم يتجرأ على الإعتداء على أىٍ من التماثيل الفرعونية ولم يطلب منه عمر ابن الخطّاب أن يزيلها مع إنها كانت تمثِّل آله وملوك... هذا فى ضحى الإسلام... فماذا جد الآن؟ عدا اتِّباع النهج البدوى الوهّابى؟
كم عانينا ونعانى من الداعين المُدعين ومن الشيوخ المتمشيخين ومن ما يتاجرون به فى دروسهم وكتبهم وعلى الإنترنت وعلى شاشات الفضائيات... أما عندما يأتينا هذا من »كبار« المشايخ فتجب المراجعة... ه
ألا يرى أهل بلدى أى منحدر ينحدرون؟ ألا يرى أهل مصر أن هناك من يحاول طمس هويتهم ومحو إنتماءهم الوطنى وفرض التبعية لدولة أجنبية عليهم؟ ألا يرى أهل مصر أن هناك من يحاول تحويلهم إلى نعاج يقودونها بالخزعبلات وفتاوى الجاز حتى تسمن ويطيب لحمها لينهشوها حيّة؟ هل انشغلنا بلقمة العيش وتربية الأنجال وأزمات الإسكان والتموين والمرور وغير ذلك من مشاكل الحياة اليومية فغفلنا عن من يسع للقضاء على ما تبقى لنا من حضارة... بل من آدمية؟
صَدَق بيرم التونسى عندما قال فى فرعون مصر: توت عنخ آمون
فى مصر كنت الملك لك جيش ولك حامية ودولة غير دولتك ما تعمل الموميه وأمّة غير أمِّتك ما تزرع الباميه ولما خشّوا عليك المقبرة يلاقوك نايم مفتّح... ولكن فى بلد عاميه
#ماجد_محمد_فرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فى الإعجاز العلمى الوهابى... تانى
-
فى الإعجاز العلمى الوهابى
-
الحرية لا تعطى بل تنتزع إنتزاعاً... ه
-
دون كيشوت المهدى وطواحين الحضارة
-
جميل جداً ولكن... ه
-
ماذا حدث فى مصر يوم 23 يوليو 1952
-
فى الإسلام والكاريكاتور
-
فى الرِق والعبودية... والأديان السماوية
-
مسلمون ومسيحيون ويهود... والحرب الأخيرة
-
حجاب المرأة دخيل ونشاز
-
عمرو إبن العاص... هل رضى الله عنه؟
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
-
“فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور
...
-
المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل-
...
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|