محمد صالح أبو طعيمه
الحوار المتمدن-العدد: 5983 - 2018 / 9 / 3 - 02:34
المحور:
حقوق الانسان
ماذا لو كانت صادقة؟
قصة قصيرة
(امشي من هان يا شحادة - (اليوم عاد كأن شيئا) سيبك منها يا راجل. - يا كزابة..
- حرام عليك يا ابنية.. - الحين بتروح. - التلاتة بشيكل - استنا انت. -لحالها...
- ربنا يرزقك. (أيظن أني لعبةٌ في يديه) يما برزقة هالمستورات.. (أنا لا أفكر في الرجوع إليه)
- خليها تلف لفة حرام عليك.
- تروح ع أي مكان غير عندي، زهقان حالي)
كانت الريح باردةً جدًا، العاشرة مساءً، والشوارع تخلو من البشر، الأصوات المنبعثة من المقهى السفلي، متداخلة ومختلطة..
-ماذا هناك لا أدري يبدو مشكلة أو متسولٌ ليليّ
-والله ما بدي يا عم رُوّح.
-التلاتة بشيكل يا عم، أمانة بدي أروّح!
-أوف شو صاير بالبلد شحاذ فوق، وطوشة مع شحاذ تحت؟!
-ولك شكلو صوت ست!
-له يا رجل! الدنيا نص الليل شو بدو يجيبها ع كفي شباب بهيك وقت؟!
-اطلعي من هان، وإلا حكيت كلام ملوش لازمة يا حجة...
-مدام ملوش لازمة ليش بدك تحكيه هههه
-اصبر يا رجل؛ لنرى ماذا هناك.
-كبّر عقلك يا راجل شو بدك فيها، تلخمش حالك ألحين بتروح لحالها
-لو سمحتِ يا حجة خلص روحي
-تفضلي يا حجة
-يرضَ عليك يمّا ويوفقك
يا ألهي في مقهى الشباب وفي هذه الوقت، ألهذا الحد؟!
تختفي الأصوات ويطغى صوت المذياع من جديد "نتالي... نتالي... قطعة اخبارها... ما تشوفك عين"
بدأ يفتش جيبه عن فراطة
-لا تعطها وإلا ورطتك ودعت لك أن تتزوج هههه
وضع في يدها ما تيسر من الفراطة
-يا رب يرزقك ويعوض عليك يا ابني..
يتمتم: خديهن وروحي يا حجة، والله قلال مش مستهلات دعواي.
يبدو أن الناس رأوه عندما قدم للحجة الفراطة،
-لماذا ينظروا إليّ هكذا، ماذا حل بالناس لماذا نهروا المسكينة؟!
-هات الأرجيلة والشاي وشوف شو بدهم يشربوا
- تنين قهوة، لا هات نس شارب قهوة.
لا زال يفكر، جلستنا هذه ستكلف 20 ماذا لو أعطى كل واحد منّا شيكل للمسكينة من ال20، شيكل واحد!
(حظي في الهوا أعشقني الغريبة)
-مالك سرحان
-لا ولا حاجة
-دشرك يا راجل هدول صاروا ياخذوا الشحاذة مهنة، جاية بنص اليل هان؟!
ظل صامتا يراقب ويستمع...
"كركعة الأرجيلة" "يا باشا شو الباسورد" "وين الكوتشينا يا معلم" "بدناش كوتشينا بدنا نحضر الريال"
صرخ فجأة فسكت الجميع! "ماذا لو كانت صادقة؟.........."
محمد صالح أبو طعيمه
#محمد_صالح_أبو_طعيمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟