التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق ضرورة لابد منها

شلال كدو

الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 01:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

يمر العراق اليوم في ازمة حقيقية خانقة على اكثر من صعيد، ولاسيما الصعيد الامني، الذي يزداد تدهوراً، مع مراوحة العملية السياسية مكانها منذ الانتهاء من عملية الانتخابات النيابية قبل نحو اربعة اشهر، و يؤدي الى المزيد من التذمر والتململ والاحتقان لدى الشارع العراقي المتذمر اصلاً، وكذلك يؤدي الى فسح المجال بشكل او بآخر امام الارهابيين والتكفيريين، الذين يصعدون بدورهم من العمليات الارهابية، التي تتخذ منحىً اكثر خطورةً وتعقيداً ودمويةً من ذي قبل، كلما تعثرت العملية السياسية المتلكئة وتأخرت تشكيل حكومة الوحدة الوطنية العتيدة، التي طال انتظار العراقيين لولادتها العسيرة.
ولعل السبب الرئيسي، الذي ادى الى الازمة الحالية هو ترشيح قائمة الائتلاف العراقي الموحد للدكتور ابراهيم الجعفري، لرئاسة مجلس الوزراء العراقي لولاية ثانية مدتها اربع سنوات، والاعتراض الشديد من قبل الكرد و العرب السنة عليه، حيث اتهمته القوائم السنية باتباع سياسات طائفية في الفترة المنصرمة، و كان آدائه سيئاً للغاية على اكثر من صعيد، ولاسيما على الصعيدين الامني والاداري وقضايا الفساد والرشوة وغيرها بحسبهم.
كما لاقى ترشيح الدكتور ابراهيم الجعفري اعتراضاً شديداً من قبل قائمة التحالف الكردستاني، ولاسيما بعد الزيارة الاخيرة التي قام بها الى تركيا دون علم رئيس الجمهورية، وحرصه الشديد على سريتها، وكذلك حرصه الاشد على عدم اصطحاب اي مسؤل كردي بما فيه وزير الخارجية، الذي تعتبر هذه الزيارات والاعداد لها من صلب مهامه، و لم يسمع بها الا بعد حدوثها، الامر الذي ادى الى اتساع الهوة بينه وبين الكرد، و كادت ان تؤدي الى قيام مظاهرات في المدن الكردية للتنديد بتلك الزيارة، وقد ذهب البعض الى تفسيرها بأنها ربما تهدف الى الاعداد والتوقيع على معاهدة لوزان ثانية، في اشارة الى اتفاقية لوزان، التي وأدت تطلعات الكرد في بدايات القرن المنصرم، حين ابرمت بين الحلفاء وتركيا على انقاض اتفاقية سيفر الشهيرة، التي كانت قد اقرت آنذاك بحقوق الكرد اسوة بغيرهم من شعوب الامبراطورية العثمانية المنهارة، التي كانت تسمى (بالرجل المريض) في ذلك الزمان.
ولكن رغم هذا وذاك، لابد من الاتفاق والتوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية ممثلة لكافة اطياف ومكونات الشعب العراقي، مع الاخذ بعين الاعتبار الاستحقاق الانتخابي، وكذلك تشكيل مجلساً للامن القومي يضم قادة الكتل النيابية والرئاسات الثلاثة ورؤساء القوائم الفائزة في الانتخابات، كي لاينفرد رئيس مجلس الوزراء بالحكم ، كما حدث في الفترة الماضية، عندئذ يمكن الحديث عن اخراج العراق من الازمة الحالية الخانقة التي يعيش فيها، وابعاد شبح الاستمرار في الحرب الاهلية الدائرة في شوارع العاصمة العراقية، وكذلك المدن الاخرى، لان استمرار الحرب الطائفية يعني ضياع العراق في اتون صراع اهلي دموي يصعب التنبؤ بنتائجه، التي ستكون بكل تأكيد وخيمة جداً على عموم انحاء البلاد بما فيه اقليم كردستان.

#شلال_كدو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات