وعد عباس
كاتب وباحث
(Waad Abbas)
الحوار المتمدن-العدد: 5981 - 2018 / 9 / 1 - 17:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
جرت بعد سقوط النظام تحولات كبيرة يمكن عدها انعطافات خطيرة لم يكن العراق مستعداً لها ، من أبرزها انضمام البلاد إلى القرية الصغيرة التي أنتجتها وسائل الاتصال المتطورة ، فبعد أن كان العراقيون يجهلون ما يجري داخل البلاد وخارجها ، أصبحوا فجأة على عدد هائل من القنوات الفضائية ومواقع الانترنت التي تنقل وبسرعة فائقة مختلف الأخبار السياسية والأمنية والاقتصادية والدينية والثقافية .
رافق ذلك تحولٌ في نظام الحكم ، إذ انتقل من الديكتاتورية إلى نظام ديمقراطي إسلامي كانوا يعتقدون أنه مخلصهم الوحيد ، لكنهم أصيبوا بصدمة نفسية مربكة جراء ما فعله الإسلاميون بهم .
وفي ظل الجهل المتحكم بالشخصية العراقية بشكل عام والفتية بشكل خاص ، رأى الشباب نمطين من الناس : أوروبي يزني ويشرب الخمر لكنه متطور تكنولوجيا ويتمتع بحس وطني عجيب ، وإسلامي ملتحٍ يسرق ويدعو إلى الطائفية والاقتتال .
وكنتيجة طبيعية لنقص الثقافة وضياع معالم الحضارة العربية الإسلامية ، بل وتشوه صورة القومية العربية نتيجة الاقتتال الدائم بين العرب ، وصفة الغباء التي ألصقها العرب بأنفسهم ، أخذ الشاب العراقي يشعر بالنقص والعار ، ويلوم الله ونفسه لأنه من قومية غبية كهذه ، ويود لو يغير قوميته كي يتخلص من هذا العار ، الأمر الذي جعله يحاول تقليد الأوربي في لباسه وقصة شعره وأسلوب حياته ، وما هذا التقليد إلا محاولة لخفض التوتر النفسي والحزن الناجم عن الشعور بالعار .
#وعد_عباس (هاشتاغ)
Waad_Abbas#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟