سندس القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 5981 - 2018 / 9 / 1 - 04:10
المحور:
الصحافة والاعلام
القمة التركية الروسية الإيرانية الثالثة
قمتان تركية روسية إيرانية عقدتا مسبقًا لبحث الوضع في سوريا. الأًولى في مدينة سوتشي الروسية في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي والثانية في مدينة اسطنبول مطلع إبريل/نيسان من العام الحالي والثالثة تعقد في العاصمة الإيرانية طهران في السابع من سبتمبر/ أيلول المقبل برئاسة الرؤساء التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني والذين سبق لهم اللقاء في القمم السابقة.
ومن المعروف أن هذه القمم تجمع قوتين مؤيدتين للنظام السوري هما روسيا وإيران وقوة معارضة له هي تركيا لكنها مع ذلك تعمل جميعها دبلوماسيًا لتهدئة العنف في سوريا رغم أنها تساند أطرافًا مختلفة في الحرب. وفيما ركزت القمة الأولى على دعوة النظام والمعارضة إلى المشاركة البناءة في مؤتمر الحوار السوري الذي عقد أواخر يناير/كانون الثاني من العام المنصرم، حسب ما طرح الرئيس فلاديمير بوتين من فكرة تنظيم اجتماع بين ممثلي النظام والمعارضة، فإن القمة الثانية حرصت على إطلاق عمل الدستور لبحث دستور سوري جديد وعلى مساعٍ لحل النزاع القائم في سوريا منذ ثماني سنوات. وفِي كل القمم، يغيب كل من النظام والمعارضة السوريين.
أما القمة الثالثة المرتقبة التي تتزامن مع معركة إدلب، فإنها ستركز على الوضع السوري والوضع الملتهب لمحافظة إدلب. وبحسب العربي الجديد "تأتي القمة في مرحلة مهمة تشهد فيها الساحة السورية تهديدا يستهدف اجتياح محافظة إدلب وهي آخر معاقل المعارضة." وفيما تؤيد روسيا النظام السوري في ملاحقته للمعارضين، تحاول تركيا نزع فتيل الأزمة ومنع الهجوم المتوقع من الجانب السوري والروسي على محافظة إدلب التي يقطنها حوالي 3.5 مليون مدني. كما حذرت المعارضة السورية من أن المعركة في إدلب لن تكون نزهة وبأنهم سيقومون بالرد على أي اعتداء.
هل تنجح القمة الثالثة أم تفشل كما فشلت سابقاتها وهل يمكن أن تتم تسوية الأزمة في إدلب؟ من المؤكد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يواجه أزمة مع الولايات المتحدة في بلاده وفِي سوريا إذ أنها تساند ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية، والتي تعتبرها أنقرة إرهابية وتحاربها. ومن مصلحة أردوغان فرض حل التسوية حول محافظة إدلب لتجنب تفاقم الوضع الكارثي والمأساوي المحتمل من المعركة. فسوريا مدعومة أيضًا من إيران وهناك فصائل متعددة في إدلب متهم بعضها بالإرهاب. سوريا وإيران هما حليفتا النظام السوري بلا منازع، فقد زودتاه بالجند والسلاح وكل أشكال الدعم. وَمِمَّا لا يثير الشك، فإنهما ستدعماه في معركته الأخيرة ضد آخر معاقل المعارضة في إدلب. ما قد تطرحه القمة هو إقامة ممرات إنسانية لإخلاء المدنيين ومحاولة التقليل من الكوارث البشرية.
#سندس_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟