|
الحلقه السابعه من مذكرات جنين تكون في فترة احتلال الطاغيه للجاره الشقيقه الكويت
ناديه كاظم شبيل
الحوار المتمدن-العدد: 1506 - 2006 / 3 / 31 - 08:42
المحور:
حقوق الانسان
في منطقتنا الجميله الموحشه يسكن ايضا المقاول الذي شيد دارنا كان هذا الرجل غريب الاطوار وكانت والدتي تتجنبه وتطلب من والدي الابتعاد عنه قدر المستطاع اذ انه دائم الهيجان وكلامه كله صراخ وشتائم والامثله التي يستشهد بها تخدش الحياء ولكنه شهم كريم عند الشدائد وكان ماهرا جدا في عمله وعندما كان عماله يقومون بالبناء عند غيابه كان ينظرلما شيدوه نظرة جانبية متفحصه ثم يامرهم بهدم البناء فورا قبل ان يسقط على رؤوسهم ويقتلهم وعندما كانوا يرفضون ذلك يبدا برهانهم بان يدفع لهم الاجره مضاعفه ان خسر الرهان او يحرمهم من الاجره في حالة انهيار البناء وكان يربح الرهان دائما ولهذا اكتسب سمعة طيبه في المنطقه فحازعلى ثقة جميع الناس الذين يرغبون بالبناء ويطلبون منه تشييد دورهم. كان يطيب لهذا الرجل ان يزور والدي مساء حاملا بيده النركيله ويبدا بسرد ذكرياته ومن هذه الذكريات التي لا يمكنه نسيانها انه وبينما كان يقوم ببناء ساحة العشرين في مدينة النجف شاهد افعى نادره وذلك عندما كان يقوم بحفر الارض هناك وكان يقسم بانها اميرة الجان لا محاله لوجود تاجا فوق راسها فامسك بها برفق واهداها الى صديقه الذي كان يهوى تربية الافاعي وفرح الصديق بهذه التحفه النادره وقرر ضمها لبقية الافاعي التي يمتلكهاولكنه من شدة فرحه بها اخذ يداعبها بقسوه فيضغط عليها بيده ويدخلها في البرميل المملوء ماء اخذ يكرر هذه اللعبة بينما المسكينة تتلوى وتحاول الفرار من يده واخيرا وبعد ان ياست من رحمته لدغته من يده فالقاها ارضا وهو يكيل لها السباب والشتائم اما هي ففرت منه الى غير رجعه وفي المساء بدات يده تنتفخ بشده مما اضطر طبيبه المعالج الى قص اكمامه ثم شيئا فشيئاابتدا جميع جسده بالتورم ثم توفي رحمه الله .كانت والدتي واخوتي يرتعشون من الخوف عندما يتحدث صاحبنا هذا عن الجان والعفاريت لسببين اولا لكون بيتنا خال من النور الكهربائي ليلا وثانيا لان منطقتنا موحشة جدا في الليل فلا تسمع الا صوت الرياح الشديده تاتي بنغمات متنوعة ومرعبه فيتخيل السامع ان الف عفريتا يختبا فيهاولهذا كانت والدتي تطلب منه باشارة رجاء ان يغير مجرى الحديث وهي توميء له بان اخوتي يخافون منها ولكنه يصر بعناد بانه شاهد العفاريت بام عينيه تجوب المنطقه ليلا واحيانا كثيرة تسلم عليه باسمه فيرد عليهم السلام فيسري الرعب بابدان جميع افراد العائله ويبدا الصغار بالصراخ ويتزاحم الجميع الى حضن امي التي تحتضنهم وتذهب بهم الى غرفة النوم وهي ترتعد في حقيقة الامر اكثر منهم ولكنها تتظاهر بالشجاعة وتؤكد لهم بان كلامه هراء في هراء. كان هذا الرجل المشوش متزوج من امراتين لم تلتق عائلتي الا بعائلته الثانيه لكونهم يسكنون بالقرب مناوتتكون هذه العائله من الزوجة التي لاتعرف الابتسامه طريقا الى وجهها وان حدثت اعجوبة وضحكت فان الناظر اليها يظنها تبكي. كانت المسكينة نكدية من الدرجة الاولى فاصبح صوت صراخها وعويلها مالوفا للجميع وكانت كل مشاجراتهم تنتهي في بيتنا لانه ما ان تبدا المعارك في بيتهم حتىتهرب الينا مسرعة راجية من والدتي حل النزاع ومحاولة الاحتماء بامي التي طالما كانت عرضة للضربات الصديقه.كانت بناتهم الثلاث ضحية لهذه المشاحنات العنيفه وكذلك ابنهم الوحيد .ابنتهم الكبرى تخالها نجمة سينمائيه فهي جميلة ورقيقة ورومانسيه وفنانه من الطراز الاول فهي نحاتة ورسامة وكان فنها محل اعجاب جميع ذوي الذوق والخبره فكانت مديرتها تطلب منها رسم لوحات جداريه على جميع جدران المدرسه وتطلب منها عمل النافورات والمنحوتات المختلفه اصيبت هذه الشابة المسكينه بالهستيريا فكان جسدها النحيل يبدا بالارتعاش الشديد بعد كل مشاحنه ثم تستسلم لنوبة من التشنج العنيف وكانت تشكو ايضا من الام المعده الحاده ولكن مع كل هذا كان عطائها معين لا ينضب فحولت جدران المنزل الى لوحات فنيه رائعه امامنحوتاتها التي كان المنزل يكتظ بها فكانت في غاية الروعة والابداع ولقد نصحهم الطبيب وكذلك فعلت والدتي بالمحافظه على هذه المبدعة العظيمه ولكنهم كانو لا يابهون لذلك وكان والدها يفتخربانها ورثت هذا الفن من شقيقه الذي كان مبدعا ايضا. في احد الايام اقسمت والدتي بانها سوف لن تحل نزاعاتهم وقررت ان تصم اذنيها عن صرخات الاستغاثه التي تطلقها الام ولكن ما ان تسمع نداء الاستغاثه حتى تهب للنجده ثانيه وتنيى القسم. وفي احدى المرات تعالى صراخهم جدا فاسرعت والدتي ويتبعها والدي للنجده فشاهدوه وهو يهوي بسكين المطبخ محاولا قتلها وهي تجاهد بالدفاع عن نفسها وكانت النتيجه جروح عديده ونزف شديد بيديها وما ان شاهد الدم نازفا من ذراعي زوجته حتى حملها بين ذراعيه وانهال عليها تقبيلا ولثما ويقسم لهاباغلظ الايمان بان الشيطان هو الذي امسك بيده واهوى عليها وليس هو ثم اسرع بها الى طبيبهم الخاص الذي كان معتادا على هذه الغارات المستمره ثم بالغ بالاعتذار عندما نحر خروفا على سلامتها وهذا ما كان يفعله بعد كل معركة ضاريه اما هي فكانت تلك فرصتها فتبالغ في الدلال وتقدم له قائمة طويلة من المتطلبات التي يلبيها جميعا عن طيب خاطر.فترمق اذ ذاك والدتي وتقول:بالله عليك هل رايت في حياتك رجلا اطيب منه
#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحلقه السادسه من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا
...
-
الحلقه الخامسه من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا
...
-
الحلقه الرابعه من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا
...
-
الحلقه الثالثه من مذكرات جنبين عراقي تكون في فترة احتلال الط
...
-
الحلقه الثانيه من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطا
...
-
مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال الطاغيه للجاره الشقيقه
...
-
القلق
-
النصيب
-
من هو المسلم حقا
المزيد.....
-
يوم أسود للإنسانية.. أول تعليق من الرئيس الإسرائيلي على أوام
...
-
حماس: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت تصحيح لمسار طويل من الظلم
...
-
رفض إسرائيلي لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو
...
-
منظمة الفاو تحذر من وصول المجاعة إلى أعلى درجة في قطاع غزة،
...
-
مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت والضيف.. كل ما نعرفه للآ
...
-
مذكرة اعتقال ضد نتنياهو.. أول تعليق من مكتبه وبن غفير يدعو ل
...
-
زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في
...
-
حماس ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق ن
...
-
حماس تحث المحكمة الجنائية الدولية على محاسبة جميع القادة الإ
...
-
هولندا تعلن استعدادها للتحرك بناء على أمر الجنائية الدولية ب
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|