أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فاطمة واياو - الثقافة العربية: إبداع أم اجترار للعقم














المزيد.....

الثقافة العربية: إبداع أم اجترار للعقم


فاطمة واياو

الحوار المتمدن-العدد: 1506 - 2006 / 3 / 31 - 06:59
المحور: الصحافة والاعلام
    


على كورنيش الاسكندرية، وفي بناية تشهد على رونق العمارة الغربية التي تفنن أصحابها في الحفاظ عليها، وبالتحديد في القاعة الزرقاء من بناية المعهد السويدي بالاسكندرية ( القنصلية السويدية سابقا)، كانت الزخرفة الأوربية والراقية تستمع وتشهد سجالنا القديم الحديث نحن العرب المشاركين في الندوة( ندوة الاعلام والمرأة والشباب في الوطن العربي)، وفي كل لحظة ينتابني الخجل من هذا الزخرف الأوربي الذي كتب عليه أن يشهد في بعض الأوقات نقاشا عقيما حول اختيار لغة التواصل بين المشاركين من أبناء لغة الضاد.
هذا الحادث ولد في مخيلتي أسئلة من قبيل:
هل هو صراع أزلي بين المشرق والمغرب العربيين، يتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل؟
أم هو تحقيق لرغبة استعمارية تسللت لدواخلنا ا لتقسمنا دولا، أنظمة وشعوبا بسلاح اللغة؟
هل يمكن القول أن نقاشا مثل هذا هو بدعة لإخفاء ما وصلنا إليه من عقم الإنتاج الثقافي والإبداعي؟
وهل فعلا أن خلافا مفتعلا مثل هذا افتعل من أجل إخفاء ما وصل إليه الوضع الثقافي العربي من تأزم واستبداد ومصادرة لحرية الفكر والإبداع.
لماذا لا نولي اهتماما ما ولانشعر بحساسية مما يحدث من هجمة للفكر المتزمت على الإبداع والثقافة في وطننا العربي ؟ لماذا لا ترتفع الأصوات منددة حينما يصادر فكر نصر أبو زيد أو إدوارد سعيد...؟
أمام هذا الوضع واختزالا لكل الأسئلة المؤرقة نطرح إشكالا جوهريا ألا وهو : في عالم جديد ومن ضمنه وطن عربي جديد، ما المقصود بالثقافة الآن، ولماذا أصبح المثقف العربي مجرد متفرج على شريط أحداث تتوالى وتتنوع إلى حد الصدمة ولا يتجاوز موقفه تكرار الأحداث في جلسات المقاهي دون محاولة التحليل واستنباط الرؤى للقادم من الأحداث؟
إن ما يلفت الانتباه ويجعل أرقنا مزمنا، هو أن واقعنا العربي يبدع في أشكال الكبت والقمع ولا يتوانى من ملئ لائحة المحرمات يوما بعد يوم، حتى أصبح المثقف العربي يعاني من كبت الذات إضافة إلى قمع السلطة، وما يؤسف له أن المثقف العربي يعاني من عدم المصالحة مع الماضي ولا مع الحاضر، مما يجعله خصما عنيدا للمستقبل أيضا، فالمثقف العربي مازال يصارع أعداء وهميين يتمثلون في القيم السائدة، في السلطة السياسية وفي واقع يتحول بزخم لا يتوقف بفعل توالي الأحداث والاختراعات، وبفعل بروز مرحلة تاريخية حاسمة تفرض على المثقف العربي أن يتموقع ويتموقف وإلا أصبح خارج التاريخ، مهمشا ، مقصيا ، منسيا.
إن الهجمة الشرسة للفكر المتزمت على الإبداع العربي هي في عمقها جاءت لهدم الثقافة العربية وقمع الإبداع في كل صوره.
ثقافة الصمت:
منذ عقد من الزمن أو يزيد أصبحنا نلاحظ صمتا مريبا للمثقفين العرب أمام ما يتوالى من أحداث، ولعل هذا الصمت يطرح سؤالا عريضا عن المغزى وراء هذا الصمت وهل هناك قوى تشجع على نشر ثقافة الصمت وثقافة المساكنة والمهادنة مع الواقع ومع الأحداث التي أقل ما يمكن القول عنها، أنها أحداث صادمة مفجعة ظالمة، وهي نقطة تحول في حركة وصيرورة التاريخ ، فكيف يمكن تفسير صمت طليعة المجتمع المتمثلة في المثقفين حيال هذه الأحداث. إن من يشجعون ثقافة الصمت هم في كل الأحوال يشجعون مواقف التواطئ والتخاذل.
هل البيان الذي صدرعن مجموعة من المثقفين العرب حول المرحلة الحالية (العولمة والنظام العالمي الجديد وموقع العرب فيه) هو الإرهاصات الاولى لكسر جدار
الصمت هذا؟



#فاطمة_واياو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني المغربي: بين الرؤية التنموية ودعم حقوق الإنسا ...
- العولمة الرأسمالية والتمويلات الدولية: دورها في تشكيل خارطة ...


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فاطمة واياو - الثقافة العربية: إبداع أم اجترار للعقم