سليم صويعي
الحوار المتمدن-العدد: 5979 - 2018 / 8 / 30 - 17:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(1)
يمكن تشبيه الشعب بإله يسعى الجميع لكسب وده: قوة عظمى امتلاكها يعني الكرامة والمنعة والمجد, توحيد شعب معين مهما كان "صغره" يستحيل أن تتمكن منه أي قوة على سطح الأرض (هزيمة الأمريكان في فيتنام), "توحيده" على الذي ينفعه لا على أوهامه وأوهام غيره. يمكن أيضا تشبيهه بقطيع من الغنم تتصارع الوحوش الضارية على افتراسه: أحسن السبل لذلك هي تجهيله وابعاده عن قضاياه الحقيقية, السيطرة على الجاهل الغبي لا تقارن بمحاولة ذلك مع الواعي الذكي (شعوب شمال افريقيا والشرق الأوسط). يمكن رؤيته كأطفال صغار مستحقين للرعاية والتربية السليمة: المسؤولون عنه سيتصرفون بثقافة المسؤولية ولن يرونه "ملكية فردية", النتيجة ستكون مستقبلا زاهرا للشعب الذي لن يخذل التربية القويمة التي تلقاها (نلسون مانديلا وشعبه).
(2)
عوامل تقدم الشعوب أو تخلفها عديدة يمكن تقسيمها إلى عوامل داخلية ذاتية وأخرى خارجية لكن حجر الأساس في الحالتين لن يكون شيئا آخر غير الذات: من تقدم فمن ذاته انطلق ومن تخلف فذاته السبب الأول ثم تأتي العوامل الخارجية. تقدم إسرائيل لا يمكن إرجاعه إلى الدعم الغربي وتخلف من جاورها وتَزعّم وهم القضاء عليها لا يمكن أيضا إرجاعه إلى العداء الأمريكي الأوروبي: ما من شك أن الإسلام ابنٌ لليهودية لكن الثانية حفظت لليهود ذاتهم طوال تاريخهم فوحّدتهم على "حقيقة" أما الأول فأفنى ذوات من فُرض عليهم ووحّدهم على "وهم", اليهودية كدين كانت القطار الذي أوصل الأمة اليهودية إلى تأسيس دولتها التي لم تتقدم إلا بإخراج ذلك القطار من الخدمة منذ لحظة تأسيس الدولة على عكس الإسلام الذي دمّر الأمم المختلفة واستعبدها داخل إمبراطورية استعمارية أجنبية لا تزال قائمة إلى اليوم ولا يزال قطارها في الخدمة وعلى نفس السكة.
(3)
الإلحاد كالحب الحقيقي قد يأتي في لحظة فارقة فيكون كالحلم: حب من أول نظرة, إلحاد ينتُج عن لحظة تفكير صادقة ومواجهة شجاعة وقرار حكيم تؤكده لاحقا كل الأدلة والتجارب, نسبته ضئيلة جدا, صلب لا يُقهر, طوبى لمن عرفوه.
(4)
كلام قصير مُركّز على نهج القصص والقصائد القصيرة, يراه من لا يزالون في كهوف الظلام "كلاما انشائيا" ويسرّ من تحرّر وملّ الروايات الطويلة.... اليوم "قصص قصيرة" وغدا "روايات", وقد أعذر من أنذر.
#سليم_صويعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟