يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 5979 - 2018 / 8 / 30 - 00:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الأسلام " فعل ماضي "
المقدمة :
الرسول الذي أكد الموروث الأسلامي / حصرا ، أنه جاء قبل أكثر من 14 قرنا ( بُعث محمد بالنبوة في يوم الاثنين السابع و العشرين من شهر رجب قبل الهجرة النبوية المباركة بثلاثة عشر عاما ، و بعد عام الفيل بأربعين عاماً ، و بعد الميلاد بـ 610 سنة - نقل بتصرف من موقع / مركز الأشعاع الأسلامي ) ، جاء محملا برسالته وقرأنه ، ومن خلال الأطلاع على بعض الأدبيات الأسلامية ، رأينا أن كل الذي نقل عنهما / الرسول والأسلام ، لاحظنا مؤشرات أشادة وتعظيم و صب هالة من القداسة على الأثنين معا ، فكل المواقع الأسلامية تعظم من مكانة رسول الأسلام ، وبنفس الوقت تعظم من شأن الأسلام ودوره في العالم كعقيدة وكرسالة ، فقد جاء في موقع / صيد الفوائد ، نقل بتصرف التالي ( بعثة رسول كريم ونبي طاهر جليل أشد والله من حاجتهم إلى أكل ما يأكلون وشرب ما يشربون ، هم بحاجة وربي إلى من يخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم ، وينقذهم من غياهب الظلم إلى معالم العدل ، فكانت الرحمة والهبة والمنة من الرحمن الرحيم ببعثة أرحم الخلق أجمعين محمد ، فأشرقت الأرض بهذه الرسالة بعد ظلمتها ، واجتمعت الأمة بعد شتاتها ، والتأمت بعد جراحاتها .. ) ، سأتناول فيما يلي موضوعا مفاده ، هل بالأمكان أستمرار حقبة أسلام محمد ، أم أن هذه المرحلة " كانت ثم مضت بموت الرسول " ! .
القراءة :
1 . لو أخذنا موضوعا واحدا فقط كمثال ، مما كان عليه نهج وتعامل الأسلام مع الأسرى في زمن الحقبة المحمدية ، لذهلنا ! . فالرسول الذي نزلت بحقه أيات تدل على عظمته ومنزلته ومكانته وتميزه ، منها ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ / 107 سورة الأنبياء ) ، ومنها أيضا ، الحديث التالي : " عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( فضلت على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم ، نصرت بالرعب مسيرة شهر ، أحلت لي الغنائم ، جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، أرسلت إلى الخلق كافة ، ختم بي النبيون ) رواه مسلم " . ولكن محمد ورسالته كان يسير في نهج بعيدا عن ما وصف به من توصيف سام وتبجيل مميز ، فمثلا في " موضوعة الأسرى " ، كانت معاملتهم شنيعة فضيعة قاسية ، فيحدثنا موقع / مركز الفتوى ، حول هذا الشأن بما يلي ، نقل بتصرف ( وأما الأسرى في معارك المسلمين مع الكافرين فأمرهم متروك للسلطان بحسب مصلحة الأمة ، قال ابن القيم في زاد المعاد ثبت عن الرسول في الأسرى أنه قتل بعضهم ، ومنَّ على بعضهم ، وفادى بعضهم بمال ، وبعضهم بأسرى من المسلمين ، واسترق بعضهم ، ولكن المعروف أنه لم يسترق رجلا بالغا ، فقتل يوم بدر من الأسرى عقبة بن أبي معيط وبن الحارث .. ، وقتل من يهود جماعة كثيرين من الأسرى.. قال ابن عباس : خير الرسول في الأسرى بين الفداء والمنِّ والقتل والاستعباد ..) ، أما ما حصل مع أسرى يهود بني قريظة / تحديدا ، فهي مذبحة يندى لها الجبين ، وهذا ما حدثنا عنه موقع / مركز الأبحاث العقائدية – نقل بأختصار وتصرف (( حقيقة القصّة المروية في بعض كتب السيرة : أنّ النبيّ استشار الصحابي " سعد بن معاذ " في كيفية التعامل مع أسرى من اليهود في غزوة الخندق ، فقال سعد : نقتل رجالهم ، ونسبي النساء ، وأنّ الذي لم ينبت - أي لم يظهر شعر العانة لديه - كان حكمه حكم الذرّية ، أي : ممّن يصيرون مماليك بالسبي ولا يُقتلون ، وأمّا من لم يشكل أمر بلوغه ، فإن كان أُسر قبل تقضّي القتال فالإمام فيه بالخيار بين القتل وقطع الأيدي والأرجل ويتركهم حتّى ينزفوا .. والروايات في ذلك تنصّ على أنّه أمر بـ( قتل المقاتلة ) ، (لاحظ : المقاتلة! ) ، و ( سبي الذرّية والنساء) ، و ( أخذ الأموال ) . )) ، وبعد الحكم قال الرسول لسعد ( قد حكمت فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبعة أرقعة - والرقيع من أسماء السماء - / نقل من موقع أهل الحديث ) . 2 . أما الأن فهناك أتفاقيات تنظم وضع الأسرى ، كأتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب ، المؤرخة في 12 آب/أغسطس 1949 ، فقد جاء في موقع http://www.ohchr.org › OHCHR ، حول المادة 13 التالي ( يجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية . ويحظر أن تقترف الدولة الحاجزة أي فعل أو إهمال غير مشروع يسبب موت أسير في عهدتها ، ويعتبر انتهاكا جسيما لهذه الاتفاقية . وعلي الأخص ، لا يجوز تعريض أي أسير حرب للتشويه البدني أو التجارب الطبية أو العلمية من أي نوع كان مما لا تبرره المعالجة الطبية للأسير المعني أو لا يكون في مصلحته ، وبالمثل ، يجب حماية أسرى الحرب ، وعلي الأخص ضد جميع أعمال العنف أو التهديد ، وضد السباب وفضول الجماهير . وتحظر تدابير الاقتصاص من أسرى الحرب .) ، أما المادة 14 ، فتنص على ( لأسرى الحرب حق في احترام أشخاصهم وشرفهم في جميع الأحوال . ويجب أن تعامل النساء الأسيرات بكل الاعتبار الواجب لجنسهن . ويجب علي أي حال أن يلقين معاملة لا تقل ملاءمة عن المعاملة التي يلقاها الرجال . يحتفظ أسرى الحرب بكامل أهليتهم المدنية التي كانت لهم عند وقوعهم في الأسر . ولا يجوز للدولة الحاجزة تقييد ممارسة الحقوق التي تكفلها هذه الأهلية ، سواء في إقليمها أو خارجه إلا بالقدر الذي يقتضيه الأسر . ) . هكذا تنظم الدول المتحظرة شأن ووضع الأسرى، وضعا ومعاملة وشأنا ! .
3 . أذن الأسلام ليس هو الحل ، وأنه صالح في كل زمان ومكان ، الذي يطبل له رجال وشيوخ الأسلام ، ومنهم : عبد الدائم الكحيل ، الذي يقول في موقعه http://www.kaheel7.com ( أن الإسلام هو الحل لكل المشاكل ، كمشاكل الاقتصاد ومشاكل المجتمع وهو الحل أيضا لكل مشاكل السياسة .. ) ، ولو كان الأسلام هو الحل لطبقت الدول العربية أولا ، ما أمر " سعد بن معاذ " ، في حكمه على يهود بني قريضة من ( قتل للأسرى وسبي للنساء وأستعباد للأخرين .. ) ، وبهذا الصدد ، خاصة في موضوعة أستعباد الأخرين ، نقول ما هذا التناقض بين حكم سعد بن معاذ وبين مقولة عمر بن الخطاب ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟ ) ، أذن هناك عدم توازن في الموروث الأسلامي ، من جانب يؤمر بأستعباد الناس ومن جانب أخر يحرمونه !! . 4 . قال أبي بكر الصديق ، وقت وفاة الرسول ( أَمَّا بَعْدُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ ) . أرى / مما سبق ، أن يفهم المسلمين أن محمدا قد مات ، وأن الحقبة المحمدية أنتهت بموته وأن يفهموا أيضا أن الرسول والأسلام المحمدي أصبحا " فعل ماضي " ، اني لا أقول بنهاية الأسلام ، ولكن أن الضرورة المنطقية و العقلانية تحتم علينا بأن نعترف أن النسخة العقائدية لأسلام محمد قد أنتهت ، لأختلاف ظروف الزمان والمكان وتطور العقل الجمعي للمجتمع ، فما كان صالحا في زمن الرسول لا يمكن أن يطبق بعالم القرن 21 ، ويجب على شيوخ الأسلام أن يؤمنوا بالتطور التأريخي للمجتعات ، وأن التقوقع في جلباب الماضي سيقزمها ، وأذكر هنا بقول المفكر عبد الرحمن منيف ، الذي يبين ( أن العرب أمة تعيش في الماضي وان التاريخ يلهمها أكثر ممن يعلمها في الواقع لذلك فهي لاتحسن التعامل مع الزمن الذي تعيشه وهذا هو السبب في تخلفها ) .
الخاتمة :
نعم أن الأسلام " فعل ماضي " ، لا يمكن أن يتجانس أو يتلاءم بأي شكل من الأشكال مع الفكر الأنساني والعقل المجتمعي لعالم اليوم ، ولكن يجب علينا ، ويتحتم علينا فكريا وعقائديا ، أن نعترف وأن نبين ، بأن نسخة " أسلام محمد " قد رجعت الأن ، مرتدية لبوس جديد ، تطبق ما كان يطبق وقتئذ ، من قتل وصلب وسحل وحرق للأسرى ومن سبي للنساء وأغتصاب للفتيات ، وهدم للممتلكات ونهب وتدمير للحضارات / أثار وصروح ، و تفجير المراقد الدينية ومن تكفير للأخرين .. كل هذا يتم بأسم محمد وتحت صيحات " الله أكبر " ، أن " أسلام محمد " رجع متلبسا رداء القاعدة وداعش وباقي المنظمات الأرهابية والجماعات التكفيرية والجهادية ، رجع بأبشع وأفظع صورة .. وهذا الذي يجب أن تعمل عليه الدول ، لألغائه من قواميس الحياة !! .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟