سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي
الحوار المتمدن-العدد: 5977 - 2018 / 8 / 28 - 04:53
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
اللبراليون الديمقراطيون يولولون ويهرولون كأنهم لا يبصرون، وهم يستحقون أن نرمقهم بنظرة الشفقة ونضرب علي آذانهم طبول الحزن والآسى، فاليوم صار حزبهم كوكنة مهجورة لطيور مهاجرة إلي المجهول، أو كأنهم في نفق سياسي أظلم الكون عليهم، وهم في عتمة الليل يتنازعون بين الفينة والآخرى علي باب ضاع مفتاحه.
أشفق حقا علي اللبراليين الديمقراطيين، وقد دخلت رئيستهم السيدة ميادة سوار الدهب إلي حقل حوار (وثبة الجفاف والفقر والحرب)، ومنها إلي سوح السلطة، ثم صارت الآن زوجة الإنقاذي الإسلاموي وزير الحكم الإتحادي حامد ممتاز، لتفتح باب الحزن علي اللبراليين وتتركهم في منتصف الطريق منكوسي الرؤس، وهذا مؤسف ومثير للشفقة.
ندرك أن الكثير من أعضاء الحزب اللبرالي الديمقراطي لا يعجبهم هذا الوضع، ولا يليق بهم الجلوس علي مقاعد سلطة الإنقاذيين الإنقلابيين، لكنهم حتى اليوم يلتزمون الصمت، إلا أن حرارة الجو وفوران البحر يستجلبان مشقة العرق والغرق.
نحن اليوم نشاهد المراكب اللبرالية محملة بمهازل الإنتهازيين تسير في الإتجاه الخطأ نحو الضياع، ونعلم أن السائريين علي هذا الطريق ليسو ثوار التغيير والتحرر الوطني، إنهم يمشون علي طريق إنقاذي وعر، والحالميين بوطن حر ديمقراطي يحملون قضيتهم ويكافحون من أجلها مؤمنيين بوعد إنبلاج ضوء الحرية في صباح يوم السلام الآتي.
إننا نشعر بقلق تجاه مستقبل السودان، وبعض المعارضيين قد خرجوا معنا ذات يوم في رحلة النضال الطويلة لجز جزور الظلم والإستبداد، هؤلاء ناموا بجوارنا حينا، وعندما جن الليل تسللوا خفية إلي جوار الظالمين والمستبدين، سنفتقد المخلصين منهم، ولا نأسف علي المنتفعين، فمن أرادوا ركوب الموج الإنقاذي سيغرقون حتى النخاء، ولن يجدوا بعدها شعرة واحدة تنتشلهم مما هم فيه، ذلك حين يسحب بساط السلطة من تحت أقدامهم وتقذفهم رياح الثورة خارج البلاط.
نؤمن أن لشعبنا تجربة نضال راسخة في مكافحة ظلم وإستبداد الأنظمة البوليسية، وشهد التاريخ أن الذين يتصلقون نضالات الشعوب ليلا لا يفلحون في إستبدال حقائق التاريخ نهارا ولو كالو كل أكاذيب الأرض، فهذا ما صنعته أيديهم اليوم، وهو ما سيكتب علي صفحاتهم غدا، والآن قد أسدل ستار الفلم اللبرالي علي المسرح السياسي السوداني، ولا توجد مساحة زمنية باقية لإنتظار إعادة إنتاج ذاك الفلم المشؤم بسيناريو آخر، كل ما تبقى هو وضع نقطة علي السطر، ثم الإنتقال إلي موضوع النضال لإنجاز الثورة من أجل تكوين مجتمع إنساني تعاوني في وطن حر ديمقراطي وعلماني موحد.
سعد محمد عبدالله
28 أغسطس - 2018م
#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟