أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمري سارة - قصة قايين و هابيل و علاقتها بآلهة العراق القديمة و بداية الحضارة















المزيد.....

قصة قايين و هابيل و علاقتها بآلهة العراق القديمة و بداية الحضارة


عمري سارة

الحوار المتمدن-العدد: 5976 - 2018 / 8 / 27 - 01:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل الألفية التاسعة ق م كان الإنسان يعيش على الصيد و الإنتفاع من الحيوانات إلى أن تم اكتشاف الزراعة التي جعلت الحضارة الإنسانية تأخذ منحى آخر و تؤسس بداية جديدة للحضارة الإنسانية من تمدن .
و على إثر ذلك أبدع أجدادنا في نسج الأساطير التي تتحدث عن الصدام الذي حدث بين الانسان المزارع و بين راعي القطعان و بين التمدن و البداوة و بين الخصب و الجفاف و قد كان ذلك عبارة عن مشادة و مناظرة بين شخصين ما حول أفضلية الأول على الثاني و يعرف هذا السرد بأدب المناظرات الذي اشتهر في آداب سومر فنجد عدة قصص تجسد الأمر أولها قصة لاهار و اشنان ، ايميش و انتن ، دوموزي و انكيمدو و إلى جانب ذلك قصة قايين و هابيل التوراتية .
- لاهار و اشنان :
تتحدث قصة لاهار و اشنان عن شقيقتين من الآلهة تدعى الأولى لاهار إلهة المواشي أما الثانية فهي أشنان إلهة الحبوب و الزرع ( في بعض ترجمات النصوص يصبح لاهار إله ) و قد تم خلقهما من طرف انكي لتوفر لبقية الآلهة الطعام و الراحة ، بعد فترة من عملهما على الأرض و مع الحيوان تقرر الأختان بعد ذلك الاحتكام الى انكي و معرفة أي واحدة هي الأفضل بينهما ليقرر انكي أن اشنان هي التي تنتصر و يكون بذلك انتصارا للزراعة و التمدن التي تفوقت على الرعي و حياة البداوة .
- من نص لاهار و اشنان ( الالفية الثانية ق م المشادة الكلامية و تفضيل أشنان على الأخرى أي النهاية لم تنشر ترجمتها المتأخرة بسبب الحالة السيئة التي حصلت لتلك الأسطر )
" نزلت لاهار و اشنان من الجبل المقدس ، من أجل لاهار النعجة الأم أقام انكي و انليل الحظيرة و بكثرة قدما لها هدية من النباتات و الاعشاب و من أجل اشنان أشاد بيتا كما قدما لها هدية النير و المحراث "
" تمركزت لاهار في حظيرتها و و كراعية جعلت القطيع يزداد أهمية كما استقرت اشنان قرب حاصلاتها كامراة لطيفة و جذابة "
ايميش و انتين :
ايميش و انتين هما أخوين يمثل الأول فيهم الصيف أما الثاني فيمثل الشتاء ، كان ايميش يرعى الحيوان و القطيع أما انتين فكان يعتني بالأرض و الزرع و قد كان دورهما بنفس دور لاهار و اشنان ( مزارع ، راعي )
حصلت مشادة بعد ذلك جعلتهما يذهبان للإله إنليل ليقرر من هو الأفضل و قد كانت الأفضلية لانتين المزارع الذي تفوق على الراعي كما أن القصة هنا تجسد تغلب الخصب على الجفاف
من نص ايميش و انتين ( الالفية الثانية ق م ، نص المشادة باللوح لم ينشر كذلك )
" ايتين كان يجعل النعاج و الماعز تلد صغارها ، كثر البقرات و العجول و وفر بسخاء السمن و اللبن و في السهوب جعل البهجة تعم على العنز البري و الأرويات و الحمر الوحشية ... أما ايميش فقد نمى الأشجار و الزروع و وسع المذاود و الحظائر و ضاعف انتاج المزارع و غطى الأرض بال ( كلمة مشوهة ) كما أتى بحصاد غني ليكدس في العنابر و دفع الى بناء المساكن و التجمعات السكنية و اشادة البيوت في كل مكان " ( في رأيي ذكر تشييد المنازل و السكن يعود إلى الزراعة التي كانت السبب في ذلك )
" ايميش يا بني تقارن نفسك بانتين ، إن كلمات انليل السامية في معناها و القرار المتخذ غير قابل للنقض من ذا الذي يجرأ على نقضه ( قرار تفوق انتين المزارع ) ، ركع ايميش أمام اينتين و إلى بيته جاء بالنبيذ و العنب و التمر "
" في الخصومة ما بين ايميش و انتين كان انتين فلاح الآلهة المخلص هو المنتصر على ايميش سبحان الأب انليل و الحمد له "
_دوموزي انكيمدو :
دوموزي هو الراعي الذي يربي الماشية أما انكيمدو فهو فلاح الأرض و قد حصل شجار بينهما على من سيتزوج بإلهة الحب و الجنس و الخصب اينانا فصار كل شخص منهما يقدم لها ما يعمل عليه فدوموزي يقدم لها اللبن و الحليب أما انكيمدو فالثمار الشهية و قد كانت اينانا تفضل الفلاح على الراعي و تريده زوجا لها غير أن أخيها أوتو إله الشمس قد قام بتغيير رأيها و جعلها تقبل بدوموزي الراعي و في هذه الأسطورة التي يكتمل مقصدها مع لوح آخر يتحدث عن موت دوموزي تجسيد لانتصار الزراعة و التمدن على الرعي و حياة البداوة و لعل هذا مشابه لما حدث في قصة قايين رغم بعض الاختلافات فبعد تفضيل الإله هابيل الراعي على قايين المزارع يلقى هابيل حتفه على يد قايين ( تفوق الزراعة على الرعي في الأخير ) أما في الأناشيد السومرية فبعد ان كانت اينانا تفضل الفلاح اختارت في الاخير الراعي زوجا لها لكن هذه بداية لتفوق الزراعة و الخصب على الراعي دوموزي لأنه سيدفع الثمن و يجر إلى العالم السفلي ليموت هناك و يبقى انكيمدو حيا يخدم الأرض "
- من نص دوموزي انكيمدو :
#من_نص_اينانا_دوموزي
#من_نص_هبوط_اينانا_الى_الأسفل
( الالفية الثانية ق م )
"اوتو : إنه امالا اوشوم جالانا الذي سيضاجعك ( لقب دوموزي ) إنه صديق انليل الذي سيضاجعك
اينانا : كلا إنه الرجل القريب الى قلبي الذي سلب مني روحي … إنه الفلاح الذي امتلئت عنابره حبا "
" اوتو : اقترني بالراعي يا اختاه اينانا ايتها الفتاة لما ترفضينه لذيذة قشدته و منعش لبنه كل ما يمسه هذا الراعي يتألق "
" اينانا : كلا لن أتزوج من الراعي ، أنا لا أريد ارتداء ملابسه الخشنة أنا لا أريد لبس صوفه الصفيق أنا الفتاة الصبية أريد الاقتران بالفلاح ، الفلاح الذي ينتج بكثرة زروعا مثل هذه .… " ( في رأيي رفضها له و لطريقة عيشه تجسيد لتجنب السومريين حياة البادية القاسية )
" دوموزي : ما لديه أكثر مني هذا الفلاح إن قدم لي طحينه الأسود فأنا أعطيه نعجتي السوداء ….. إن سكب لي جعته المختارة فأنا أصب له لبني الأكثر دسما …. "
" و بينما كان الراعي يسهر على أغنامه في الضفة اقترب منه الفلاح انكيمدو …. و في سهبه و بريته أطلق دوموزي النزاع "
" انكيمدو : أنا و أنت أيها الراعي ما الذي يدفعني إلى النزاع معك دع أغنامك تقضم عشب الضفة …. "
" دوموزي : إلى زواجي أنا الراعي ستحضر كصديق أيها الفلاح كصديق ستحضر أيها الفلاح انكيمدو "
" اينانا : من غيره إذا صنع من أجلي كم هي فاتنة لحيته هو الراعي الذي خلقه آن من أجلي "
" اينانا : أنا الملكة من الذي سيضع في ثيرانه للحراثة
دوموزي : أي اينين ( لقب اينانا ) إنه الملك الذي سوف يحرثك
إنه الملك دوموزي الذي سوف يحرثك
اينانا : إحرث اذا فرجي يا رجل قلبي "
"و بذلك أسلمت اينانا الراعي دوموزي إلى أيديهم "
" انهض يا بطل و امضي في أرض اللارجوع … سيغمر أرض الأموات بالخيرات العميم امضي أيها البطل إلى الأرض البعيدة خلف الأبصار "
- قايين و هابيل :
تذكر قصة قايين و هابيل في التوراة حيث يكونا أحد أبناء آدم ، يختص هابيل بالرعي و العناية بالحيوانات و تربيتها أما قايين فيختص بالإهتمام بالأرض و الزرع و الحرث و في أحد الأيام قام هابيل و قايين بتقديم قربان للإله و كان من قربان هابيل الغنم أما قايين فالثمار غير أن الإله لم يلتفت لتقدمة قايين المزارع لكنه فعل مع الراعي و مربي القطعان هابيل و على إثر ذلك صار قايين يحقد على أخيه إلى أن قتله ليتزوج بعد ذلك و يؤسس بداية جديدة و يكون ذلك انتصارا للزراعة و لعل الآية حسب رأيي التي سنراها حين إيراد النص التوراتي في الأخير و التي تقول أن قايين قد قام ببناء مدينة بعد زواجه و ميلاد ابنه تجسيد لتأثير الزراعة كذلك على التمدن كما رأينا في قصة أشنان التي أقامت المدن .
يذكر فراس السواح في هذه القصة أمرا مهما و هو أن هناك فتاة كانت محل قتال بين قايين و هابيل و يستشهد بالآية التي يتحدث يهوه إلى قايين حين اغتاظ من تجاهل هديته [ و إن لم تحسن فعند الباب خطيئة رابضة و إليك اشتياقها و أنت تسود عليها ] يقول فراس السواح أن يهوه لم يقصد الإشارة لقايين بالخطيئة المستقبلية التي سيرتكبها و يطالبه بالتأني و تجنب الحقد بل عن الفتاة التي أحدثت فتنة بينه هو و أخيه و ما الخطيئة الرابضة إلا زواجه من أخته لاستمرار النسل حيث تم استبدال مصطلح الزواح بالخطيئة الرابضة كون اليهود يكرهون زواج المحارم و يخجلون من ذكر ذلك و خصوصا حين قال الإله لحواء حين عصته معاقبا لها [ و إلى رجلك يكون اشتياقك و هو يسود عليك] إلى جانب زواج قايين بعد قتل أخيه بامراة و هي المرأة التي تحدث عنها حسب وجهة نظر فراس و في رأيي أرى أن هذا منطقي جدا حسب الآيات و التفسير و لزوم استمرار النسل و تأثرهم بالفكر السومري إضافة إلى القصة الإسلامية " قابيل و هابيل " التي تجعل المرأة هي الفتنة التي يتعارك عليها الأخوين
- من نص التوراة سفر التكوين :
" و كان هابيل راعيا و كان قايين عاملا في الأرض و حدث منذ أيام أن قايين قدم من ثمار الأرض و قدم هابيل أيضا من أبكار غنمه و من سمائها فنظر الرب ألى هابيل و قربانه و لكن إلى قايين و قربانه لم ينظر فاغتاظ قايين جدا و سقط وجهه فقال الرب لقايين لماذا اغتظت و لماذا سقط وجهك ؟
إن احسنت أفلا رفع و إن لم تحسن فعند الباب خطيئة رابضة و إليك اشتياقها و أنت تسود عليها "
" و حدث إذ كانا في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيه و قتله "
" و عرف قايين امرأته و ولدت له حنوك و كان يبني مدينة و فدعى اسم المدينة كاسم ابنه حنوك " .
المصادر : كتاب متون سومر ، ألواح سومر ، ديوان الأساطير ، مغامرة العقل الأول ، سلسلة الأساطير السورية .



#عمري_سارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإله إنكي و علاقته بالمندائيين و يوحنا المعمدان


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمري سارة - قصة قايين و هابيل و علاقتها بآلهة العراق القديمة و بداية الحضارة