|
بر .. الأم .. بيوم .. الأم
شهد أحمد الرفاعى
الحوار المتمدن-العدد: 1506 - 2006 / 3 / 31 - 01:05
المحور:
المجتمع المدني
يوم.. الإحمـــــــــاء العـــــــــــاطفى مع إنى لست من المحبذين لفكرة عيد الأم إلا أننى.. أفضل أن يكون يوم الأم .. كما نحدد يوم الطبيب والطفل وما أكثرها من مسميات..ولكننى غالبا ً..ما اعتبر يوم الأم هذا نوعا من الإحماء العاطفى.. أعتبره يوم إحماء للذين فقدوا معنى الأم وتاهوا عنه وسط تيارات الحياة اليومية السريعة الإيقاع والمتوترة بأحداثها..بضع ساعات .. يقتطعها كل من غاب عن خاطره الإنسانة التى كانت له وطناً لتسعة أشهر فكان هو لها المنفى بقية العمر.. كانت له الساقى بالدم والغذاء والحنان فأصبح بيداء تشتكى حناناً وعطفاً..فى هذا اليوم يجرى الآبناء ليقدموا الهدايا ..البعض يفعلها كروتين سنوى فقط .. لا تحمل المناسبة بالنسبة له سوى العبء المادى المصاحب لها ولم يلفت نظره وهو يقدم هديته لمسة حانية من أمه على رأسه ولم يشغل باله بالنظر لعينييها ليقرأ ما بهما من توسل يقول ولا كنوز الدنيا يا ولدى تنوب عن سؤالك عنى أو زيارتك لى .. سبحان الله .. سهرت الليالى راعية بالمرض . وملاكا حارسا يتحسس خطواته.. ولفتاته صغيراً ..ومغلفة بالنصح حياته شاباً.. و لكن..هرب منها الطير عندما أصبح له جناحان تقوى بهما على العلو والإرتفاع ونسى أن من علمته السباحة فى سماء الحياة .. تحتاج عطفه الآن وتتلمس.. منه .. همسة أمى. .. ولن أضيف جديداً. عندما أقول .. أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم : ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ الآية /سورة الإسراء / الآية23 ..وعندما سئل الرسول صلّى الله عليه وسلّم: أيّ العمل أفضل؟ أي بعد الإيمان بالله والرسول فقال: الصلاة في وقتها، قال السائل : ثمّ أيّ ؟ قال: برّك لوالديك إنّ فضل برِّ الوالدين عند الله عظيم، : ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ الآية..ولكن الأم كانت لها منزلة خاصة وعظيمة بكل الأديان وخاصة الإسلام.. . ففي الحديث أنّ صحابيًّا قال لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أحقّ الناس بحسن صحابتي؟ فقـال لـه الرسول: أمّك. قال: ثمّ من؟ قال: أمّك. قال: ثمّ من؟ قال: أمّك. قال: ثمّ من؟ قال: أبوك.. وهذا لايعنى أن الأب أقل منزلة عن الأم ولكن كان تعظيماً لدور الأم فى بناء الأجيال القادمة.فقال الشاعر/ الأم .مدرسـة إذا أعددتَهـا أعددت شعبًا طيِّب الأعراقِ... فعلى عاتقها عبء أمة بأكملها ولذلك دائما ً ننادى بالإهتمام بالمرأة وتوفير كل سبل الراحة والرعاية لها وتنويرها بقيمة أمومتها فى المجتمع..فما أدراكم .. ما الأم؟؟ عماد الكون وعندما نتحدث عن عظمة الشىء فنحن نقول ( أم الشىء) فأم القرى / مكة .. وأم البشر / حواء.. وأم الكتاب / الفاتحة.... إلخ..وإضافة لتكريم الإسلام لحق الأم .. نجد أن الأم .. أمة كاملة يخرج منها الذكر والأنثى..فالإسلام أعطاها حقها بالرضاع.. والحضانة .. والنفقة .. وكثير الكثير من الحقوق .. ولكن ليكن حديثنا اليوم عن بر الأم بالإسلام..وليس هناك أشد عند الله من عقوق الأم بل إنه يفوق عقوق الأب..فبر الأم أعظم ثواباً عند الله سبحانه وتعالى.. وحديث الرسول/ السابق / يبين ذلك/ فى تخصيصه كل المودة والحنان والحب للأم.. والأم ..ليست من تختزن العلم بصنوفه المختلفة برأسها وهى أرض بيداء لا زرع فيها ولا ماء.. ولكن الأساس فى الأم الحنان والعطاء بدون مقابل ولتعرف أن المقابل ينتظرها فى الآخرة . ستجنى ثمار جهدها وصيانتها لبيتها وحفظه طاهراً عفيفاً وجعله واحة من الآمان والسلام على مر الأيام.. وهناك البعض من يغفل عن دور الأم بالمجتمع ربما نتيجة التواجد الأنثوى الحالى للمراة على الساحة فى مختلف نواحى الحياة..أو بسبب ضعف الجانب الدينى لديهم.. وهم بذلك يتجاهلون نصف المجتمع بل نصف الدنيا..فلا أرحم من الأم بالدنيا أجمع..ولا تحملاً مثل تحملها..فلم الضيم لها..تقول عائشة رضي الله عنها: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقَّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت..ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( إن الله قد أوجب لها الجنة.. أو أعتقها منها)/ رواه مسلم/ ..فلهذا الحد قيمة ومكانة المرأة عالية فى الإسلام.. ولكن فى هذه المناسبة التى أتمنى أن تكون على مر العام وليس يوماً بالعام ..البعض.. من الأولاد.. يجعلها ساعات قليلة يرمى بهديته بين يديها ويعطيها ظهره ربما لشهور عديدة حتى تراه مرة ثانية أو يتكرم عليها بإتصال هاتفى ..رسالتى لهم.. يوماً ما ستكون بنفس المكان وبنفس الزمان وعلى نفس الحال .. وإتق الله .. فيمن حملتك وهناً على وهن..وأرضعتك لبنها .وأعطتك حياتها وتمنت شفاءك وقت مرضك ولم تقل أبداً ربنا يكرمه.. كما يقولها البعض من الأبناء عندما تعتل صحة أمهاتهم فهم يطلبون لهن الرحمة بالموت.. و..هن من كن يسهرن الليالى يرجون ويتضرعن إلى الله أن يتم على الوليد بالشفاء فشتان بين هذا وذاك الإحساس.. إن عقوبة العقوق..للأم.. عند الله شديدة..ففى الصحيحين يقول النبى : (إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات)..وايضاً..قال: { إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حلَّ بها البلاء… وذكر منها: وأطاع الرجل زوجته وعقَّ أمه }. وعند أحمد وابن ماجة أن النبي صلى الله عيله وسلم قال: { إن الله يوصيكم في أمهاتكم } قالها ثلاثاً../ فإتقوا الله فى أمهاتكم ..فأنتم لن توفوها حقها حتى لو ظلتم العمر كله تعطوها حناناً ورعاية فلن يكون فى مثل حنانها .. لسبب واحد أنها كانت تعطى بصدر رحب دون أن تنتظر المقابل .. ولكن أنتم تعطوها وأنتم تستعجلون نهايتها ببعض الأحيان هذا هو الفرق.. فهى تتمنى لكم البقاء وأنتم تتمنوا لها الرحيل../ فقد جاء عند البيهقي في شعب الإيمان، والبخاري في الأدب المفرد: "أن أبا بردة بن أبي موسى الأشعري حدّث: أنه شهد ابن عمر رجلاً يمانياً يطوف بالبيت، حمل أمه وراء ظهره يقول:/..إني لها بعيرها المذلَّل *** إن أُذعرت ركابها لم أُذعر../ .. الله ربي ذو الجلال الأكبر، حملتها أكثر مما حملتني، فهل ترى جازيتها يا ابن عمر؟ قال ابن عمر: لا، ولا بزفرة واحدة../ ..وبعد كل ما ذكر عن بر الأم.. وعقاب الله في من كان عاقاً..لأمه.. فأعمل راعاك الله على أخذ حلو دعائها. وإعزم على آلا تعود لعقوقها.. وإحسن إليها . وقل لها قولا ً كريماً..فهى من سترتك واشبعتك وروتك وأسعدتك وجعلت من نفسها وعاء حنان لك وسقاء مودة.. ولاتنسى أيضاً..فى يوم الأم .. الأب .. فهو أصلك وأنت فرعه.. ولولا أبوك ما كنت أنت. فلا تنسى حقه عليك.. ولا نعمته عليك..وأعلم بأنك ياولدى إمتداد له .. لأبيك.. وتجديد لوجوده../ وفى ذلك..يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لولده الإمام الزكي الحسن (عليه السلام): ووجدتك بعضي، بل وجدتك كلي حتى كأن شيئاً لو أصابك أصابني، وكأن الموت لو أتاك أتاني، فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي...مع كل المنى بيوم أم سعيد لكل أمهات العالم وأمهات مصر
#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
همس (4) ات ليلية/ و..تسألنى ..صمتاً!!
-
خائناً..أم.. مزواجاً..ماذا تفضليه ؟؟؟؟؟؟؟
-
المرأة.. و.. المجتمع.. فى ظل الإسلام/ تعدد الزوجات
-
الحصانة....... الدرع الواقى
-
همس (3) ات ليلية/ يتساءلون؟؟؟؟؟؟؟
-
ما بين الماضى والحاضر... وما بين اليأس والأمل ...نصنع المستق
...
-
همس ( 2 )ات ليلية/حديث المجون والجنون
-
...لمن .. يهمه .. الأمر.....S.O.S
-
همسااات .. ليلية .. ل .. شه أحمد الرفاعى د
-
ياااا ....شعووووب الكلام
المزيد.....
-
عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت
...
-
إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص
...
-
وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو
...
-
هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو
...
-
الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال
...
-
العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من
...
-
مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات
...
-
أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|