محمد هالي
الحوار المتمدن-العدد: 5975 - 2018 / 8 / 26 - 15:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رد لا بد منه
كثر الكلام عن التجنيد الإجباري الى درجة أن هناك من ادعى أنه صنع الفكرة، علما أن التفكير الماركسي واضح في هذه المسائل، و يمكن الرجوع الى " أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة" لانجلس و " الدولة و الثورة" للينين، يتضح له طبيعة الدولة و تحديد مدلولها، و كذلك ادواتها القمعية كالشرطة و الجيش، و ما يلف حولهما، فكيف ستصبح الأداة القمعية اداة للتربية؟ و هي ما هي الا مجرد ادوات لحماية الطبقة المسيطرة عبر التاريخ، و سأستدل بهذه الفقرة من كتاب"الدولة و الثورة" للينين، و هو رد شاف على اولئك الذين بدأوا يطبلون و يهللون على أن الخدمة العسكرية هي مدرسة لتربية الشباب ، أو هي حل لأزمة اجتماعية مستعصية عن الحل، تسببت فيها جشع الطبقة المسيطرة « ان انجلس يسعى - شأنه شأن جميع المفكرين الثوريين العظام - ليلفت انتباه العمال الواعيين طبقيا إلى ما يبدو في نظر التافهين ضيقي الأفق أقل الأمور مدعاة للانتباه، وأكثرها اعتيادا، والمحاطة بأوهام التقديس المتأصلة بل المتحجرة. إن الجيش والبوليس الدائمين هما الأداة الرئيسية لسلطة الدولة، وهل يمكن أن يكون الأمر على غير ذلك؟."
لهذا فالتفصيل بالنصوص الماركسية كثيرة تبين أنه لا يمكن للطبقة المسيطرة أن تربي ألمجتمع ككل بأداة تمتلكها كأداة لدوام سيطرتها كالجيش، لهذا على الطبقة النقيض أن تبحث عن أدواة التربية لا من داخل نظام طبقة الدولة المسيطرة، بل من داخل نظام الطبقة النقيض لها. لهذا فأي حركة سياسية تدعي ما تدعيه فإن فشل منظومة الدولة السائدة فهو نتيجة للتبعية المطلقة للدوائر الامبريالية، و يبقى دور تلك الحركة يكمن في الكشف عن مكامن الخلل و تبيانه و فضحه، و العمل على خلق بواعث التحرر من هذه التبعية. إن الفقر و البطالة و الفشل الذريع في المنظومة التعليمية، و الصحية، لايمكن حلها بالتجنيد الاجباري ، لان اسباب الجريمة و الفشل يعود الي طبيعة الطبقة المسيطرة و جشعها في الهيمنة و السيطرة على كافة الموارد بدون شفقة و لا رحمة.
محمد هالي
#محمد_هالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟