كامل الدلفي
الحوار المتمدن-العدد: 5975 - 2018 / 8 / 26 - 05:17
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
المناضل عبد الواحد كرم السلمان ..
الشيوعي العتيد ..يخطف التاريخ ويغمض جفنيه على شواطيء البلطيق في سكون مالمو وألفتها الشرق اوسطية .. بعيدا عن روجات المشرح وعن رفرفات البتيرة و زقزقات شطوط العمارة ..
الفارس الراكب على صهوة جواد النضال لاكثر من ستين عاما كما حدثني أبي و كلمني بفصاحة نضالية كيف ارتبطا معا بالمشروع السياسي الكبير بين فلاحي العمارة ..
منذ راودتهم رعشات الحلم الاول بمشاعية الارض و اطياف القرمطية في أرياف المذار والنقائع ما بين نكأة العطش و جوع الامهات و ندرة العدل والإنصاف في ليل تقاسمه الجلادون، يفركون باحذيتهم الانجليزية اللامعة ، قلب الفلاح على بارية الحاصل ..فكان لهم مالهم من كده وانحناء ظهره تاركين له الام و حسرات وشيئا على المسطاح من توازن وجداني مزيف اكوام دنانة وغريبة وبوه ..كيف يصبح الريف سعيدا؟.. كيف يكون التفكر بالتجارب الاشتراكية ..الجمعيات الفلاحية ..الاصلاح الزراعي ..الكولخوزات ..؟
هنا موسكو ..دار الاذاعة السوفيتية ..لم تظل امرأة في ريفنا لم تتخيل ريفا جديدا قادما..وحلت النبوءة ..لكن الارض ماتت ..لان الثورة المضادة مسننة ومدججة و محصنة اقوى من اطياف البسطاء ..اولئك الذين تركوها مع الله ..الامبريالية العالمية دقيقة في توقيتات الموت والحياة ..وقد اضفت بظلال الحرب الباردة على معائشنا فصرنا نشقى مذ فكروا بالاقتراب كحلم امريكي من المياه الدافئة ..فجاء الحرس القومي بالقطار الدولي العجيب ليأخذ عبد الواحد كرم زاويته في سجونهم في البصرة مع رفاق تحملوا فوق طاقة الانسان ..عمليات الهتك الفاشي بالجسد الانساني الغض...وقارب على الموت وما ينقذه منه الا انقلاب عبد السلام عارف ..في تشرين ١٩٦٣ ..ومن ثم ينقلون من سجن الى نقرة السلمان..
قفل عبد الواحد كرم ابواب وجدانه على قضية الانسان التحرري وظل امينا لها بتعاقب الازمان والظروف ..
هاجر في العام ١٩٧٩ طائرا بجناحين من قصب ..يحكي الى الريح ..ابجدية الخلق القويم والفكر المنير ..الياذات الهور ومكارم الاباء و عفة النساء الطاهرات وشجاعة الرجال والموت على الحد ..قال مهوال ال بو عِلي يرثي احد شجعانها :
( اكعد يا عكش طارت الملزومة)..لا ادري كم من الملزومات التي طارت من حدود احلامنا و استقلالنا وكرامتنا وهدوئنا ..لنطلب من الشيوعي المخضرم عبد الواحد كرم ..ان لا ينام ابدا او ان لا يتعجل بالذهاب فاننا نحتاج صبره وشجاعته واخلاصه ونبله وايمانه وتعلقه بقضيته وحبه للانسان وللوطن..
لكنه الموت اسرع وقال قوله الفصل.
كنت عظيما ايها الاسم الذي أطّر ذاكرتنا بأحاسيس الفخر والسمو ..
حري لميسان ان تفتخر بما انجبت والسلام عليك حيث أنت من دون رتوش بشيوعيتك الحمراء العصماء التي لم تنقلب .. الى الوان مباغتة..اعرف يقينا انك قد مضيت الى خير.
#كامل_الدلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟