أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - مظهر محمد صالح - المزرعة الرأسمالية














المزيد.....

المزرعة الرأسمالية


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5975 - 2018 / 8 / 26 - 00:55
المحور: الصناعة والزراعة
    


المزرعة الرأسمالية

مظهر محمد صالح

08/10/2013 12:00 صباحا


يلتئم المزارعون في العالم البالغ عددهم اكثر من ثلاثة مليارات مزارع نحو ميل عاطفي مشترك قوامه عشق العلامة التجارية لجراراتهم الزراعية التي صنعها العالم الاول لاسيما تلك الجرارات التي برهنت كفاءتها العالية ومقدرتها على مقاومة ظروف الارض وتنوع المناخات المحيطة بالخارطة الزراعية العالمية منذ تاْريخ صناعتها وهي مازالت تسدي وظائفها في تعظيم انتاجية الدونم الواحد ليسعد زراع العالم بانتاج محاصيلهم . اللافت ان مليارين مزارع من المليارات الثلاثة مازال يتعاطى الزراعة العائلية الصغيرة عبر مساحات لاتتجاوز(هكتارين اثنين).حيث تشكل الزراعة الصغيرة مصدر انتاج 80بالمئة من الحاصل الزراعي في القارة الافريقية.وان 92بالمئة من مزارع الصين هي من النوع الصغير وتشكل مصدر عيش واكتفاء ذاتي لحوالي 60بالمئة من الشعب الصيني حتى الوقت الحاضر.وان سعي الصين بالتحول الى الزراعة الكبيرة او التجارية قد يهدد حياة اكثر من نصف الشعب الصيني ويعرضهم الى مخاطر البطالة وتدني فرص العمل وتدهور سبل العيش .وعلى الرغم من ذلك، يؤشرالتاريخ الاقتصادي الزراعي الدولي
مراحل مختلفة في تحول الامم نحو المزارع التجارية الرأسمالية الكبيرة .ففي ثلاثينيات القرن الماضي كانت المزرعة العائلية الاميركية هي النمط الانتاجي الزراعي السائد في الحياة الاميركية،ولكن الوضع قد تغير اليوم في اميركا الشمالية عندما بدأت الشركات الزراعية العملاقة تكتسح الريف الاميركي من خلال تصفية الملكيات الزراعية الصغيرة عن طريق ابتياعها وضم بعضها الى بعض وتحويلها الى مزارع تجارية كبيرة تدريجياً بغية تحقيق ما يسمى باقتصاديات الحجم، وهو النمط الانتاجي الواسع المُعظم للانتاج والمقلل للتكاليف.كما خطت البرازيل والارجنتين في جنوب القارة الاميركية خطى قوية صوب إقامة المزارع الكبيرة ابتداءً من سبعينيات القرن الماضي واصبحت الدولتان رائدتين في الانتاج الزراعي التجاري ، خصوصاً منذ تسعينيات القرن الماضي.اما روسيا وبلدان اوروبا الشرقية،فأن ارث النظام الاشتراكي مازال يعيق تحويل المزارع الفردية فيها الى مزارع رأسمالية كبيرة .ويلحظ أن الاراضي الزراعية هي ذات وفرة مقيدة او عرض محدود،باستثناء امكانية تحويل بعض الغابات اوالحدائق الوطنية الكبرى والاراضي غير المستغلة ذات القابلية الاقتصادية الى حقول زراعية.وبالرغم من ذلك فأن محدودية الارض الزراعية وما يرافق ذلك من تعاظم في الطلب على المواد الغذائية بسبب تزايد السكان عالمياً،لابد من ان يضع قيداً على السلسلة الغذائية في السنوات المقبلة ما يتطلب الكثير من الحسبان في رسم مستقبل السياسات الزراعية الدولية.فالتزايد السنوي في مساحة الاراضي الزراعية في العالم ظل محدوداً ولم يتعد 2 من الف سنوياً في حين يتنامى الطلب على المواد الغذائية بنسبة 2من المئة سنوياً وبمعدل عشر مرات اسرع من الزيادة في الاراضي القابلة للزراعة ،وان الاسباب الكامنة خلف ذلك هو تعاظم انتاجية الدونم الواحد من بذورمحسنة واسمدة مناسبة ومكافحة الافات الزراعية وتحسين وسائل التسويق الزراعي بما فيها تطور تكنولوجيا الخزن وغيرها.وعلى الرغم من ازمة الغذاء التي شهدها العالم في السنوات الماضية،فقد تمكنت الامم الصناعية المتقدمة من تعظيم نمو الانتاج الزراعي السنوي لديها بنحو 11بالمئة، الا ان امماً كبيرة في سكانها مثل الهند والصين لم تستطع بلوغ هدف الانماء الزراعي السنوي في اعلاه بيسر بسبب سيادة نظام الملكيات الزراعية الصغيرة فيهما.
ولامحال من ان يتجه العالم مستقبلا الى تغيير نمط ملكياته الزراعية وعندها ستتبدل زراعته الى الزراعة الرأسمالية الكبيرة بعد ان تذوب الملكيات الصغيرة وتندمج فيما بينها.ختاماً: تروي العولمة الزراعية لنا واحدة من أحلامها في تطور الزراعة الرأسمالية عبر تفسيرها للرؤيا الاتية :ستولد يوماً ما رغبة تضامنية مشتركة لدى صغار الملاك الزراعيين في مختلف بلدان العالم من خلال ولائهم الى نوع محدد من جراراتهم الزراعية التي مرت على حيازاتهم الزراعية الصغيرة كوسيلة انتاج و بعلامة مشتركة وهي مازالت تمثل رمزاً من رموز اعتزازهم بها ،وان الحلم سيصبح حقيقة وهو يدفع بصغار الملاك لتشكيل رغبة تضامنية نحو المزرعة الرأسمالية الكبيرة التي لابد من ان تُحرث ارضها مشتركةً بذلك الجرار الزراعي الرمزي نفسه وهو يحمل علامة صناعية واحدة يحترمها جميع ملاك الارض من المزارعين الصغار بعد ان تحولوا الى مساهمين( صغار) في الشركة الزراعية الرأسمالية الكبيرة ....من يدري!!



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول النار:مقياس بوشمن
- خوان بيرون : حوار الخادم والسيد
- لاكاديمية الاقتصادية: (من الاحادية النظرية الى التعددية الفك ...
- الاكاديمية الاقتصادية: (من الاحادية النظرية الى التعددية الف ...
- موزمبيق: الكسارة الاقتصادية وجوزة البلاذر/الجزء الثاني
- موزمبيق: الكسارة الاقتصادية وجوزة البلاذر/الجزء الاول
- السياسة النقدية للعراق بناء الاستقرار الاقتصادي الكلي والحفا ...
- الفقر والطبيعة:وفاق أم صراع؟
- احتياطيات العراق وحمايتها...!
- أويلر والامبراطورية الروسية
- نهران يلتقيان
- النفط والعولمة :رؤية ثلاثية الابعاد/الجزء٣
- النفط والعولمة :رؤية ثلاثية الابعاد/الجزء٢
- النفط والعولمة : رؤية ثلاثية الابعاد/الجزء١
- حوار الفقراء في علم الاقتصاد العصبي
- التحليل الاقتصادي لأزمة الانموذج الريعي-الليبرالي في العراق/ ...
- التحليل الاقتصادي لأزمة الانموذج الريعي-الليبرالي في العراق/ ...
- التحليل الاقتصادي لأزمة الانموذج الريعي-الليبرالي في العراق/ ...
- التحليل الاقتصادي لأزمة الانموذج الريعي-الليبرالي في العراق/ ...
- التحليل الاقتصادي لأزمة الانموذج الريعي-الليبرالي في العراق/ ...


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - مظهر محمد صالح - المزرعة الرأسمالية