أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إدريس سالم - إذاعة CAN FM صوت نقيّ لمجتمع مدنيّ















المزيد.....

إذاعة CAN FM صوت نقيّ لمجتمع مدنيّ


إدريس سالم
شاعر وكاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5972 - 2018 / 8 / 23 - 23:02
المحور: الصحافة والاعلام
    


هل اختفى جاذبية الإذاعة؟
إن للإذاعة سحر وجاذبية خاصة، فما زال هناك مجال للاستماع لها، بالرغم من ثورة المعلومات وانتشار الفضائيات، التي يشهدها العالم في كافة المجالات، بل وعلاوة على ذلك، نجد أن المحطّات الإذاعية المسموعة في حالة تزايد وتنوّع، فالإذاعة لها قوة جذب لا تقاوم، وهي ليست مجرّد تواجد عادي، بل تواجد قوي لا يقل عن باقي وسائل الإعلام المرئية من الشبكات الفضائية والبينية الاجتماعية.

فقد ظهرت خلال عمر الأزمة السورية، العديد من الإذاعات الإعلامية في المناطق الكوردية من غربي كوردستان، معظمها كانت في مدينتي عامودا وقامشلو «أهو حالة صحية في أن تقتصر الإذاعات على مدن محدّدة، أم أن المموّل أو صاحب المشروع هو مَن يقطن في تلك المدن؟»، حيث تبثّ برامجها مخاطبة مختلف الشرائح والمكوّنات، وتعكس في مضامينها وسياساتها البرامجية خصوصية الجهات المموّلة والقائمة عليها، ليكون العامل الماديّ أهم معوّق يواجه عمل بعضها، إضافة إلى الكوادر المختصّة إعلامياً، وغير المتقنة للغة الأم.

خلال متابعتي لأداء إذاعة "CAN FM" التي تبثّ من مدينة كوباني، لم أقرأ أيّ تعليق سلبي عن عملها وبرامجها خلال بثّ برامجها المباشرة على الفيس بوك، بل جميع المعلقين كانوا متفاعلين ومندمجين مع برامجها الغنائية والثقافية والصحية والترفيهية، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على ترسيخ العيش المشترك السلمي والاحترام والتسامح في المجتمع المدني، الذي يفتقده كل مدن سوريا، طيلة عقود من الزمن، خاصة من خلال برامجها المجتمعية «هل برامجها تفتقر إلى المعرفة والمعلومة الجديدة؟»، التي تركّز على وضع أسس بسيطة لقيام مجتمعٍ مدني ديمقراطي سليم، والاهتمام المتقن لإيصال المشكلات اليومية للناس إلى الجهات المسؤولة، ليس داخل كوباني، بل إلى الخارج أيضاً.

إذاعة "CAN FM" تتواجد بشكل دائم في معاناة الناس، ليتمكن كل مواطن أو لاجئ أو نازح من خلال أثير هذه الإذاعة من الحديث ونقل واقع حياتهم ومشكلاتهم اليومية وقصصهم المأساوية وهمومهم العميقة «التلفزيون لا يستطيع نقل معاناة كل المدن بشكل دائم، لكن لو تواجد في كل مدينة أو منطقة إذاعة محلية، فحتماً ستنقل معاناة أبنائها للخارج»، فأثبتت أنها لكل المواهب وأصحاب الطاقات الفنية والثقافية، لإبرازها ضمن فقرات بثّ مخصّصة يجري التحضير لها، حيث أنها قادرة على أن تكون صوتاً للمجتمع والناس، ووسيلة للتواصل بين أبناء غربي كوردستان، في الداخل والخارج، في حال تمّ تأمين أدواتها الأساسية كالتمويل والحيادية والكوادر المختصة وإتقان اللغة.

«إذا كنت ضجراً، ضع السماعات في أذنيك، واستمع إلى CAN FM». بهذه الكلمات كان يتواصل زكريا مصطفى – ذاك الشجاع المجهول الذي يعمل خلف الكواليس – مع مستمعي ومشاهدي راديو "CAN FM" بشكل يومي، هذا الشاب الذي يدير برامج الإذاعة من غرفة صغيرة، كمخرج ومهندس للصوت، والذي استطاع أن يكسب قلوب المتابعين، وأن يكون حريصاً على حيادية الأغاني الفلكلورية القديمة والحديثة والضيوف والحوارات والبرامج، ليبعد الإذاعة عن الأجندات السياسية أو الحزبية أو الدينية أو الإيديولوجية.

لعل البرامج الصباحية والإهداءات، التي يعدّها معظم الإذاعات الكوردية باتيا برنامجين تقليدين، إضافة إلى برنامج الحظّ والأبراج، ولربّما يعمل عليها قائمو "CAN FM" وبقية الإذاعات الكوردية الأخرى كنوع تحفيزي للمتابع «هذان البرنامجان يعتبران ترفيهيين للمتابعين، الذين لا يملكون وقتاً للتواجد في مواقع التواصل الاجتماعي»، ولكسب أكبر عدد متفاعل منهم، إلا أنني أرى أن يعملوا على إعداد برنامج حول تسليط الضوء على الرياضة الكوردية في أجزاء كوردستان الأربعة، ونشاطاتهم مع أنديتهم، أو حول شبكات التواصل الاجتماعي وليكن عنوانه «بوست وتغريدة»، فيختاروا لمدة ساعة واحدة حوالي (20 – 30) بوستاً وتغريدة، لأشخاص عاديين غير محدّدين، ويقرأوا ويتناقشوا على ما جاء فيها من أفكار هادفة ومعلومات جديدة، تفيد الناس والمجتمع ومستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي، ليكون الهدف الأساسي منه، هو الاستخدام السليم والصحي والآمن لهذه الشبكات من قبل المستخدمين، لأنها باتت مرضاً خطيراً ينخر في عقول وقلوب الكبار قبل الصغار، ويزرع الحقد والكره والعنف بينهم «الفيس بوك وتويتر أصبحا ساحتين للتصفية الفكرية والاجتماعية واغتيالاً للكلمة الحرّة».

رغم السمعة الفعلية الصادقة التي تتميّز بها هذه الإذاعة، إلا أن الإدارة تعاني من مشاكل عديدة، تم الحديث عنها في مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة عمل فردي وليس جماعي، كمخاطبة الجمهور والمجتمع بطريقة غير لائقة بالعمل الإداري الناجح وبأسلوب قريب إلى التطفل فعلاً ولغة كتابية، كأن يخاطب مشكلة ما باسم الإذاعة ويحضر مشكلة أخرى بصفة (الأنا) الشخصية، فكارل ماركس يقول "أن تحلم وحدك ذلك هو الحلم، وأن نحلم جميعاً فذلك بداية تحقيق الحلم"، فنقل مشاكل وصعوبات التي تعانيها الإدارة إلى الناس يعتبر ضعفاً، فالمجتمع يكفيه مشاكله وهو بحاجة إلى فسحة أمل تساهم في تحسين وضعه على كافة الأصعدة، فمن الخطأ طلب المساعدة من الناس ضمنياً في عملية التمويل المالي، في حين يستطيع وبطرق كثيرة البحث عن مصادر للتمويل وتقوية الكادر علمياً وتقنياً ومعدّات.

حقيقة، إن لم تصبح الإذاعة معلماً ومنبعاً للمعرفة الهادفة والمعلومات الجديدة للمستمع، بعد الأسرة والمدرسة، وأنيساً وفياً في أيّ مكان يسمعه، سواء على الهاتف أو الإنترنت فلا فائدة منها، وستصبح تضيعاً للوقت وتأثيرها سيكون سلبياً وخطيراً على العقل والفكر، هنا سأطرح أسئلة على القارئ ومتابعي الإذاعات الكوردية، المجتمعية والسياسية والفنية والنسائية:
– هل للإذاعات أيّ أهمية في حياتك؟
– هل لا تزال تلعب دوراً مهماً في حصولك على المعلومات أو زيادة معرفتك؟
– ما هي الخدمات التي تقدمها الإذاعة لك في الوقت الحالي؟
– ما هي وسيلة الإعلام المفضلة لديك، وما مدى تأثيرها عليك، خاصة وأن الإعلام أصبح سلاحاً لا يستهان به؟
– إلى أيّ درجة تتواجد أجوبة هذه الأسئلة في إذاعة "CAN FM"، وبقية الإذاعات الكوردية الأخرى؟
– هل استطاعت هذه الإذاعة المجتمعية بالفعل أن تحقق إحساس المستمع، بالانتماء إليها في ما تقدمها من برامج تثقيفية فنية مدنية؟
– ثم لماذا تضع نفسها في مطبات ضيقة، كأن تكون إذاعة خبرية، وهي في الأساس إذاعة مجتمعية غير ناقلة للأحداث والأخبار؟

إن هذه الإذاعة قد تبدو عادية ومتواضعة في أيّ بلد أوروبي، إلا أنها في الفضاء الكوردي في غربي كوردستان تعتبر منبراً ضرورياً لكسر حاجز الروتين والبروقراطية «أيّ حدث سياسي أو عسكري أو اقتصادي أو اجتماعي من الممكن أن يوقف بثّ عملها» تحاول تعزيز فكرة التواصل والتفاعل بين الناس والمجتمعات، بأسلوب سلس بسيط وطريقة مدنية قيّمة، وإيصال هموم ومشاكل الكوبانيين إلى كل المسؤولين في غربي كوردستان بشكل خاص، وإقليم كوردستان والدول المعنية بأزمات السوريين بشكل عام.

ولأنها إذاعة محلية، فمن الطبيعي أن تنطق لهجة أبنائها، إذ هناك شريحة متنوّعة من متابعيها، يعلقون أثناء البثّ المباشر لبرامجها على الفيس بوك باقتراحات وطلبات وملاحظات واعتراضات، معظمها تتركّز حول اللغة واللهجة وطلب أغاني محدّدة، فإن كانت مدة برنامج الإهداءات ساعة واحدة مثلاً، ويخرج 30 معلّقاً، وكل معلّق يطلب أغنية خاصة، وكل أغنية مدّتها 4 دقائق، إذاً عند الحساب، يخرج الناتج معنا في أن تكون مدة البرنامج 120 دقيقة، أيّ ساعتان، إذاً على الجمهور والإذاعة أن يراعيا بعضهما البعض، لتكون الفائدة على الطرفين.



#إدريس_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخي
- إلى «سينور» العنيد والمُتمرّد
- لاعبو «سينور» ماذا لو لعبوا في أحد الأندية الأوروبية؟
- هل أصبحت عفرين ولاية تركية؟
- لماذا قاطع مسعود بارزاني الانتخابات العراقية؟!
- ترامب.. رجل الأرقام لا السياسة
- مقامُ الهواء.. شعرٌ صوفيٌّ للنخبة ودروسٌ في الحكمة
- الخيمةُ 320
- الخيمةُ ثلاثمَائة وعشرون
- سقوطُ الآلهةِ في عفرين
- ثورة الجِياع في إيران لن تُسقط النظام
- حكّام العراق يحاربون الإرهاب بالفساد
- سوتشي بين السياحة والسياسة
- التعليم أساس لبناء كوردستان
- كذبة الثعابين السوداء في كركوك
- أُسُود على كوردستان، فئران أمام إسرائيل
- التآمر على كوردستان بنظرية المؤامرة
- قراءة في مقابلة رضا آلتون مع عُكاظ
- وعد ترامب لبَنِي صهيون
- غرب كوردستان في الأروقة الدولية


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إدريس سالم - إذاعة CAN FM صوت نقيّ لمجتمع مدنيّ