أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - على جمجوم - الدين أفيون الشعوب...لماذا أطلق كارل ماركس هذه العبارة














المزيد.....

الدين أفيون الشعوب...لماذا أطلق كارل ماركس هذه العبارة


على جمجوم

الحوار المتمدن-العدد: 6656 - 2020 / 8 / 24 - 22:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل أن يطلق هنرى الثامن ملك انجلترا سنة 1538 أمره الملكى بترجمة الكتاب المقدس من اللغة اللاتينية إلى اللغة الشعبية ”الانجليزية“_كانت الكنيسة الكاثوليكية تباشر سيطرتها الدينية والاقتصادية على الشعوب فى أوربا قاطبة،حيث لا يتم تعريف أى مواطن بأى مسألة دينية فى الكتاب المقدس للمواطن العادى إلا عن طريق رجال الدين،فهم الذين يجيدون لغة الكتاب المقدس اللاتينية التى لا يعرفها عامة الشعب.
ومن جهة أخرى كانت الكنيسة الكاثوليكية تستولى على أراضى الدول لحسابها،وكانت تجبى الضرائب الربوية من رجال الأعمال،فيدها فى جيوبهم دائما،يساعدها فى ذلك ما تتعمد أن تشيعه فى المواطنين على لسان المسيح فى موعظة الجبل
حيث قال ”طوبى للفقراء وصانعى السلام،والأهم أنه قال فى انجيل لوقا بما معناه أن ملكوت السموات مغلق فى وجه الأغنياء،وأنه كى يدخل غنى ملكوت السموات،هذا معناه أن ينفذ جمل من خرم إبرة“_فكان لسان حال رجال الأعمال (وأنا أتكلم عن انجلترا الآن قبل سنة 1538 ) أن المسيح بهذا القول سيخرب بيوتنا عن طريق استغلال الكنيسة الكاثوليكية لكلامه فى موعظة الجبل_فما كان من رجال الأعمال الانجليز أن شنوا حرب عصابات دينية عبارة عن القيام بترجمة الكتاب المقدس للغة الانجليزية الشعبية،وكان القيام بمثل تلك الترجمة وقتئذ جريمة عقوبتها الحرق حيا.والسؤال الآن هو لماذا قام رجال الأعمال الانجليز بتلك المغامرة الخطرة ؟...الجواب...لأن الكتاب المقدس يضم عهدين هما العهد القديم وهو كلام الرب_والعهد الجديد وهو كلام بشر ولو كانوا من تلامذة المسيح.والشىء الهام جدا أن العهد القديم يتضمن مفهوم اقتصادى مضاد تماما لمفهوم المسيح الاقتصادى فى العهد الجديد ضمن موعظة الجبل الموضحة أعلاه،حيث العهد القديم يعتبر الانسان مسؤولا مسؤولية كاملة عن خلاصه الروحى الدينى وخلاصه الاقتصادى...مامعنى ذلك؟
الجواب : أن العهد القديم يعتبر الفقير مستحقا لفقره لأن هذا معناه أن الرب غضبان عليه وهو مواطن غير صالح_كما يعتبر العهد القديم أن الانسان الغنى مستحقا غناه لأنه مواطن صالح بدليل غناه !!.وهكذا عندما تمت ترجمة الكتاب المقدس بعهديه إلى اللغة الانجليزية الشعبية،أصبح فى متناول الشخص العادى كتاب نصفة ”العهد القديم“ هو كلام الرب،ونصفه ”العهد الجديد“ وهو كلام بشر،فكان من الطبيعى أن يؤثر العهد القديم بقوة فى العقل الشعبى لأنه كلام الرب،بينما يكون تأثير العهد الجديد ضعيفا جدا بالمقارنة لأنه كلام بشر لا كلام إله كالعهد القديم.
ومن هنا تسلل الموقف الاقتصادى فى مفهوم العهد القديم وطغى ومسح ذلك المفهوم الاقتصادى المبين فى العهد الجديد على لسان المسيح فى موعظة الجبل.فكان ذلك بداية لنشأة الكنيسة البروتستانتية فى انجلترا التى حققت رغبة رجال الأعمال والرأسمالية الوليدة،وأصبح هناك فى انجلترا بابا بروتستانتى آخر غير بابا روما الكاثوليكى.
فى نفس ذلك الحين كان مارتن لوثر يقوم بنفس الدور فى ألمانيا،وأصبح هناك مد بروتستانتى لدول أخرى فى أوربا مثل هولندا.
وعندما أطمأنت الكنيسة البروتستانتية أنها قد أرست دعائمها بقوة،بدأت فى الخوف من سيادة العهد القديم بقوة أزيد من المطلوب تهدد ملامح المسيحية فى العهد الجديد بالاختفاء،بعبارة أخرى خافت أن يبتلع العهد القديم العهد الجديد ويتم القضاء على المسيحية لحساب اليهودية،فبدأت تضطهد وتطارد المتطهرين (وهم متطرفى البروتستانتية) كما اضطهدت اليهود،علاوة على أن أسبانيا والبرتغال،الدولتان الكاثوليكيتان كانا يضهدا اليهود والبروتستانت بين مواطنيها،مما دفع كل هؤلاء المضطهدون من اليهود والبروتستانت والمتطهرون من الفرار إلى العالم الجديد حيث أعتبروا أمريكا الشمالية أورشليم الجديدة.
وكان من نتيجة تبنى الرأسمالية الجديدة روح الاقتصاد فى العهد القديم بحيث أصبح يمثل العمود الفقرى لهذا الاقتصاد فى تطوراته وتنويعاته_كان معنى ذلك أنه ليس هناك معنى لعدالة اجتماعية أو عدالة توزيع،هكذا بدى النظام الرأسمالى لماركس نظام متوحش يستمد وحشيته من الدين.ومن ثم كانت عبارته الشهيرة : الدين أفيون الشعوب.



#على_جمجوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين أفيون الشعوب...لماذا أطلق كارل ماركس هذه العبارة


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - على جمجوم - الدين أفيون الشعوب...لماذا أطلق كارل ماركس هذه العبارة