أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حكمت حمزة - محرمات فكرية-هل وجود الله ضروري؟















المزيد.....

محرمات فكرية-هل وجود الله ضروري؟


حكمت حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 5971 - 2018 / 8 / 22 - 23:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل سألت نفسك يوما عزيزي المؤمن، لماذا وجود الله ضروري في حياتك؟ أو بالأحرى يجب علينا طرح سؤال أصح يقول: هل فعلا وجود الله ضروري لك أم أن ذلك شعور وهمي موجود بداخلك؟ هل فَقدُ الله ينهي حياتك، أم أن هذا الاحساس يتملكك فقط لأنك اعتدت عليه منذ الصغر؟
هذه النقطة هي التي أريد التركيز عليها والتحدث عنها، لأن الكثير من المؤمنين يتبجحون دوما بأن وجود إله، ضرورة يقتضيها العقل، والمنطق، والحياة أيضا. تلك الأمور الثلاثة التي أراها من منظوري الشخصي مجرد محاولة لإقحام الإله والإبقاء عليه ولو حتى في المربع الأخير من العقل البشري.
ويجدر التنويه الى أني لا أحاول أبدا نفي أو اثبات وجود اله، لأن هذا الموضوع من الصعوبة بمكان، يجعل صاحبه بحاجة لمجلدات تطرح وتتداول كل الأفكار المأخوذة عن الالهة وبشكل يشمل كافة الديانات المعروفة على سطح المعمورة، ولكن يمكن اختصار فكرة الاله بشكل عام، سواء كان واحدا أو آلهة متعددة، أو يتمثل بكيانات أرضية وأخرى سماوية، بأنه المسبب الأول، واجب الوجود، خالق الكون والمتحكم بكل شيء، وسيحقق العدالة بين البشر يوما ما، وطريقته في التطبيق تختلف من ديانة لأخرى.
الحديث عن ضرورة وجود إله (وليس وجوده أو عدمه، وإنما ضرورة وجوده) فيما ذكر سابقا، هي ضرب من المناورات الفكرية، ونوع من التفكير بعقلية الانسان القديم الذي بالكاد عرف النار، وبالكاد استطاع التواصل بالإشارات مع أفراد جنسه، وفي تلك الفترة يمكن إعطاء مبررات لضرورة وجود الله في عقول البشر فقط، ليس لأنه حقيقي تبعا لكل ديانة،، أو لأنه مسؤول عن خلق الارض وما عليها، بل لأن الكم المعرفي كان في حدوده الدنيا، ولم يكن الانسان بوضعه آنذاك قادرا على اعطاء الحلول وايجاد التفاسير لكل ما يعيشه ويراه ويتصوره في خياله، لذلك فقد كان الإله أفضل التفاسير و أشملها، طبعا أنا لا أتحدث عن الاله الابراهيمي في تلك الفترة، وانما اتحدث عن فكرة وجود كيان خارق أو مجموعة كيانات خارقة تسير الحياة والارض وتتحكم بهما.
هناك عامل آخر يتحكم في هذا الموضوع أيضا، وهو عدم التواصل مع الشعوب الأخرى، وهذا من شأنه أن يرسخ فكرة الإله والماورائيات في عقول البشر، على الأقل صحة الاله المتبع أو الآلهة المتبعة في كل منطقة، ولا زالت هناك بعض الظواهر الملاحظة حتى في أيامنا هذه، ومثالنا على ذلك هم اتباع ديانة الفودو في الغرب الأفريقي ومناطق أخرى، فأبناء القبائل المؤمنين بالفودو وسحره لا زالوا حتى اليوم يصدقون أن الشياطين هي التي تدخل خلسة داخل أثواب القش وترقص بها نتيجة القيام بطقوس سحرية معينة، رغم ان كهنة الفودو هم من يخدعون شعوبهم بهذه الحيل، إلا أن انغلاق تلك القبائل على نفسها، وندرة تواصلها مع العالم الخارجي، أدى بها إلى هذا الحال، بالمقابل فإن بإمكان أي انسان مطلع على العلم وله احتكاك بالحضارات الأخرى أن يفسر كل تلك الخدع التي يقوم بها سحرة الفودو بكل بساطة، يضاف إلى ذلك قلة الاهتمام بالعلم والتعليم هناك، مما يزيد من شعبية الالهة والشياطين والسحر، وهذا هو الحال دائما، فإن الجهل والآلهة وأديانها ملتزمة بالتواجد معا عبر التاريخ كله، طبعا لا أعني أن المؤمنين جهلاء وأغبياء البتة، كي لا يفهم أحد بأني أذم أو أقدح فئات بشرية، ولكن ما أقصده أنه دون وجود الجهل، لن ترى اهتماما بالإله أو الآلهة، ولن ترى أديانا، أو على الأقل، اهتماما بالدين.
ويذكر التاريخ الانساني قصصا عن العديد من الأقوام الذين كانوا يعبدون النهر مثلا، ويخشون غضبه، ويعتبرون أن فيضان النهر هو غضب إلهي، لذلك كان من الضروري لهم تقديم القرابين والذبائح اتقاءً لغضبه، وانتشرت عادة القرابين والأضاحي والذبائح لدرجة أنها موجودة في جميع الأديان والمذهب، رغم أن العصور التي انتشرت فيها الديانات، كانت أبعد ما يكون عن التواصل مع الجميع وسرقة الأفكار أو تبنيها، فبعض الشعوب تضحي بالمواشي، والبعض الآخر بالمحاصيل، وآخرون بالبشر، ولكن فكرة تقديم شيء للآلهة كهدية أو مقابل بغاية إرضاءه.
نتيجة للاعتقاد السابق، والذي ارتبط بالمعرفة الضئيلة ذاك الوقت، نرى ضرورة وجود الإله في تلك الأزمنة داخل العقول، لأن عدم إرضاء الإله سيجعله يغضب وينقم على الشعوب المؤمنة به بالإضافة إلى الجهل و الخوف الشديد من اقتحام المجهول وعصيان الأوامر الإلهية، وحتى لو تجرأ أحد وتخطى تلك المحرمات، كان الكهنة ورجال الدين هم المسؤولون عن ايقاف هذه الظاهرة عبر قتل العاصين أو نفيهم، وذلك كفيل لوحده بردع الكثير من الشعوب عن التمرد على آلهتها، خوفا من القتل والتعذيب أكثر من الإله نفسه. ولكن هذه الضرورة لم تتجاوز كونها مهمة لمجرد الاستمرار في الحياة وحماية النفس والعائلة والممتلكات، وربما لو اخترعت آلة السفر عبر الزمن، واستطعنا أن نسافر إلى الماضي ونراقب حياة الشعوب القديمة وافكارها وممارساتها، لكنا توصلنا الى هذه النتيجة نفسها، وهو ما اعتمدت عليه الأديان الابراهيمية لاحقا (كونها الأكثر شهرة وعددا واتساعا) ، خوف الأكثرية، وذكاء الأقلية.
وبنفس مقدار السخرية الذي ينظر به المؤمن العصري إلى معتقدات القدماء عبدة النهار والشمس، بأن النهر يفيض إذا غضب على عباده وأزعجوه سواء بالانحراف عن دينه أو عدم تقديم القرابين، وبأن الشمس ستحرقهم أو تغيب عنهم (مثلا) إن لم ترضى عليهم، يمكن النظر أيضا بسخرية واستغراب إلى إله سيبيد أي شخص أو مدينة تتبع إلها غيره وتنحرف عنه، وتقتل دون رحمة، أو الوجه الاسلامي للإله الذي ينذرهم نارا تلظى، وسقر، وسلاسل تدخل في دبر الكافر وتخرج من فمه، وما يتبعها من مشاهد سوريالية عجز منتجو الافلام الهندية عن ابتكار نظير لها. بالنتيجة اعتقد الانسان القديم أن الاله ووجوده ضروري، بفارق عقلانية الايمان بالنسبة للمؤلهين، و كأن الايمان بوجود إله لم نراه ولم نسمعه ولم يقدم لنا أبسط دليل على وجوده، هو ضرب من ضروب الواقع؟!!.
مع تقدم الزمن، ازدادت معارف البشر، التي أدت بدورها إلى تطوير موضوع ضرورة وجود الإله في الحياة الاجتماعية إضافة لما ذكر أعلاه، فأصبح الاله أكبر حجما، وأخذ يبدو في ظاهره أنه أكثر منطقية مما كان يعبد، واحتل مساحة واسعة من العقول، وبغض النظر عن أن فكرة التوحيد التي انطلقت شرارتها الأولى قبل الديانات الابراهيمية، إلا أننا نجد التمثيل الحقيقي الأول لفكرة الاله الواحد الأحد بدأ منذ أيام ابراهيم، إذ تميز عصر ابراهيم (كما يُفهُم من كتب التاريخ)، بأنه وصل من خلال التفكير والتمعن في كل شيء حوله، إلى أن خالق هذه الأرض وما عليها، وهو خالق واحد أحد، ويخبرنا التاريخ الاسلامي عن ابراهيم حينما أراد معجزة من الله كي يتأكد ويطمئن قلبه، وقال له الله خذ طيورا وقطعها واجعل كل قطعة في مكان....الخ، ومن هنا ( حسب رأيي الشخصي) ابتدأت معضلة الاله الواحد الغير مرئي، والذي يدير الكون ويتحكم به( لا ندري من أين)، خصوصا أثناء تحطيم ابراهيم لأصنام كان يعبدها أبوه وسكان مدينتهم، وتبين لنا التفاسير الاسلامية ان فعل ابراهيم هذا نابع عن ذكاء لإظهار عجز الأصنام عن الدفاع عن نفسها ، وبظهر لنا القرآن هذه القصة تحديدا كعبرة أو رد مفحم من ابراهيم على عبدة الأصنام، بالإضافة إلى قصة النمرود الشهيرة، حينما طلب ابراهيم من النمرود الاتيان بالشمس من الغرب، فبهت الذي كفر، وكأن ادعاء ابراهيم بأن الله هو الذي يأتي بالشمس من الشرق، صحيح تماما ولا غبار عليه. بالنتيجة فإن الاله الابراهيمي ابتدأ يأخذ تفاصيله التي نعرفها اليوم، أثناء تلك الفترة. ولا أدري إن كان النمرود سخيفا لهذه الدرجة، كي لا يطلب أي دليل من ابراهيم على حقيقة وجود إلهه. وهنا أخطأ ابراهيم منطقيا في شيئين، الأول هو ادعاؤه على النمرود بأن إلهه (إله ابراهيم) موجود بشكل لا يقبل الشك، وعلى هذا الأساس بدأ النقاش، بالإضافة إلى أن الله هو من يجعل الشمس تشرق من الشرق. أما ابراهيم الذي تحدث عنه التوراة، فهو مختلف عما ورد في القرآن والتفاسير الاسلامية.
و إذا تجاوزنا هذه النقطة، كشكل، ودخلنا فيها كمضمون، سنجد ان الآلهة المادية التي كانت تعبد، أصبحت في عصر لن يتقبلها، وبالتالي كان من الضروري ايجاد وصف غير مألوف لهذا الإله، واخراجه إلى الحيز المناسب له، كي لا يبقى حبيس الحجارة والتماثيل، كونها لا تنفع ولا تضر، مما يتطلب افتراضا من العقل، وجود كيان خارجي، بعيد عن الزمان والمكان، يجعل من الانسان البسيط تائها في محاولاته للبحث عن الاله الحقيقي والتحقق من وجوده. ومن الملاحظ لحد الآن أن الفكرة لا زالت في عقول البشر ليس الا، وكل من قرأ الكتب السماوية يعلم تماما أن الخيارات المطروحة فكريا في تلك العصور، كانت تنطلق من افتراض مسبق بوجود الإله، كأنها حقيقة بحتة، ولا داعي لمناقشتها، فهي من الثوابت. وبقليل من التفكير، نعرف أن ابراهيم لم يكن يقبل ولا بأي شكل من الأشكال، أو بالأحرى لا يستطيع تخيل العالم من دون وجود الإله.
بالانتقال للحديث عن اليهودية، نرى أن الله كان متواجدا مع شعب اسرائيل، وكان يتعامل مباشرة مع الاله دون الحاجة لوسيط مثل جبريل لنقل الرسالة كما هو حال الاسلام، إذ أنه حدد الكهنة، والخيمة، والمذبح...الخ ، بل إنه كان يقوم بتوجيه بني اسرائيل الى المكان القادم الذي يتوجب عليهم النزول فيه، ويذكر في اسفار الخروج واللاويين والعدد والتثنية، أن أي مشكلة كانت تواجههم، يتوجهون إلى موسى الذي بدوره يدخل ويخبر الله بالأمر، ثم يلقنه الله ما يجب فعله، بعدها يخرج موسى ويخبر الشعب ما حكم به الله أو الوهيم أو يهوه ...الخ، سمه ما شئت، فالمعنى واحد.
ثم جاء عصر المسيحية، الذي طور فكرة الإله، إذ جعلت المسيحية من عيسى روح الله، و أن الآب والابن والروح القدس هن جميعا يمثلون الله مع اختلاف شكل التجسد، يعني ذلك أنه بإمكاننا القول بأن روح الله تجلت في المسيح، بشكل آخر كان الله على تواصل مباشر مع الناس.
أما محمد فقد أرسل إليه جبريل، الملاك المكلف بنقل الوحي، وبذلك ألغى الاسلام فكرة تجسد الله وظهوره للبشر، وبذلك، وعلى يدي محمد، تم ابعاد الله من الواجهة تماما، فهو يرسل الوحي مع جبريل وليس الله بنفسه. ولكن الشيء المشترك بين الأديان الثلاثة، هو أن الله يوصل أوامره ونواهيه إلى البشر عبر من يسمون الأنبياء.
من هذه الأديان، بدأت حكاية دخول الله في تفاصيل الحياة والأفراد، عبر مجموعة من الضوابط والنواهي التي يوصلها إلى البشر عبر الأنبياء، مما جعل الأديان تكون أقرب إلى دستور حكم وضبط للمجتمع، ناهيك عن اساليب عبادة معينة، وطقوس وتفاصيل التقرب إلى الإله وإرضائه، فهو يشرع طرق البيع والشاء، الزواج والطلاق، الغزو والحروب، ونشر الدعوة...الخ، الى كل ما يتعلق بتفاصيل حياة البشر.
تسلسل الأحداث السابقة، أدى إلى انتاج فكرة أن وجود الاله ضروري، كي ينظم المجتمع والحياة، ولا يمكن أبدا الاستغناء عنه, ولكننا إذا نظرنا بشكل عام إلى العديد من الديانات الأخرى غير الابراهيمية، سنجد أن حياتهم أيضا منظمة اجتماعيا، تبعا للدين ورجالاته لديهم، رغم أن آلهتهم، يمكن نقضها وتبيان خطأها بسهولة كبيرة، إلا أن حياتهم كانت منظمة، سواء عبدو الشمس أو القمر أو النهر أو أي شيء آخر، بالرغم من أن لديهم آلهة خاصة بهم، رغم ذلك فحياتهم منظمة ولا شيء يشوبها، وبإجراء مقارنات بسيطة نجد أن تعاليم أولئك البشر، مستنبطة من آلهتهم المزعومة، والتي تتناقض كثيرا في صفاتها وتفاصيلها مع معظم الأديان الأخرى، وأتباع الفودو مثلا لازالوا يعيشون حياتهم بشكل طبيعي، ولم يتعكر صفوهم بانتشار المعلومات بشكل أفضل، وكونها متاحة للجميع خصوصا في العصر الحالي. ومن هذا المنطلق نستطيع حصر تفكيرنا في احتمالين: الأول هو أن الله والأديان هي فكرة من نتاج العقل البشري فقط، بوصفها درعا واقيا لنفس او عقل الانسان من اقتحام المجهول، إذ أنه اعتمد على آلهته بكل شيء، وفسر عبرها كل شيء، بينما أدى التقدم العلمي المتسارع يوما بعد يوم، إلى الكشف عن الكثير من الظواهر التي كان يعتقد أنها خارقة، وبذلك تمت تنحية الإله من موقعه كمسبب لكل ما يحدث. اما الاحتمال الآخر فهو الوجود الفعلي للإله أو الآلهة، ولكن مع كم هائل من المتناقضات، فآلهة أمريكا الجنوبية مختلفة ‘ن آلهة شرق أسيا و إله الشرق الأوسط، وهذا التناقض يدل على عدم كمالية هذا الإله، أو وجود أكثر من إله واحد يتحكم في الكون، ويشهد التاريخ أن الأديان الأكثر رواجا ، ما كانت انتشرت لولا الحروب والغزوات والسلاطين، فالمسيحية مثلا لم تكن لتصل إلى ما وصلت إليه، لولا اعتناق الامبراطور البيزنطي للمسيحية، ودعوته إلى نشرها بين الناس وتبنيها، كذلك الاسلام، الذي لم يشهد توسعا وانتشارا لولا الغزوات وفتح ممالك أخرى و سيطرتها (بالقوة) عل الناس. قد يأتي أحدهم ليقول أن الله نصر دينه الصحيح ليستمر، ولكن هذا الكلام مردود على أصحابه، والشواهد كثيرة، فإمبراطورية الاسكندر المقدوني امتدت من أوروبا إلى أفريقيا إلى أسيا، فهل هذا يعني أن معتقدات الاسكندر كانت صحيحة رغم أنه كان وثنيا؟ والامبراطورية الفارسية التي استمرت اثني عشر قرنا، وروما، وجنكيز خان الذي لم يعرف الهزيمة يوما، فهل آلهة كل هؤلاء صحيحة أم ماذا؟.
ومن هذه النقطة بالذات، نرى أن نجاح كل هؤلاء من الابراهيميين وغيرهم من الديانات الأخرى، كان بسبب قوة وضعف، ليس إلا، فلو لم يقم خلفاء محمد بالغزو وفتح الامبراطوريات الأخرى، كان الاسلام سينحصر في شبه الجزيرة العربية، والأديان الأخرى تنطبق عليها المقولة نفسها. وغدت الأديان بنظري، هي مجرد فلسفات قديمة لا تحمل أي ذرة من القدسية، وبالتالي نستنتج إن الأديان ليست إلا تطبيقا عمليا لنهج فلسفي فكري بحت، وإن عدنا إلى الاسكندر المقدوني الذي كان وثنيا، نجد أن سبب انتصاراته هو قوته وقوة جيشه وتدريبه الجيد وليس إلهه، ويمكن تطبيق هذا الأمر على كافة الديانات والأنبياء، باختلاف في بعض التفاصيل، واتفاق في جوهر ومجمل القضية. ما أقصده من السرد السابق هو أننا اذا فصلنا موضوع الدين والله، ستبقى نتائج الحروب والمنتصرين والخاسرين نفسها تماما، لأن موازين المنطق تفرض نفسها، وليس لأن الله هو من دعمها و جعلها تنتصر، وكنتيجة، فإن الذات الالهية لم تكن سوى مظلة يستخدمها من يسمون بالأنبياء لإعطاء مسوغات لأفعالهم ليس إلا ، وتخيل مثلا عزيزي القارئ أن امبراطورية فارس هي التي تبنت المسيحية بدل الرومان، لكان انتشار المسيحية بمعظمه في آسيا.
لا بد وأن فكرة الله كانت في يوم ما من الأيام، هامة وضرورية بالنسبة للمؤمن، أو حتى للإنسان الخطير، لأن غريزة الخوف الموجودة داخله تجعله يندفع تجاه الماورائيات، ومع تقدم العلم، سقطت الاعجازيات والاكاذيب الدينية التاريخية وتهاوت كأحجار الدومينو، و لكن الانسان من الصعب أن يقتنع بالتفسيرات البسيطة، ربما إن صدق بها تصبح حياته سخيفة بالنسبة له، و بغض النظر عما سيحدث للأفراد، على المؤمنين بشتى مذاهبهم، أن يتعاونوا مع الجميع، في الوصول إلى قوانين علمانية تحكم وتفيد الجميع، وهذا ما تقتضيه المصلحة العامة، أن لا يكون هناك تمييز بين الأعراق أو الاديان، أن تكون الانسانية أولا.



#حكمت_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجل أنا سوري
- محرمات فكرية-اين الالحاد في الأديان
- سوريا..أسلمة ثورة وثورنة تشبيح..ديكتاتور في ذات كل مواطن
- تؤمنون ببعض العلم وتكفرون ببعض
- دعونا نفهم فكرة الإله(4)
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(9)
- عشق كحبات الأمطار
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(8)
- دعونا نفهم فكرة الإله(3)
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(7)
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(6)
- دعونا نفهم فكرة الإله(2)
- أسياد الحرية
- دعونا نفهم فكرة الإله
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(5)
- ميزان الأزمة السورية...ماذا ربح الشعب السوري، وماذا خسر
- القريحة التي لا تجف
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(4)
- الملحمة السورية (2)
- من بقايا ذاكرة إنسان لاديني...نعمة العقل(3)


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حكمت حمزة - محرمات فكرية-هل وجود الله ضروري؟