جراحة لإصلاح ختان الإناث

عماد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 1505 - 2006 / 3 / 30 - 09:13
المحور: الطب , والعلوم
    

لم أكن أعلم بوجود هذه الجريمة المتنكّرة في زيّ عادة متخلّفة. فنحن لا نعرف أي شكل من أشكال ختان الاناث في المغرب العربي. و نحن مسلمون في أغلبنا، على المذهب السنّي. أقول هذا لكل من يتصوّر أن هذه العادة هي من الدين في شيئ. إلاّ لو شاء تكفير كل مسلمي المغرب ، بل و مسلمي المشرق الذين فيهم بدورهم من لا يقترف هذه الجريمة بحق بناته. الغريب أني سمعت بوجود ما يسمى ختان الاناث هنا في فرنسا أوّل الأمر، باعتبار هذه المشكلة الصحّيّة تهمّ بعض المهاجرات من أصول افريقية سوداء. و يقدّر عددهن بحوالي 35000 فتاة و امرأة. و حين بدأت وسائل الاعلام العربية تتحدّث عن هذه الظاهرة، لم أصدّق أن الأمر يعتبر عاديّا و يمارس في دول عربيّة، كانت لحدّ قريب تعتبر منارة الحضارة و التقدّم في عالمنا العربي المتخلّف، مثل مصر، بل و تحديدا مصر.

و كما لم أصدّق وجود الظاهرة، لم أصدّق أيضا خبرا قرأته في مجلّة علمية فرنسية، عن نجاح جرّاح فرنسي في اكتشاف طريقة يمكنه من خلالها اصلاح التشويه الناجم عن هذه العادة. اعتقدت أوّل الامر أنّ الأمر لا يتعدّى عمليّة تجميل بسيطة، الغاية منها الكسب المادي. لكن تبني عديد الجمعيّات النسائيّة التي تنشط في الأوساط المهاجرة لطريقة هذا الجرّاح، و كذلك النّجاح الذي حقّقه مع كل من اجريت لها العمليّة، جعلني أهتم بالموضوع بجديّة أكثر، خاصّة بعد أن علمت أن نسبة ختان الاناث في بعض مناطق بلداننا الزاهرة تبلغ ال90 في المائة.

تؤكّد كلّ من اجرت العملية و قدّمت شهادتها في كتاب صدر اليوم للجّراح الفرنسي، و عنوانه (من اجل الانتصار على ختان الاناث) أنها لا تستردّ فقط الشكل الخارجي، بل أيضا و هذا هو الأهم، اندثرت كلّ المضاعفات الجانبية الناتجة عن التشويه اللاحق للختان. و يعلم الله و بشهادة كل الّواتي تعرّضن للختان و أزواجهن أيضا، مذا تعني الجملة الأخيرة.

لست طبيبا و لا علاقة لي بالشأن الطبي في الموضوع. لن أفتي و مالك في المدينة، أقصد و الدكتور خالد منتصر في الحوار المتمدّن. أنا فقط أنقل معلومات منشورة في مصادر طبيّة موثوق بها، و شهادات حيّة. لكن أعتقد أنّ الامر يستحق في كلّ الحالات النظر في امكانيّة تدريب كادر طبي عربي على هذه الجراحة و توفيرها بأزهد الاسعار في الدول التي تعاني نسائها من هذه العادة/الجريمة. جميل أن نطالب و نعمل على منع ختان الاناث، و لكن أجمل أيضا لو صحّ الامر، اعادة الأمل لكن من تعرضّت لهذا التشويه في صغرها. و اسألوا ازواجهنّ ان كنتم لا تصدّقون.

#عماد_حبيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات