أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد بشارة - نظام الزمن : L’ordre du Temps – 2 -















المزيد.....

نظام الزمن : L’ordre du Temps – 2 -


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 5969 - 2018 / 8 / 20 - 17:12
المحور: الطب , والعلوم
    


يعتقد الناس في كل مكان أنهم يعرفون الزمن جيداً ويألفون وجوده، فهو مرتبط بذكرياتهم وماضيهم ومستقبلهم وحاضرهم وبكافة مشاريعهم اليومية والحياتية. بيد أن هذا لا يطمس حقيقة أن الزمن هو أعقد لغز في الكون المرئي اليوم. ومهما حاولنا تبقى الأسئلة بشأن الزمن عسيرةً على الإجابة : ما هو الزمن؟ هل يمكن أن يكون الزمن مجسماً ذو أبعاد على غرار الأبعاد المكانية؟ هل يمكن التحكم بالزمن، تسريعه أو وقفه أو حرفه عن مساره؟ هل هناك زمن واحد أم عدة أزمان؟ هل يمكننا السفر عبر الزمن وداخله والرجوع إلى الماضي وتغيير مسار الأحداث، أو الذهاب إلى المستقبل والعودة للحاضر لتغيير مسار الأحداث نحو مستقل آخر بديل؟ مرت قرون طويلة على تعاطي البشر مع معضلة الزمن وتراكم الخبرات وتعميق المفاهيم واستيعاب الألغاز التي تحيط بالزمن وماهيته، فلا أحد نجح في أن يعرف من أين جاء الزمن. وهل هو موجود بمعزل عن المكان والكائنات والحركة والسرعة والتفاعلات والتحولات والتقلبات الميكروسكوبية ، الكمومية أو الكوانتية ما دون الذرية، والماكروسكوبية على نطاق الكون المرئي برمته في اللامتناهي في الكبر. وهل يمكننا أن نتخيل وجود كون بدون زمن. وهل الزمن مكون جوهري من مكونات الكون المرئي؟ هل الزمن أداة لتنظيم مداركنا أم وسيلة لرؤية ما يوجد وهو في سيرورته الحركية وتطوره عبر محطات زمكانية معلومة؟ أولا يتعين علينا من الآن عدم التحدث عن " الزمن" بمعزل عن " المكان أو الفضاء" وبالتالي يجب أن يجري الحديث بمنظور " زمكاني spatio-temporelle وإلا ستكون النتائج خاطئة من الناحية الرياضياتية والفيزيائية وفقاً لمحددات النسبية الخاصة والعامة لآينشتين. وعلينا كذلك الأخذ بالاعتبار مفهوم الأبعاد المكانية الأخرى الإضافية كالبعد الخامس الذي اقترحه ثيودور كالوزا وأوسكار كلاين Theodor-Oskar Klein، وعرف باسم نظرية كالوزا-كلاين التي ربطت بين الجاذبية أو الثقالة والكهرومغناطيسية واضطرت إلى إضافة بعد مكاني رابع ، أو فرضية الأبعاد المكانية العشرة أو الستة والعشرون، التي اقترحتها نظرية الأوتار الفائقة وكل واحدة منها لها تأثير على طبيعة وماهية ودور الزمن وطبيعة ونوع الحركة واتجاه سهم الزمن كما تم شرحها في مفارقة التوأم. والحال إن هناك قوانين الفيزياء التقليدية المعمول بها حالياً والتي تقول إننا إذا حددنا موضع جسيم ما وسرعته واتجاهه بدقة متناهية، فإننا سوف نعرف بحكم القوانين الكلاسيكية كيف كانت الأشياء وكيف ستكون في أية لحظة ولكن علينا أن ندرك إن كوننا المرئي ليس فقط تقليدي بل انه كمومي أو كوانتي . ففي الفيزياء الكمومية أو الكوانتية تبرز لنا فيزياء العالم الحقيقي الذي لا نراه ولا ندرك كنهه فإذا عرفنا الدالة الموجية في لحظة ما لكل جسيم في الكون تأتينا معادلة شرودينغر الشهيرة لتخبرنا كيف كانت الدوال الموجية وكيف ستكون في أية لحظة أخرى وهذا الجانب من الفيزياء الكمومية او الكوانتية حتمي تماما مثلما هو الحال في الفيزياء التقليدية ، ومع ذلك توجد خلافات جوهرية بين نمطي الفيزياء ودعامتيها الرئيسيتين، النسبية والكمومية أو الكوانتية، فيمكن لفيزياء الكموم أو الكوانتوم أن تقدم اقتراحات بديلة لما يمكن أن يحدث لكل جسيم، بحيث تبدو مختلفة كليا عن الصياغة التي تقدمها الفيزياء التقليدية ومنها تفسير ميكانيكا الكموم أو الكوانتوم لفرضية العوالم المتعددة. فكل نتيجة ممكنة تكون محتواة في دالة موجة كوانتية او كمومية وفق عملية الفتل المحوري أو الدوران المغزلي حول المحور الذاتي بهذا الشكل أو ذاك، أو كون جسيم هنا أو هناك، وكلها تتحقق في كونها الخاص المنفصل الموازي . فالكون الذي نعيش فيه وندركه في كل لحظة هو ليس أكثر من واحد من عدد لانهائي من الأكوان الأخرى، يتحقق في كل منها بشكل منفصل أي تطور محتمل تسمح به الفيزياء الكمومية او الكوانتية . وعند الحديث عن الزمكان كوحدة عضوية لا تنفصم علينا أن نفهم حقيقة السفر عبر الزمن من خلال الثقوب الدودية التي سنأتي على شرحها بالتفصيل لاحقاً. وهي عبارة عن ممرات تشوه المكان والزمن وتضغطهما أو تبعجهما أو تطويهما، وتربط بين نقطتين متباعدتين زمانياً ومكانياً في فترة زمنية غاية في القصر، وفي بعد مكاني مضغوط للغاية، للربط بين النقطتين الكونيتين المتباعدتين . فوحدة الزمنية النيوتنية سبق أن تهشمت على يد النسبية الخاصة لآينشتين وفقدت شموليتها وإطلاقيتها فلكل منا زمنه الخاصة وساعته الخاصة وفق موقعه وحركته وسرعته واتجاهه. كما يتوجب علينا الأخذ بالحسبان مفهوم التشابك الكمومي أو الكوانتي و لا محلية ميكنيكا الكموم أو الكوانتوم، رغم وجود ما يشبه التعايش بين النسبية الخاصة والكوانتوم على الرغم من مسلمة تقول أنه في حالة إنقسام جسيم أولي إلى جسيمين متباعدين على نحو كبير ، يتواجدان على طرفي تخوم الكون المرئي المتعارضين، فإن المعلومة تكون متشابهة لدى كليهما على نحو آني زمنياً رغم المسافة المكانية الكونية الهائلة التي تفصل بينهما.وعلى الرغم من كونهما محكومين بعشوائية ميكانيكا الكموم أو الكوانتوم، فإنهما يبقيان على تواصل على نحو ما مجهول، بحيث أن أي شيء يفعله أحدهما يقوم به الآخر مباشرة على نحو مشابه ما يوحي بأن هناك شيء أسرع من الضوء يوصل المعلومة بين الجسيمين آنياً رغم بعد المسافة المكانية. والحال تخبرنا ميكانيكا الكموم المعيارية أننا عندما نقوم بإجراء قياس ونجد جسيماً هنا فإننا نتسبب بتغيير دالته الموجية وموجته الإحتمالية وبالتالي نغير مدى النتائج المحتملة للقياس ونختزلها بالنتيجة التي وجدناها في المقياس، أي أن القياس يتسبب بإنهيار موجة الاحتمال. الزمن يجري فقط من خلال حالة الوعي والإدراك الدماغي والنفسي له ، ولكن عند التمعن في نسبية آينشتين الخاصة وإعادة هيكيلة بعض الإعدادات الآينشتينية، يتضح لنا أن الزمن لا يجري كما كنا نعتقد بشعورنا الحدسي، ونصل إلى نتيجة مفادها أن النسبية الخاصة تعامل كل الأزمان على قدم المساواة، وتتضح لنا سخافة وخطل معضلة الدجاجة من البيضة أم البيضة من الدجاجة. فالبيضة مشكلة كلياً ولها أنثروبيا منخفضة. ولكن كيف جاءت هذه المنظومة الفيزيائي المنخفضة الأنثروبيا المسماة بيضة إلى الوجود؟ يخبرنا عقلنا القاصر بجواب بديهي ساذج وبسيط أنها جاءت من دجاجة وتلك الدجاجة جاءت من بيضة جاءت من دجاجة جاءت من بيضة وهكذا دواليك. وكما قال عالم الفيزياء روجر بينروز أن هذه القصة تعلمنا حقيقة عميقة وجوهرية وهي أن الدجاجة كائن حي وهي منظومة فيزيائية بترتيب عالي بدرجة مذهلة وعلينا أن نسأل من أين جاء هذا التنظيم وكيف يبقى على هذا الشكل؟ في الحقيقة هي أن الدجاجة هي قناة ، مثل أي كان حي في الواقع، لأخذ طاقة منخفضة الأنثروبيا وإطلاق طاقة عالية الأنثروبيا وهذا يتعلق بنوع الطاقة ومصدرها ونوع الطعام الذي تستهلكه الدجاجة والنبات الذي تأكله والذي يأتي بفضل الشمس وبالتالي منشأ الشمس وأصلها الخ. . وهنا نطرح سؤلاً جوهرياً : هل العلم غير قادر على استيعاب خاصية جوهر الزمن التي يتقبلها العقل البشري، وهل بإمكاننا أن ندرك الفرق بين الزمن النسبوي الآينشتيني والزمن الكمومي أو الكوانتي .وهل هناك بالفعل إتجاه حقيقي للزمن؟ الإجابة ليست بديهية وسيكون من الصعب التفريق والتمييز بين الماضي والمستقبل ومعرفة الحاضر ونكون محكومين بالشروط المحددة التي كانت سائدة لحظة بداية الكون المرئي وتداعياتها على الزمن الكوني والمكان الكوني ونشأة الزمكان الكوني.
يتبع



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق أمام مفترق طرق وربما منحدر خطير
- هل هناك حقيقة قاطعة عن أصل الكون المرئي؟ - 1 -
- صدور كتابين للباحث والكاتب جواد بشارة في بغداد
- نظام الزمن
- سياسة دونالد ترامب الخارجية ترتد عليه
- عراق الأفق المسدود؟ المفارقات والفوضى الدائمة
- الله والكون بين العلم والفلسفة والدين – 1 -
- قراءة في كتاب مذكرات سيمون دي بوفوار
- مصير داعش بعد إنهياره العسكري في العراق وسوريا -2-
- مصير داعش بعد الإنهيار العسكري في العراق وسوريا
- مطارحات فلسفية وعلمية عن الكون والله – 1-
- التحليل المنطقي
- العراق أمام أربع سنين عجاف قادمة
- معضلة الأديان في تعاطيها مع العقل
- لأوهام الخطرة دور الأديان في تعطيل العقل وترهيبه بالخرافات – ...
- الأوهام الخطرة دور الأديان في تعطيل العقل وترهيبه بالخرافات ...
- دردشة تأملية مع الغيب والماوراء
- الكون والوجود والمطلق
- كابوس الحياة اليومية في العراق رؤية من الداخل
- العراق السوريالي لوحة الانتخابات العراقية السوداء رؤية من ال ...


المزيد.....




- تفكيك -غوغل-: محاولة غير مسبوقة لكبح الاحتكار وتقويض عمالقة ...
- 10نصائح لخفض مستويات الكوليسترول المرتفعة وتحسين صحة القلب
- مركبة -بروغريس- الروسية تنطلق نحو المحطة الفضائية الدولية (ف ...
- الأسلحة الكهرومغناطيسية.. أسلحة قد تعيد البشرية قرونا إلى ال ...
- 6 نصائح لإنقاص 5 كيلو جرامات من وزنك قبل بداية العام الجديد ...
- الجرذان والبكتيريا من المسببات.. أمراض جلدية نادرة تظهر في غ ...
- أضرار المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب.. إنفو جراف
- أسهم شركات التكنولوجيا تهبط بمؤشر -نيكي- الياباني
- وفاة جون بريسكت نائب رئيس وزراء بريطانيا الأسبق بعد معركة طو ...
- تغييرات تساعد على الوقاية من الإصابة بمرض السكري


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد بشارة - نظام الزمن : L’ordre du Temps – 2 -