أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عثمان عبدالله مرزوك - اشكالية النهضة العربية














المزيد.....

اشكالية النهضة العربية


عثمان عبدالله مرزوك
ناقد و باحث و اكاديمي

(Othman A. Marzoog)


الحوار المتمدن-العدد: 5969 - 2018 / 8 / 20 - 02:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تطور العالم على اساس سلسلة نهضات, الاولى كانت من الانسان البدائي (كرمانيون) الى انسان متطبع يعمل الالات للحراثة هذا في العراق القديم. بعد هذه النهضة حدثت ثورة اخرى وهي خلق الإلهة المتعددين المُسقط عليهم النظام الواقعي الذي يعملون وفقه, فمثلا هناك الاله الساقي والاله النجار والاله الحداد حيث كان الانسان يطلب من الإلهة بقوة بدلا من الدعاء (هذا يعتبر كفر في الاديان التوحيدية) فكإنو يأمرون الإلهة, ما تبقى من هؤلاء اليوم يسمون السحرة والمشعوذين, مثلا يطرقون على وعاء فيه ماء من اجل اسقاط المطر او ينفخون في الهواء من اجل هبوب الريح.
تطور العقل فرفض الإلهة المتعددة وحدثت نهضة اخرى فظهرت الاديان التوحيدية التي كانت اقرب الى العقل المنطقي فبدلا من امر الإلهة باتو يتضرعون لها خشية وخوفا منها خصوصا مع الاديان الابراهيمية (اليهودية, المسيحية, الاسلام) حيث اصبح اكثر ما يغيض المتدينين هم المشعوذين السحرة.
الى هنا فارق العقل العربي العقل العالمي ان صح التعبير حيث توقف الزمن عند الاديان الابراهيمية ,في حين العقل الغربي احدث ثورتين اخريين ,الاولى هي الثورة العقلية التي قزمت دور الميتافيزيقيا والماورائيات في تحديد قدرات الانسان كل هذا قبل اكثر من 200 عام اذا اتخذنا الثورة الفرنسية(1789م) كبداية رغم انها قد لا تكون كذلك. والثانية التي تلتها هي ثورة النانو تكنولوجي والتي الى الان في بداية طريقها فقادمها حتما سيكون منافيا للعقل المنطقي السائد حاليا, وليس العلمي.
اثناء التغيرات السابقة على مستوى العقل من بداية تطبيع ونهاية عقلنة كان هناك طرفان دائما الاول يتمثل بالعقل السائد(كتلة بنيوية مغلقة من الافكار غير القابلة للنقد) والاخر يتمثل بالتجديد. العقل السائد هو العقل السلطوي والذي يمثل قوة تقف بوجه التغيير دائما, في حين العقل المجدد يتكون من مجموعة افكار لمجموعة افراد قد يشكلون ظاهرة لتواجههم السلطة المجتمعية قبل السياسية وتنهيهم اذا لم يكن لديهم ارادة قوية تلوي قوة السلطات السياسية والمجتمعية. المسالة الحتمية هي ان كل من يحاول التجديد يتعرض للأذى, كما تعرض الفلاسفة اليونانيون وتعرض التوحيديون والعقلانيون للأذى .
لماذا توقف العقل العربي عن التجديد بعد الاديان الابراهيمية؟ بمعنى ان العقل العربي توقف عن انتاج افكار او قبول افكار عقلانية وتحويلها الى سلطة بدلا من السلطة الدينية المثقلة بالدماء والجثث طيلة فترة الالف عام السابقة.
احد اسباب رفض الافكار الحداثوية صراع الهويات حيث الانتماء الى الماضي والعيش في حاضر مأساوي ينتمي الى الاخر وماضي لا يستطيع تجاوزه الى حاضر مجهول الهوية فهو بلا صبغة ثابته فيجعل العربي يعيش القلق و التوتر الدائم. هذا يولد انفصام لدى المفكر العربي, (الانا) تعيش في الماضي والحاضر لدى (الاخر).
احد ثاني اسباب رفض الافكار الجديدة هم الحراس المستفيدون الذين يتمثلون ب معاوية الانتهازي اثناء فترة الثورة الاسلامية قبل تحولها الى افيون فكري. اما الان فمن يقبض مرتب مليونان من الدولة حتما سيعتقد ان من الاولى الحفاظ على ما يحصل عليه ورفض أي جديد يطرأ عليها ,هناك طبقة مستفيدون منا حتما وسيحرسون خمسة عشر عاما من الدمار في وطن اسمه العراق.
ما السبيل الى النهضة؟
اولا الحاجة الى استيعاب النموذج الغربي بدلا من فرضه وتكوين الازدواجية المعتادة كما يحصل الان. ثم يجب الاعتراف بان العلم كلي لا وطن له, فتخاريف مثل ان النظرية الفلانية هي هجمة على معتقداتنا لا وجود لها, لان العلم كوني لا يخضع للحواجز الجغرافية, لكن يخضع للتجارب العلمية البحتة. لو كانت نظرية ما غير صحيحة وهي هجمة حقيقة لا يمكن ان يتبنها الجميع بدون ادلة علمية.
التخلص من التمييز العنصري الذي نتبناه من ميلاد ثورة الاسلام الدينية, على اساس اننا خير امة في هذا الكون, فلا علم يؤكد ذلك ولا دليل غير اننا من اكثر الشعوب تخلفا وجهلا وفسادا بالأدلة العلمية والواقعية.
حلحلة ازمة الابداع, في الحقل الديني الابداع مسبة وطامة كبرى فهو الاتيان بشيء جديد, اما في الحقول الاخرى فالإبداع هو انشاء جديد قائم على تعامل خاص مع القديم , نفيا او اعادة تركيب او تأسيس او تجاوز. بحيث يمكن تعريف الابداع في الفن "هو انتاج نوع جديد من الوجود بواسطة اعادة تركيب اصيلة للعناصر الموجودة" . في الفلسفة الابداع اعادة النظر بطريقة اصيلة بطرح قديم وطرقة بطريقة جديدة, في الفكر النظري الابداع هو طرح اصيل جديد لموضوع قديم. اما في العلم الابداع هو اختراع واكتشاف يتم بواسطة خطوات فكرية ميزتها الاساسية انها تقبل التجريب والتحقق.
خلاصة القول ان الابداع مرتبط بالجدة والاصالة ونحن نمر بأزمة التعامل مع القديم و ايجاد الحديث والعصري او حالة من التكرار والاجترار الرديئين. اذ نحن مضطرون الى التخطيط لماضينا الثقافي لنجعله معاصر لنفسه ونعيد الزمن والتاريخ له, ومعاصر لنا نحن اليوم بإضفاء المعقولية عليه واعادة ترتيب اجزائه من جهة وبينه وبين اهتماماتنا المعاصرة والمستقبلية من جهة اخرى مثلما نحن بحاجة الى التخطيط لمستقبلنا الثقافي عن طريق نقد كل النماذج امامنا وخلفنا ولا نحتمي بأنموذج ما كما نتخندق في الانموذج الديني ليحمينا زورا وبهتانا.



#عثمان_عبدالله_مرزوك (هاشتاغ)       Othman_A._Marzoog#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكالية العقل العربي
- رجال الدين والتقدم
- التخلف بنية اجتماعية
- الى حبيبتي
- احتلال فلسطين وفتح العراق
- اقالة العقل العربي
- استقالة العقل العربي
- عشق بغداد لبابل


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عثمان عبدالله مرزوك - اشكالية النهضة العربية