أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله جاد الرب - الاصوليه المسيحيه وفعل القتل















المزيد.....

الاصوليه المسيحيه وفعل القتل


رفعت عوض الله جاد الرب
(Refaat Awadallah Gadelrab)


الحوار المتمدن-العدد: 5969 - 2018 / 8 / 20 - 02:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاصولية المسيحية وفعل القتل
____________________________
في كل عقيدة تيار اصولي يستقطب جزءا كبيرا من معتنقي العقيدة ، ويشكل فكرهم ويحكم سلوكهم ،فنراهم ينظرون لعقيدتهم علي انها متفردة مختلفة ،لا تشابه بينها وبين العقائد الاخري ،ولا تتأثر بافكار من خارجها ،فهي كل منغلق علي ذاته ،اصيل .... ويترتب علي هذه النظرة للعقيدة ان اصحابها يرون في عقيدتهم الحق المطلق ،وفي كل الافكار والعقائد الاخري الضلال المطلق ، ويترتب علي هذه النظرة الاصولية ان المؤمنين بها هم في حرب وصراع مع المجتمع والدولة ومسار الحضارة وافكارها
المجتمع والدولة ومسار الحضارة وقيمها بدع وضلال يتوجب علي اصحاب العقيدة النأي عنها وتجنبها حماية للعقيدة واصحابها من الضلال ،ولكي يتم هذا لابد من الحرب والصراع الذي لن ينتهي إلا بنصر وقضاء مبرم علي الضلال واهله
تتوزع الاصولية الدينية في اليهودية والاسلام والمسيحية والهندوسية التي يري الاصوليون في كل منها انهم وحدهم من يملكون الحق المطلق وايضا هناك اصوليات غير دينية ولكنها تقوم علي دوجما " امتلاك الحق المطلق " في الستالينية نسبة للزعيم الروسي الماركسي جوزيف ستالين الذي اتبع نهج القهر والقتل انطلاقا من رؤيته بانه علي حق مطلق ، وايضا الاصولية الماوية في الصين القائمة علي فهم معين لفلسفة ماركس نسبة للزعيم الصيني ماوتسي يونج والذي انتهج الجبر والقهر والقتل ليصل لاهدافه المنبثقة عن رؤيته الاصولية
فضلا عن النازية التي وجهت سلوك ادولف هتلر في المانيا فكان ما كان من حرب عالمية وخراب ودمار وقتل لعشرات الملايين من الابرياء ،بالإضافة للفاشية الايطالية التي اتبعها الزعيم الايطالي موسوليني والتي نتج عنها خراب ودمار وقتل بشع
الاصولية مقدمة والنتيجة المترتبة عليها هي الخلاص من المختلفين بقتلهم
في زماننا هذا تحتل الاصولية الاسلامية مركز الصدارة ،فقد انتجت تنظيمات انتهجت نهج الحرب ضد الأخرين فهم كفار ،والكافر شر لا يحتمل ،وتركه يعيش ويحيا يعني ترك الفساد يرتع ويعربد ويحول دون إقامة دولة الخلافة والتي فيها يتم تطبيق الشريعة ،وإعلاء الاسلام وسيادة المسلمين ، فشهد العالم تنظيم القاعدة المسؤول عن احداث 1 سبتمبر 2001 الدامية بالولايات المتحدة الامريكية والتي خلفت اكثر من 3000 قتيل بريئ ،وايضا تنظيم داعش الدموي القاتل المدمر والي راح ضحيته الوف من الابرياء في العراق وسوريا وباكستان وافغانستان ومصر واوروبا ،فضلا عن تنظيم بوكو حرام في نيجيريا ،وحركة الشباب الصومالية في الصومال وتنظيمات اخري اقل شهرة ولكنهم جميعا يمثلون الاصولية الاسلامية وينتهجون التكفير والقتل والتدمير والاستعباد واستحلال النساء والفتيات الجميلات
يقال ويشيع علي نطاق واسع في الاوساط المسيحية ان المسيحية بتعاليم المسيح السامية والتي تحض علي حتي محبة الاعداء بعيدة كل البعد عن إتباع القتل والتدمير والتخريب
وعلي هذا فالاصولية المسيحية بريئة من القتل ولا يمكن ان تقره وتقول به
علينا ان نضع هذه المقولة تحت مجهر العقل وان نتناولها بالنقد الموضوعي ،لنري هل حقا الاصولية المسيحية لا تقر القتل ؟
الذي دفعني لكتابة هذا المقال هو حادث قتل الأنبا ابيفانيوس رئيس دير الانبا مقار علي يد احد رهبان هذا الدير العريق
شهدت كنيستنا القبطية الارثوذكسية حركة نهضة وبعث وتجديد منذ القرن 19 م من خلال بطاركة مجددين من امثال البابا كيرلس الرابع الذي لقب بأبي الاصلاح وصولا للبابا كيرلس السادس في ستنيات القرن العشرين ،والذي اهتم اهتماما كبيرا بالتعليم فعين اسقفا للتعليم " الأنبا شنوده " واخر للبحث العلمي والدراسات اللاهوتية " الانبا غريغوريوس " وعلي نحو خاص اسس الاب متي المسكين مدرسة جديدة في دير الانبا مقار تدرس التراث الابائي وفي نفس الوقت تنفتح علي مجمل الافكار اللاهوتية في الغرب سواء من الكنيسة الكاثولكية او الكنيسة البروتستانتية ،مدرسة إنسانية تنظر في شمول المسيحية وتقبل التنوع والاختلاف ،وبالتالي بعيدة كل البعد عن الاصولية
في المقابل اسس الانبا شنوده اسقف التعليم مدرسة تري ان الكفاية في الكنيسة القبطية الارثوذكسية وفي تراثها الأبائي عبر العصور ،وان السماح لافكار كاثولكية او برتستانتية لتمتزج بافكار كنيستنا القبطية الارثوذكسية يفضي علي تفرد ونقاء الكنيسة العريقة ، ومن ثم وجوب تحريم تلك الافكار الواردة من الخارج ، وحماية للشعب من تعليم تلك الكنائس الغريبة
ببساطة يعبر تيار الانبا شنوده عن اصولية كنيستنا القبطية الارثوذكسية الرافضة لأي فكر ياتي من خارج الكنيسة
فلما اصبح الانبا شنوده بابا الكنيسة تحت اسم البابا شنوده الثالث عمد لمحاربة مدرسة الاب متي المسكين لانها بنظره تمثل عدوانا علي تفرد وخصوصية ونقاء كنيستنا القبطية الارثوذكسية، فعمل علي إدخال رهبان ينتمون لمدرسته في دير الانبا مقار معقل مدرسة الاب متي المسكين المنفتحة علي كافة الثقافات المسيحية
نظر اتباع مدرسة البابا شنوده الثالث للاب متي المسكين ومدرسته وتلاميذه علي انهم هراطقة خرجوا عن الايمان القويم والعقيدة السليمة
في ادبيات الكنيسة عبر عصورها الطويلة إلي ما قبل العصر الحديث ،كان الحكم علي المتهم بالهرطقة ينحصر في : إما ان يعود ويتراجع عن هرطقته وإما ان يحكم عليه بالقتل او بالحرق ،وهكذا رأينا اسقف الاسكندرية " البابا كيرلس عمود الإيمان " في القرن الرابع الميلادي يوعز للرهبان وللشعب با ن يقتلوا الفيلسوفة الشابة الجميلة هيباتيا لانها من وجهة نظر هذا الاسقف الاصولي تعد مهرطقة فهي حاولت التوفيق بين المسيحية والفلسفة الافلاطونية المحدثة ،وتم فعل القتل في شوارع الاسكندرية
وكانت الكنيسة الكاثولكية في العصور الوسطي تحاكم من تراهم مهرطقين وتؤمر باعدامهم حرقا " الراهب سافونا رولا والفيلسوف جوردانو برونوا ،وإجبار العالم جالليو علي انكار دوران الارض " وغيرهم كثرين من اتهموا بالهرطقة
علي هذا الاصولية المسيحية تقول وتحكم بقتل من تراه مهرطقا علي الرغم من تعاليم المسيحية وتعاليم المسيح البعيدة كل البعد عن العنف والقتل
رئيس دير الانبا مقار المقتول كان محسوبا علي تيار ومدرسة الاب متي المسكين ومن ثم هو مهرطق من وجهة نظر الراهب القاتل الاصولي المحسوب علي تيار ومدرسة البابا شنوده الاصولية ،ولانه مهرطق فقتله امر مشروع ،اصلي ان تتخلص كنيستنا العريقة من الاصولية الرافضة للاختلاف والتنوع والتعدد وان تحزو حزو الكنيسة الكاثولكية التي تحررت من اصوليتها فكفت عن الحكم بهرطقة المختلفين بل اعتذرت عن ما اصدرته من احكام واعدامات



#رفعت_عوض_الله_جاد_الرب (هاشتاغ)       Refaat_Awadallah_Gadelrab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الدينى والانفجار السكانى
- 5يونيو 1967
- اسره مؤمنه
- محمد صلاح
- -تحت الكوبري- تشخيص للواقع
- مصريون بلا وطن
- حدثان
- خطيئة الاسلاميين الكبرى
- ماض وحاضر
- عصر التنوير والعصر المتنور
- اورشليم القدس والتاريخ
- لعنة التكفير


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله جاد الرب - الاصوليه المسيحيه وفعل القتل