أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - احتياطيات العراق وحمايتها...!














المزيد.....

احتياطيات العراق وحمايتها...!


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5968 - 2018 / 8 / 19 - 21:48
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


احتياطيات العراق وحمايتها...!

د.مظهر محمد صالح

ان حماية واستقرار الاحتياطيات الاجنبية للعراق وتنويعها وضمان سيولتها في الوقت نفسه تعد احد الاهداف الرئيسة في ادارة مخاطر محافظ البنوك المركزية ضمن معايير كفاية الاحتياطيات. اذ يتم تفضيل العائد القليل وبسيولة عالية للموجودات او الاصول التي يمكن تحويلها الى نقد حالاً بدون خسارة كسندات الخزينة القصيرة الاجل وغيرها من ادوات الاستثمار المالي السيادية بدلاً من الاستثمار في اصول عالية العائد قليلة السيولة وبمخاطر عالية ذلك لضمان فاعلية عمل السياسة النقدية في التصدي لمخاطر سيولة الاقتصاد وتوفير مقومات استقرار العملة الوطنية ضد تقلب موازين المدفوعات والصدمات الخارجية المفاجئة . فيلحظ ان واحدةمن اسباب ازمة جنوب شرق اسيا في تسعينيات القرن الماضي تمثلت بقيام
المصارف المركزية الاسيوية بالاستثمار في الخيارات المالية ذات النمط الامريكي والمشتقات الصعبة التسييسل في اسواق المستقبليات مما زاد الطين بلة في توفير السيولة بالعملة الاجنبية حالاً لمواجهة مخاطر تقلب الحساب الجاري لموازين مدفوعاتها وقت ذاك . في حين اظهرت محافظها توافر موجودات كفوءة وسائلة (من الناحية الشكلية فحسب) ولكن في حقيقة الامر كانت موجودات محافظها ضعيفة التسييل بسبب ارتفاع درجات مخاطرها سعياً وراء العائد ومخاطر جمة في سيولتها ولذلك اعتمد صندوق النقد الدولي منهج ادلة الاستثمار الرصينة والامنة كي تسترشد البنوك المركزية بها في ادارة احتياطياتها من العملة الاجنبية بيسر وكفاية عاليتين وتجنب مخاطر السيولة.

وبهذا فان جانب من احتياطيات البنك المركزي العراقي الدولارية وجزء من روافد الموازنة العامةً من عائدات النفط يتم استثمارهابشكل آمن بموجب دليل الاستثمار المعدل والمتفق على مبادئه مع صندوق النقد الدولى قبل اكثر من اثنتي عشرة سنة ضمن سياسة تنويع المحفظة للحصول على عوائد مناسبة ومنها السندات الامريكية السيادية ذات التصنيف الائتماني العالي AAA بالغالب.وقدر تعلق الامر بالتاريخ المالي للعراق منذ العام ٢٠٠٣ فلابد من الاشارةً الى ان قرار مجلس الامن ١٤٨٣ في مايس ٢٠٠٣ قد الزم العراق بفتح حساب مقبوضات نفطية يسمى OPRA في البنك الاحتياطي او الفيديرالي الامريكي في نيويورك وهي الية مركزية لاستقطاع تعويضات حرب الكويت وهيي الآلية التي ظلت قائمة حتى اليوم ،اذ مازال يمارس ضد العراق للاسف الشديد اجراءات الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ولو بشكل خجول او غير ظاهري الى حين اطفاء تعويضات حرب الكويت كاملة والتي لم يبق منها سوى اقل من ٤،٥ مليار دولار.واجد شخصياً في ذلك تعسف لا مثيل له ضد مصالح الشعب العراقي المجروح .اما احتياطيات البنك المركزي العراقي المودعة او المستثمرة في البنك الفيديرالي وموضوع حمايتها من اجراءات الحجز القضائي او التجميد.، فان من المفيد ان نذكر على سبيل المثال لا الحصر واحدة من الوقائع القضائية :
اذ سبق للمحكمةً الفيديرالية في ولاية نيويورك ان رفضت دعوى حجز قضائية على اموال تعود للبنك المركزي الارجنتيني قبل سنوات مضت لكون تلك الاموال هي غير تجارية وتؤدي وظيفة الاستقرار وتعود ملكيتها لبنك مركزي يشير قانونه الى الاستقلالية .والحال نفسه يفترض ان يسري في تطبق معايره القانونية على اموال البنك المركزي العراقي طالما ان اموال البلاد مودعة في مؤسسة مصرفية تمارس وظيفة البنك المركزي ايضاً وتحمل اهداف الاستقرار ذاتها .وعلى الرغم من ذلك يجب ان لانغفل بل نتجنب المخاطر السياسية مع الدولة المضيفة للاموال .فمخاطر التصادم بالولايات المتحدة (من وجهة نظري الشخصية )تحمل تجربة تاريخية قاسية ومريرة في تاريخ العراق المالي .فالرئيس الامريكي الاسبق بوش وبعده الرئيس اوبوما ولغاية ٢٠١٣كانا يمنحا حسابات البنك المركزي العراقي تحديدا (بما في ذلك ودائع الحكومة العراقية المفتوحة باسمه ضمناً)وطوال عقد من الزمن حصانة قانونية immunity بموجب امر رئاسي تنفيذي executive order يصدر سنوياً استناداً الى قوانين الطواريء الامريكية .وعلى الرغم من ذلك فكل شيء جائز ما يقتضي تجنب حصول مخاطر قانونية تحت تطبيق مبدا النفس البديلة alter ego وتعريض احتياطيات البنك المركزي لمخاطر التجميد بالانابة عن الجمهورية لا سامح الله .وسبق للعراق ان تعرض ابان التسعينيات لمثل هكذا ممارسات قانونية ضارة اعتمدتها المحاكم في مناطق الولاية القضائية jurisdiction الاوروبية وغيرها وكانت شديدة الضرر على الشعب العراقي.لذا اجد من الحكمة والعقل تجنب الصراع او الدخول في مخاطر تصادم مع مصالح الولايات المتحدة كدولة كبيرة احتلت العراق واسقطت النظام السابق وقادرة على فعل شيء مؤذي ومن ثم يصبح من السهولةً عليها ان ترمى المشكلات على عاتق الشعب العراقي وجماهيره الفقيرة .فجروح حصار التسعينيات لم تندمل بعد والتي رافقتها اربعة عقود متتالية من التنمية الاقتصادية والاجتماعية الضائعة.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أويلر والامبراطورية الروسية
- نهران يلتقيان
- النفط والعولمة :رؤية ثلاثية الابعاد/الجزء٣
- النفط والعولمة :رؤية ثلاثية الابعاد/الجزء٢
- النفط والعولمة : رؤية ثلاثية الابعاد/الجزء١
- حوار الفقراء في علم الاقتصاد العصبي
- التحليل الاقتصادي لأزمة الانموذج الريعي-الليبرالي في العراق/ ...
- التحليل الاقتصادي لأزمة الانموذج الريعي-الليبرالي في العراق/ ...
- التحليل الاقتصادي لأزمة الانموذج الريعي-الليبرالي في العراق/ ...
- التحليل الاقتصادي لأزمة الانموذج الريعي-الليبرالي في العراق/ ...
- التحليل الاقتصادي لأزمة الانموذج الريعي-الليبرالي في العراق/ ...
- ١٤ تموز /أمل الثورة الدائمة/الجزء الأخير
- ١٤تموز- جدل الثورة وكُتاب الطبقة الوسطى/الجزء &# ...
- في سماء تايتانيك
- ١٤-تموز :الثورةو بناءالموديل الاقتصادي البديل/ال ...
- ١٤ تموز :جدل الثورة الدائمة/الجزء ١
- ١٤ تموز :الثورة المغدورة
- قلم من ذهب    
- عرسٌ في القارة السوداء..!
- الاحتكار الراسمالي يخترع نفسه رقمياً /الجزء ٢


المزيد.....




- -خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس ...
- أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
- أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
- قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
- السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب ...
- نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات ...
- اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ ...
- تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري
- للمرة الثانية في يوم واحد.. -البيتكوين- تواصل صعودها وتسجل م ...
- مصر تخسر 70% من إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - احتياطيات العراق وحمايتها...!