أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فلاديمير لينين - البدء من البداية














المزيد.....

البدء من البداية


فلاديمير لينين
(Vladimir Lenin)


الحوار المتمدن-العدد: 5968 - 2018 / 8 / 19 - 20:40
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



كُتب هذا النّصّ القصير بعنوان «ملاحظات داعية» في شباط / فبراير ١٩٢٢ ١، عندما اضطر البلاشفة، بعد كسب الحرب الأهليّة على الرّغم من كلّ المآسي والعقبات، إلى التراجع إلى «السياسة الاقتصاديّة الجديدة» التي سمحت بمدىً أوسع من اقتصاد السوق وبالملكيّة الفرديّة - استخدم لينين تشبيهَ متسلّق الجبال المضطرّإلى العودة أدراجه بعد محاولةٍ أولى لبلوغ قمّة جبلٍ جديد لوصف ما يعنيه التراجع في المسار الثورة، وكيف يمكن أن يتمّ دون خيانة القضيّة انتهازيّاً.

لنتصوّر رجلّا يرقى جبّلا مرتفعاً وسليطاً وغير مكتشَف من قبل. ولنفترض أنّه قد تجاوز مصاعب ومخاطر غير مسبوقةٍ ونجح في بلوغ نقطةٍ أعلى من تلك التي بلغها أيٌّ من سابقيه، لكنّه مع ذلك لم يصل إلى القمّة. يجد نفسه في وضعٍ لا يقتصر الأمر فيه على مواصلة الصعود في الاتّجاه وفي المسلك الذي اختاره وحسب، بل بات مستحيلاً بالمطلق أيضاً.

إنّه مضطرّ إلى العودة أدراجه، للنّزول، والبحث عن مسلكٍ آخر، ربّما يكون أطول، لكنّه مسلكٌ سوف يمكّنه من بلوغ القمّة. وربّما تبيّن أنّ النزول من ارتفاعٍ لم يبلغه أحدٌ قبله أخطر وأصعب بالنّسبة إلى رحّالتنا المتخيّل من الصعود - فليس أسهلَ من الانزلاق، وليس أصعب من أن يجد لنفسه موطئ قَدَم، وهو محروم الصعود مثير للبهجة يشعر بها المرء وهو يرقى قُدُماً نحو الهدف، إلخ. ثمّ إنّعلى المرء أن يلفّ حَبْلاً حول جسده، وعليه أن يقضي ساعاتٍ يستخدم عدّة صعود الجبال كاملةً لكي يستطيع حفر موطئ قدم أو ليجد نتوءاً يربط الحبل فيه بإحكام، وعليه فوق ذلك أن يتقدّم ببطء حلزونةٍ وهو يتحرّك باتجاه النزول، بعيداً عن الهدف، لا يدري أين سوف ينتهي به هذا النزول بالغ الصعوبة وشديد المشقّة، أوما إذا كان سيجد عطفة آمنة تمكّنه من أن يعاود الصعود بحزمٍ أشدّ وبسرعة أكبر وعلى نحوٍ مباشرإلى القمّة.

من الطبيعي الافتراض أنّ المتسلّق الذي يجد نفسه في مثل ذلك الوضع، لن يخلو من لحظاتٍ من القنوط. والأرجح أنّ تلك اللحظات سوف تكون أوفر عدداً وأسرع وتيرةً وأقسى احتمالاً إذ كان يسمع أصواتَ من هم في الأسفل يراقبون نزوله المحفوف بالمخاطر، من على مسافةٍ آمنةٍ بواسطة منظارمقرِّب، أصواتاً تصدح بفرحٍ ماكر ولا تخفيه، تقهقه وتصيح بحبور «سيقع للحال! إنّه يستحقّ ذلك، هذا الأفّاق!» آخرون يحاولون إخفاء فرحهم الماكر فيتصرّفون مثل «يوضاس غولوفليوف»، مالك الأرض الماكر الشهير في رواية سالتيكوف - شيشدرين «أسرة غولوفليوف»: يتوهون ويرفعون أعينهم إلى السماء بحزن، كأنّهم يقولون «لم يحزنّا بتقرّح أن نرى مخاوفنا وقد تحققت! ولكن ألم نطالب، نحن الذين قضينا كلّ حيواتنا نجهد لإنجاز خطّة مناسبة لصعود الجبل، بتأجيل ارتقائه إلى حين إنجاز خطّتنا؟ وإذا كنّا قد عارضنا بشدّة اعتماد هذا المسلك، الذي يتخلّى عنه الآن هذا الأفّاق، وإذا كنّا قد عِبنا على هذا الأفّاق وحذّرنا الجميع من تقليده أو مساعدته، فذلك فقط بسبب إخلاصنا للخطّة العظيمة، خطّة ارتقاء هذا الجبل، ولمنعه منتشويه سمعتها!»

...إنّ مسافرنا المتخيّل لا يستطيع سماع أصوات هؤلاء الذين هم «أصدقاء صادقون» لفكرة ارتقاء الجبل، فلو أنصتَ لها، لأصيب بالغثيانوالغثيان، كما يقال، لا يساعد على أن يحتفظ المرء بذهن صافٍ ولا بخطوة واثقة، خصوصاً في المرتفعات العالية... وطبعاً، إنّ المجاز لا يوازن البرهان، فكلّ مجاز أعرج.



#فلاديمير_لينين (هاشتاغ)       Vladimir_Lenin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي
- لتحريض السياسي و”وجهة النظر الطبقية”
- شروط القبول في الأممية الشيوعية
- حق الأمم في تقرير مصيرها
- التفسخ الايديولوجى والانقسام فى صفوف الاشتراكيين الديموقراطي ...
- العجز والتشوش
- لامساومة ، لامتاجرة سياسية - مقدمة الترجمة الروسية لكراس و . ...
- هل ينبغى علينا ان ننظم الثورة ؟
- احتجاج الشعب الفنلندى
- تريبوف فى السلطة ( مقتطف )
- حول مقال خطان فى الثورة
- سفسطة سياسية ( مقتطف )
- البورجوازية والثورة المضادة
- بمناسبة ثورة 25 أكتوبر 1917
- أية تحسينات يجهد الاشتراكيون-الديموقراطيون للحصول عليها من أ ...
- تطوّر الرأسمالية في رُوسيَا: الفصل الثامن
- تطوّر الرأسمالية في رُوسيَا: الفصل السابع
- تطوّر الرأسمالية في رُوسيَا: الفصل الخامس
- تطوّر الرأسمالية في رُوسيَا: الفصل الرابع
- تطوّر الرأسمالية في رُوسيَا: الفصل الثالث


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فلاديمير لينين - البدء من البداية