أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيار مواطنة - افتتاحية مواطنة :العمل السياسي، وقت مستقطع














المزيد.....

افتتاحية مواطنة :العمل السياسي، وقت مستقطع


تيار مواطنة

الحوار المتمدن-العدد: 5967 - 2018 / 8 / 18 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تذخر مواقع وصحافة الأحزاب والتيارات السياسية، الديمقراطية التقليدية والجديدة، بالأدبيات والرؤى الباذخة، والتنظير السياسي المعمق للمشهد السوري، وهي تدعي أنها تقدم حلولاً ومقترحات للقوى السياسية والعسكرية، للخروج بحل سياسي على المستوى الوطني، وإقامة العلاقات مع القوى الإقليمية والدولية بما يخدم المصالح الوطنية السورية.
وتكاد تكون كل هذه الأدبيات متقاربة في الاتجاه العام، ولاسيما فيما يخص الطموح نحو سوريا الديمقراطية، العلمانية والحرة والمستقلة.
والسؤال الذي يطرح نفسه وبشدة هو: إن كانت كل هذه القوى السياسية لديها من الأدبيات والإنجازات على المستوى النظري ما يملأ مجلدات كبيرة، لِمَ لَمْ تنجح في استقطاب القاعدة الشعبية، على الرغم من سهولة وصول هذه الأدبيات إلى متناول أيدي القراء ولاسيما مع وجود الفضاءات الإلكترونية المفتوحة؟ لم فشلت في إقناع العامة بمصداقية ما تقول؟
إن تقبل الافكار في المجتمع ليس مرهوناً فقط بصحتها ومصداقيتها، بل بمستوى الحراك الاجتماعي في اللحظة التاريخية المحددة، لكن لعل عدم الوصول يعود إلى الإغراق النظري، دون وجود أدوات عملية تجسد هذه الرؤى، تبسطها وتسهل وصولها إلى رجل الشارع، أو لعل حجم التشابه بالرؤى يضع القراء أمام صعوبة التحديد أو التمييز بين التوجهات، أو ربما هنالك ما هو أهم من أطنان الأوراق التي تتكدس بها المواقع الالكترونية لهذه الأحزاب والتيارات، وببساطة هو الاستغراق في الحياة اليومية المعيشة وضرورياتها، التي تبعد الناس عن متابعة الأدبيات السياسية، رغم أنهم أصحاب مصلحة حقيقية فيما تحمله هذه الوثائق من مضمون.
هذا التشتت للقوى السياسية، الواضح للجميع، على الرغم من تقارب أدبياتهم السياسية، يضع الأفراد، في المستويات المختلفة ثقافياً واقتصادياً، أمام صدمة عدم قدرة هذه القوى على العمل معا والخروج إلى العلن، في تحالفات قوية وائتلافات مرنة تحمل هموم الناس الحقيقية المتمثلة بالأمن والحرية في هذه المرحلة الحرجة التي يعيشها السوريون.
تظهر المؤشرات أن العامة ليست في قطيعة مع العمل السياسي، في حين، وربما بتاثير الإحباط، أن بعضاً من أبناء البيت الواحد-الحزب السياسي-هم في قطيعة مع أحزابهم وبرامجها، وحتى أن بعضهم قد لا يقرأ أدبياته السياسية بل يمرعليها مرور الكرام، منزوياً إلى تغريده المنفرد، مبتعداً عن العمل الجماعي.

ربما يكون الطابع الليبرالي للتنظيمات السياسية الجديدة والانفتاح التنظيمي، وعدم وضوح الرؤيا السياسية، كلها أسباب جعلت الكثير من الأحزاب تجمعات لأفراد، لم توحدهم الرؤية الفكرية والسياسية بشكل حقيقي، الأمر الذي يمنع ردم الهوة الخلافية، ولاسيما بين من لهم تجارب سياسية سابقة، فهم لم يستطيعوا التحرر من المبادئ القديمة، ووجهات النظر والرؤى السابقة، مما جعل العلاقة التنظيمية والعمل المشترك أكثر صعوبة.

وإضافة للميل إلى التنظير المبالغ فيه والغوص في الجزئيات الخلافية والاشكالية على أساس القضايا الكبرى، فإن الكثير من النخب السياسية، التي تشكل المشهد السياسي اليوم، غارقة بشكل لاواعي في الهويات الضيقة.هذه الحقيقة لا تلبث أن تظهر عند كل منعطف سياسي في سوريا، ولاسيما في العام الثامن للثورة السورية، حيث كان للمنحنى السياسي والعسكري المتراجع للمعارضة، تأثير كبير في تعزيز الشرخ بين الكثير من النخب حتى في البيت السياسي الواحد.

على هذا النحو، وطالما لم تحدث تحولات درامية تعيد تنشيط الشارع السياسي، وعلى وجه الخصوص تعيد إمكانية العمل، تحديداً في الداخل السوري، لتجمعات المجتمع المدني ولجميع أشكال النشاطات السلمية الإجتماعية والقانونية والثقافية، يبقى العمل السياسي، رغم ضرورته، ورغم النوايا الطيبة، عملاً في الوقت الضائع، وأحياناً يكون أقرب إلى المناكفات والمجادلات اللفظية عاجزاً عن التحول إلى حركة تغيير وعمل جدي، بعيداً عن الشد والجذب الضيق لمصالح ضيقة ومحدودة .

“تيار مواطنة”

18.08.2018



#تيار_مواطنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افتتاحية مواطنة : اجاك الدور يا دكتور!
- افتتاحية مواطنة :تحديات العلمانيين في المشهد السوري
- بيان تيار مواطنة :حول القصف الذي تقوم به القوات التركية على ...
- افتتاحية تيار مواطنة :ماوراء فشل جنيف 8
- الرقة من الصمت الى عين العاصفة
- بيان من” تيار مواطنة” في الذكرى السنوية السادسة لانطلاقة الث ...
- افتتاحية مواطنة : الى جنيف 5 بدون تأخير
- افتتاحية مواطنة :جنيف والاعتقال السياسي
- افتتاحية مواطنة :جنيف4 والخيارات المتاحة
- افتتاحية مواطنة :في انتظار جنيف الأدوار الإقليمية والدولية
- تصريح من تيار مواطنة يعلن مغادرته لائتلاف قوى الثورة والمعار ...
- افتتاحية مواطنة :لامعنى للدستور بدون مرحلة انتقالية
- افتتاحية مواطنة :النساء وغياب الديمقراطية
- افتتاحية موقع مواطنة :هل تبدأ مسيرة السلام في سورية
- مخرجات المؤتمر الرابع لتيار مواطنة
- موقفنا من الهدنة ومؤتمر استانة
- افتتاحية مواطنة :في وداع 2016 .. هل هُزمَت الثورة السورية؟!
- افتتاحية مواطنة :ارادة الحل الروسي وخياراتنا الصعبة
- افتتاحية مواطنة :هل نتعلم الدرس؟ حتى لا تصبح إدلب حلب ثانية. ...
- التغريبة السورية -الاعتراف بالخطأ ليس انهزاماً


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيار مواطنة - افتتاحية مواطنة :العمل السياسي، وقت مستقطع