أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر جمعة العابدي - نقد الانساق الثقافية المضمرة الوعي البداوي وتمثلاته السياسية والاجتماعية .














المزيد.....

نقد الانساق الثقافية المضمرة الوعي البداوي وتمثلاته السياسية والاجتماعية .


حيدر جمعة العابدي

الحوار المتمدن-العدد: 5967 - 2018 / 8 / 18 - 16:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد اصطنع العرب ممثلا بالدين والقبيلة حتى الوقت الحاضر ، معاني وأفكار متضاربة عن أنفسهم وعن وجودهم وعما يجب ان يكونوه ، فقد نظموا علاقاتهم الدينية والسياسية والاجتماعية وفق تصوراتهم عن المطلق المقدس ، والمحدود المدنس٠٠فتضخمت منتجات عقولهم حتى طغت ودمرت واقعهم وهيمنت علية فإذا هم يركعون امام مخلوقاتهم التي انتجتها عقولهم لدرجة الطاعة العمياء . ومن ابرز ما تم انتاجه في العصر الحاضر وأكثره حضورا ،

فاجعة ظهور التيارات الدينية والسياسية المتطرفة والمتمثلة بدواعش العصر في العراق والشام ومن قبلها القاعدة والتي أحدثة صدمة ورجة في عمق الوعي العربي والإسلامي المتفائل نسبيا ،بإمكان تحقيق حلم هوية الأمة والخلاص من هيمنة الخارج والتسلط السياسي في الداخل .

لقد كشف حدث اعلان دولة الخلافة من قبل أمير داعش (ابو بكر البغدادي) حجم خواء وغباء وفشل المشاريع العربية والإسلامية من حيث هي مشاريع وتصورات فاقدة لكل مقومات العصر- بل وغير قادرة على احداث التقدم والتحرر المعرفي والسياسي كما كشف في الوقت نفسة عن مدى هشاشة هذا العقل الذي لم يتخلص بعد من انماطه التاريخية والفكرية الكسيحة أو المشلولة معرفيا وعقليا عن أنتاج منظومة فكرية ونفسية قادرة على مقاربة الواقع ومن ثمة محاولة إيجاد حلول ناجعة لسد الفجوات والاشكاليات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي بدأت تشكل عقبة وحجر عثرة في طريق التجديد والتغيير والتي تتجلى انماطها الفكرية القديمة السائدة والتي تتمركز خلف ثنائية في الأصل والاصيل البدائي/البدوي ، حيث لم يتمكن هذا العقل عبر تحولاته التاريخية والسياسية من تجاوز هذه الأنماط بأنماط فكرية قادر على استيعاب وتجاوز هذين النمطين السابقين من خلال انتاج وتطوير بنية فكريه حداثوية مدنية تستوعب كل التحولات والتطورات الحاصلة على المستوى المادي والروحي لذا باتت كل شعاراتها ومشاريعها بالإصلاح مج رد ترقيعات وتغيير مسميات بأشكال حداثوية جديدة لكن بروح وعقل ماضوي اصولي متلون سياسيا ومتطرف فكريا أسميته الفكر (البداوي) :والبداوي وفق هذا التصور : هو اتحاد البدائي المقدس : الأصوليات ،والعصبيات ، الدينية مع البدوي المدنس: الأصوليات ،والعصبيات ،العرقية والقبائلية لكن بأشكال وأنماط جديدة تختبئ خلفها لتمرير اجنداتها المعيقة للتجديد المعرفي وكل ما يخالف تصورتها لذا تشتغل هذه الأنماط كعقبة تقف بالضد من التجديد والتحديث والاختلاف المعرفي والإنساني لدرجة لا يمكن معها انبثاق الفرد بوصفه ذاتا حره مبدعة تستطيع تقرير مصيرها وتعيد بناء عالمها الجديد وتجاوز أنقاض الماضي .

ان مدلول ظهور داعش من رحم القاعدة ومثيلاتها اليوم دليل قاطع على اننا نعيش زمن دائري مغلق لكن بمسميات وخطابات جديدة يدفعنا ذلك و بنوع من المرارة والبصيرة للبحث عن سبب الموت والدمار العربي والإسلامي في قلب وجوهر البنية الثقافية والفكرية ومحاولة تفكيكها وكشف عيوبها التي لا زالت تنتج هذه الاصوليات بما تحمله من موت وبشاعة قل نظيرها في العالم استباح كل مظاهر الحياة

الإنسانية والمدنية مما يتطلب منا اخضاع هذا الفكر وهذه الثقافة بكل أشكالها وأنماطها السلوكية إلى محاكمة كبيرة أذنت وحلت ساعتها للذات والثقافة العربية والإسلامية التقليدية السائدة والتي لم تستطع العيش مع كل التحولات المعرفية والفكرية الا على هامش هذه التحولات او قشورها دون استلهام او مشاركة فاعلة ، وما الأحداث اليوم الا مؤشر خطير ومرعب على غياب الفهم والوعي الإنساني العربي والسلامي ٠من هنا توجب علينا سؤال الحاضر ٠ هل نحن امام خواء حضاري وإنساني عربي إسلامي ام العكس ؟؟. وللإجابة علينا اتخاذ الحاضر كمعيار مادي وموضوعي حقيقي للكشف عن مدى نجاعة ما أنتجته عقولنا او مدى خواءها . وبالعودة للواقع نجد ان ما نشهد اليوم من هدم للآثار التاريخية والدينية والقتل على الهوية العرقية والمذهبية واغتصاب النساء وحرق الأطفال وذبح الرجال وتهجير للأقليّات المسيحية والشيعية وعودة لا أسليب الجلد وقطع اليد وختن النساء والفشل في صنعة دولة المواطنة والمدنية له اكبر دليل على هذا الخواء والفشل العقلي الذي ظل يواجه فشله بإعادة استدعاء لا نمط تاريخية ،دينية ،و سياسية عنيفة بأسماء جديدة وأشكال جديد لكن بفهم ووعي (بداوي ) مغلق قادر على التأثير و استدعاء الماضي والموروث القمعي و الفقهي العصبي وإخضاعنا لمسبقات الوعي التقليدي ٠ تشكل البداوية اليوم بنية ثقافية واجتماعية قيمية لكنها تدميرية للأشياء والعالم تقف بالضد من الشأن المعرفي والحضاري الحديث ، تستدعي الموروث القمعي والاقصاءي على انه أنموذج فكري قادر على إيجاد الحل والإنجاز الحضاري ٠
نحن اذن امام وعي وتاريخ لم يعد لدية مايقولة او يقدمة للحاضر بل اننا نعيش هزيمة حضارة وهزيمة عقل اما عصبية بداوية ترفض كل ممانعة واختلاف وتجديد ،عصبية تكرس ثقافة التسلط والعنف والإقصاء للآخر ،نحن امام بداويتنا التي رسخناها عبر عاداتنا وقيمنا وتصوراتنا ومؤسساتنا التربوية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لا يمكن الخلاص منها الا في احداث قطيعة معرفية وأخلاقية تشمل كل مفاصل حياتنا تبدأ من الأسرة الى المدرسة والجامع والشارع والمؤسسة ، واعتماد الفكر العلمي والمعرفي الحديث كبديل ابستمولوجي معرفي قادر على تجاوز اخفاق العقل التراثي بشقية الفقهي والسياسي السائد اليوم٠ وعليه نحن امام تحدي كبير وخطير اما بداويتنا التي ستؤدي حتما لاضمحلالنا، أو النقد والتجديد والتطور المعرفي الحقيقي ورفض كل اشكال التجهيل التي مورست باسم الدين والمقدس والاصالة ،ومن يظن ان داعش ستنتهي بمجرد التصدي العسكري لها واهم لان داعش هي نحن انها بداويتنا لكن بأشكال محدثة انتجتها عقولنا وثقافتنا ، لكن بشكل اكثر تطرف ووضوح انها جزء مما يخفيه اللاوعي الجمعي للشعوب العربية والإسلامية ينتفض بين فترة وأخرى كلما سنحت له فرصة العودة مثل خلية ناءمه٠



#حيدر_جمعة_العابدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصية البطل صراع الذات والموضوع في رواية -صراع الثعابين- لأح ...
- تعدد مستويات السرد في الرواية العراقية ما بعد 2003 رواية (حم ...
- الرواية العراقية ما بعد 2003 (رواية الصراع الطائفي) صورة الس ...
- الإزاحات النسقية في المجموعة القصصية (الغزل ليس حكرا على الر ...
- صورة المكان الشعري في قصائد عمار المسعودي (يزرع بهجاته) انمو ...
- مهرجان خان النخيلة مابين الممارسة الثقافية والتحديات الحزبية ...
- الحرية ضرورة أنسانية ومعرفية
- الرمز ولأسطورة وصراع الهويات المصممة في رواية (أطلس عزران ال ...
- سوسيولوجا الخراب في رواية انتهازيون ... ولكن للروائي علاء مش ...
- جدلية الحلم والواقع في المجموعة القصصية (الفراغ تفرعات في خط ...
- تمثلات الواقعية الرمزية في القصة العراقية الحديثة (شظايا انث ...
- إستراتيجية البحث عن قراءة منتجة في رواية (جريمة في الفيس بوك ...
- تمثلات الواقعية الرمزية في مسرحية (حذائي ) للكاتب علي العباد ...
- صورة المهمشين في رواية (عذراء سنجار) لوارد بدر السالم .
- الرؤية السردية في رواية (مثلث الموت) للروائي علي لفته سعيد.
- قراءة سيميائيه في أشكال الدلالة داخل النص الأدبي في قصة (رجل ...
- تحولات السرد وتداخل الأجناس الأدبية في المجموعة القصصية (عائ ...
- قراءة في الانساق الثقافية المضمرة من ثقافة التغيير إلى ثقافة ...
- تهشم المعنى قراءة في المجموعة القصصية (إذا كنت تحب ) للقاصة ...
- استلاب المعنى في رواية -الصورة الثالثةللروائي علي لفته سعيد


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر جمعة العابدي - نقد الانساق الثقافية المضمرة الوعي البداوي وتمثلاته السياسية والاجتماعية .