مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 5967 - 2018 / 8 / 18 - 03:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما أن أعلنت امريكا لائحة العقوبات على ايران حتى سارع السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي الى الالتزام بهذه العقوبات ومنع التبادل التجاري مع ايران بالعملة الامريكية الدولار ، بحجة مصلحة الشعب العراقي وشعار العراق اولا . العراق اولا لا يعني الاتفاق مع امريكا او روسيا او الصين على تضييق الخناق على اي جار من جيران العراق ، فالعراق يجب ان لايكون طرفا في ايذاء أي بلـد وعلى الاخـص بلـد جار على طول اكثر من الف كم من الحدود ، لان جراح الاذى لاتندمل سريعا وستبقى تقض مضجع الشعبين وتبقى عامل فرقة ( ونكد ) بين الجارين .
ولنتذكر موقف السيد المالكي حين كان رئيسا للوزراء وعارض اوباما في شأن الحرب على سوريا ، يومذاك حاز على تأييد الكثير من الكتاب الذين ايدوا المالكي بموقفه ذاك ، ولكن الظاهر ان البعض يؤيد ما يصرح به ولي الامر على طول الخط دون الاخذ بوحدة الموقف والالتزام بالمبادئ .
قد تخسر ايران المعركة مع امريكا اليوم ، ولكن التاريخ لن يرحم من يقف موقفا مضادا لمبادئه بحجة واهية وهي المصالح اولا ، فاين هي المبادئ واين هي القيم الثورية والمقاومة والمعارضة والمُـثـل التي يصرخ بها المثقف بصفته يمثل الضمير الحي للانسانية .
ان موقف العبادي من الازمة الايرانية / الامريكية له تفسير وحيد ، هو رغبته في البقاء بمنصبه لدورة ثانية ، وهو ما لا يستطيع الامريكان تحقيقه حتى لو وقف رافعا اصابعه العشرة مؤيدا لمقاطعة ايران ، لان امريكا لا تعترف بالصداقات ولا تحسب المواقف وانما تحسب المصالح فقط ، ولا حاجة لذكر الامثلة الكثيرة التي نعرفها في سوريا وفي غير سوريا .
كان الاولى بالسيد العبادي وهو رئيس وزراء منتهية ولايته ، يرأس حكومة تصريف اعمال ، تأجيل أمر الـبـت بمثل هذه القضية الخطيرة لمجلس النواب القادم والذي سيتشكل استنادا الى ارادة القوى السياسية المختلفة ، فهو الذي يحق له تحمل مسؤولية قرار خطير مثل الذي اتخذه العبادي بين ليلة وضحاها باسرع من لمح البصر بينما ننتظر منه قرارا بحق الفاسدين منذ أربع سنوات - مدة رئاسته - وهو يماطل ويتحـجـج بـشـتى الحجـج لتاجيل قرار شجاع يحاسب الفاسدين .
ان اوراق الاعتماد الموقعة ببصمة الاذعان لا تمثل شعبنا .
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟