مُجّرَد معركة

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5966 - 2018 / 8 / 17 - 14:55
المحور: المجتمع المدني
    

لستُ مولعاً بالشكوى الدائِمة .. ولا أؤمِن بأن العالَم والظروف والمجتمع كلّها تعمل بالضِد منّي .. بل ببساطةٍ وصراحةٍ موجِعة ، أعترفُ بأنني ، خسرتُ المعركة . مَعركة البقاء نظيفاً قَدر الإمكان ، وسط مُستنقعٍ آسِن .. معركة الإحتفاظ ببعض الكرامة والقليل من إحتِرام النفس في مُحيطٍ مادّي مُنافِق .. معركة مُحاولة قَول الحَق وتجنُب التهليل والتصفيق للباطل في فضاءٍ ملؤهُ الرياء والتملُق .. معركة الإصطفاف مع المستضعفين والمظلومين والفقراء والكادحين وسط طُغيان مافيات الإحتكارات الجشعة .. بل حتى معركة الصحّة وسط الكَم المُخيف من الأمراض .
كُنتُ أظنُ أن ذلك مُمكِن مع الإستمرار في العيش المقبول ولو في الحدود الدُنيا .. لكن تبيّنَ ان ذلك شُبه مُستحيل . نعم ، هذهِ هي حصيلتي بإختصار :
تأزُم العلاقات مع أقرب الناس نتيجة العجز عن تلبية المتطلبات الضرورية / إنفضاض الأصدقاء تدريجياً بسبب عدم تقبُل مقاييسي / تصاعُد شعوري بالإغتراب ليس في الشارع فقط ، بل حتى في مواجهتي مع ذاتي / الإحساس بالمرارة حَد القرف تجاه السُلطة والسياسة عموماً .
هل أستسلِم ؟ كلا قطعاً . خسرتُ معركة .. لكنني لم أخسر الحرب . أمّا الإحباطات المُتراكمة وفي كُل المجالات ، فلقد تعودتُ عليها .. وأستطيع التعامُل معها رغم كُل شئ .. وكما يبدو ، فهي " ضريبة " لا بُد من دفعها ، إذا أردت أن لا تكون جزءاً من القطيع .
سألملِم بقاياي وأبدأ من جديد .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات