أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كمال غبريال - سويعات مع ثقافة التخلف














المزيد.....

سويعات مع ثقافة التخلف


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 5964 - 2018 / 8 / 15 - 14:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


"النذالة" هي الوصف المناسب لأي دفاع عن
"يهوه"، الإله الذئب للعهد القديم. بالطبع لم يكن يهوه إلها ذئبا، كما لم يصبح فجأة إلها محبا. فهو الإنسان في مسيرته الطويلة من التخلف للحضارة، ينسب قيمه للآلهة. الفرق بين إلهي العهد القديم والجديد هو الفرق بين شخصيتي يشوع بن بنون وبولس. فارق تحضر بشر يقيمون نصبا متخيلة لآلهة.
ربما عقلية الإنسان القبطي تفتقد للقدرة على التجريد، الذي يمكنه من التعلق بإله متعال في السماء،فكان الهبوط بالمعبود للعالم المادي الأرضي، حيث القديسين ورفاتهم وأيقوناتهم.
بل وكان استحضار الإله المتعال ذاته عبر طقوس الكنيسة، فيستحيل الخبز والخمر إلى جسد ودم الإله، ليتمكن المؤمن من أكله وشربه. لكن يحق لنا أن نتساءل، إن كانت هذه بالفعل هي حدود قدرات العقل المصري التي يصعب عليه تجاوزها، أم هي الحدود التي شاءت له الكنيسة لأسباب يعلمها قادتها أن تبقيه أسيرا لها؟
الظاهرة القبطية
يفترض أن الجموع الجاهلة مدمنة الخرافة، يتخرج منها مع الوقت من يحصلون على قدر من التعليم، يترفعون به على الخرافة ويهجرونها، لتتقلص تدريجيا مساحتها في الحيز الضيق لأشد الطبقات تخلفا. هذه الديناميكية لا تكاد تحدث في المجتمع القبطي إلا في حدود بالغة الضيق، إذ يبقى الجميع جاهلا وأستاذا في الجامعة، أسير تعاليم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القائمة بالأساس على كومة تتعاظم مع الوقت من الخرافات والخزعبلات. من هنا قوة الكنيسة،
التي تبدو بالفعل كصخرة لا يقوى عليها زمن أو تنوير.
ما نشاهده من عموم الأقباط من تعاطف مع أبيهم الراهب الذي قتل سيدهم الأسقف، هو نتيجة طبيعية لنشأتهم الكنسية الأرثوذكسية.
فلم يتعلموا تقديس مبادئ دينية أو إنسانية،
حتى العطف على الفقراء لم يأخذوه كوجه إنساني، وإنما باعتبارهم أخوة الرب. ما تعلموه ومارسوه يقينا منذ الطفولة هو تقديس أصحاب القداسة، الذين يحولون الخبز والخمر لجسد ودم الرب. ويبخرون أمام الأيقونات فتصبح مباركة تنضح بزيت مبروك. يوزعون على المؤمنين قبل مغادرة الكنيسة فتافيت خبز لقمة بركة، ويرشون وجوههم بماء البركة.
هم أيضا بسلطان أعطي لهم من الرب يحلونهم من رباطات خطاياهم.
تقديس أصحاب القداسة الذين بيدهم الحل والربط على الأرض وفي السماء هو عماد حياة الأقباط الدينية والأدبية، وأي شرخ في هذا العماد يسدد لحياتهم وهويتهم ضربة قاتلة.
إنهم يتعاطفون الآن مع أبيهم القاتل، خوفا على حياتهم هم من زلزال مدمر. حديثهم عن توبة القاتل وقبوله بالملكوت مقصود به إخبار الحزانى والشامتين، أن العقيدة والمنظومة القبطية بخير، وأنها تتسع لمثل هذه الحوادث العارضة وتعالجها، بدليل أن أحد تلاميذ المسيح كان خائنا. وأنها حروب الشيطان على الكنيسة، وليست فشلا وفسادا داخليا فيها، وأن لا قداسة اهتزت، ولا هيكلا تصدع. هي محاولات مستميتة لترميم الصدع في قداسة العمم والجلاليب السوداء. تدارك افتضاح زيف طقوسهم ووضع يدهم ومسح زيوتهم. محاولة مستميتة لذر الغبار في العيون التي أيقظتها الجريمة.
ثقافة المحاسبة
نعرف مفهوم القصاص أو الانتقام، والذي هو من حق المجني عليه أو وليه،يطالب به أو يتنازل عنه. مفهوم "المحاسبة" أمر آخر تختص به المجتمعات الحديثة. بموجبه يحاسب المجتمع أفراده، الذين ينتهكون القوانين الموضوعة لضبط المجتمع. لا مجال هنا لحديث عن عفو أو مغفرة أو رحمة أو توبة، فهذه كلها مفردات تخص الأفراد ورؤاهم الشخصية والدينية، ومنقطعة الصلة بالمجتمعات الحديثة،
وبالثقافة التي ينبغي أن يتحلى بها أعضاؤها. غياب ثقافة المحاسبة يؤدي إلى بقائنا في حالة متدنية حضاريا، وإلى سهولة تفشي الفساد السياسي والمالي والإداري والديني وخلافه.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبطيات أرثوذكسية
- رؤية علمانية للرهبنة المصرية
- الصلب والقيامة في الأناجيل الأربعة
- العراق والشام واليوم التالي
- خيار التعامل مع قطر
- في مخاضة تيران وصنافير
- عودة القذافي
- القدرات الحضارية للعقل والشخصية
- البحث عن السبب
- الأمل غير المنظور
- مصر والمصير
- عندما يرأس أمريكا سمسار سلاح
- رؤية حالكة السواد
- تلك الليبرالية اللعينة
- مصر لن تموت
- رزكار عقراوي وأنا
- معاً لدوام التخلف
- ماذا تريد النخبة من سيادة الرئيس؟
- لماذا أصف البرادعي بالغباء
- رأيت فيما يرى النائم


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كمال غبريال - سويعات مع ثقافة التخلف