أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - طريقتان في فهم الخالقية وعلاقتها بالحكمة والعدل 4/4














المزيد.....

طريقتان في فهم الخالقية وعلاقتها بالحكمة والعدل 4/4


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5964 - 2018 / 8 / 15 - 11:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



المحصلة تكون كالتالي:
1. حكمة وعدل الخالق واجبان عقليان.
2. مع تعقلنا للحكمة والعدل - وان كان على نحو الوجوب - يبقى إدراكنا له على نحو الإجمال وعلى مستوى المفهوم.
3. عدم إدراكنا للحكمة والعدل في كل الأحوال على نحو التفصيل وعلى مستوى المصاديق (كلها) لا يزعزع المسلمات والمقدمات العقلية الأولية.
4. نسلم كإلهيين عقليين بقصورنا في الفهم لعدم إحاطتنا بكل حيثيات القضية، لأن عدم فهمنا لتفاصيل مفردات الحكمة وتفاصيل مفردات العدل متأت من خلال أننا نقيسها بمقاييس نسبية وقاصرة لا تزعزع قطعنا ويقيننا، فنقر بعجز أذهاننا عن إدراك كل التفاصيل في عالَم الاحتمالات والترجيحات الظنية، لوجود ثغرات في المقدمات، أي في المعلومات التي يبنى عليها التحليل والاستدلال، مع قدرتها على تعقل الواجبات والممتنعات العقلية في عالَم الواجبات على نحو القطع واليقين. وإن إقرارنا بعجز أذهاننا عن إدراك كل هذه التفاصيل، ليس من قبيل تعطيل دور العقل في فهم العقيدة، بل يعبر ذلك عن إدراك عقلي لحدود أي نسبية العقل في تحديد ما هو في دائرة قدرته الإدراكية، وما هو خارج عن هذه الدائرة، لاسيما إن العجز إنما هو بسبب غياب معلومات أولية ضرورية للتحليل والاستنتاج، وليس لقصور ذهني، فإننا عندما نسأل أي صاحب اختصاص عن قضية تحتاج الإجابة عليها إلى مقدمات، ولا تكون هذه المقدمات متوفرة، لا يبرر لنا التشكيك بقدرته على الإجابة، بل عدم الإجابة ناتج عن غياب المقدمات، أو عدم الإحاطة بكل الحيثيات، كمعلومات تكون إما متوفرة أو ممكنة التوفير أو غير متوفرة أو غير ممكنة التوفير، وليس كقدرة أو ذهنية تحليلية، هذا إضافة إلى إن هذا الإدراك يكون حافز تحريك نحو تحقيق ما يمكن تحقيقه من تطلعاتنا المعرفية، أو تحقيق مزيد مما حققناه، وسد ثغرة من ثغرات معارفنا، كما هو الحال مع كل ميادين المعرفة الإنسانية المتطورة اطرادا، ومحاولة صياغة نظرية تشتمل على إجابات عن أسئلة بقيت غير مجاب عنها من قبل النظريات الراهنة.
نوجز الخلاصة ثانيا بثلاث حقائق:
1. وجود الخالق أو العلة الأولى غير المعلولة واجبة الوجود الغنية الأزلية ثابت عقلا.
2. الخالق حكيم وعادل بالضرورة العقلية.
3. الحكمة والعدل في الخلق كواجبين عقليين ندركهما إجمالا ومفهوما، و(ربما) لا ندركهما تفصيلا ومصداقا (في كل الأحوال).
ثم نواصل محاولة الإجابة عن الأسئلة المفتوحة، التي لن تكون إجابات نهائية، بل محاولات بحث عن ثمة إجابات، قد نفلح فيها بنسبة ونخفق بنسبة.
وأخيرا أحب هنا أن أوضح ما أقصده بالعقل، وما إذا كانت العقليات مطلقة في صوابها أم نسبية. أقصد بالعقل حقلا من حقول الفكر الإنساني، كالرياضيات، والطب، والفيزياء، والاجتماع، والفلسفة، والسياسة، واللغة، وغيرها. والرياضيات هي الأقرب مثلا للعقل الذي أقصده، فكما إن الرياضيات كحقائق مجردة وقوانين ثابتة مطلقة الصواب، لكنها نسبية الإدراك والتطبيق، فإن العقل الذي أقصده كحقل معرفي، هو الآخر مطلق الصواب، لكنه نسبي الإدراك والتطبيق. وأحيانا أستخدم (العقل) بمعنى ملكات الإدراك العقلية، فهي نسبية دائما. فلا بد من التمييز بين العقلين بحسب السياقات.
وأخيرا لا بد من طرح خيارين آخرين لهذا البحث، هما عدم الاقتناع بوجود الخالق، إما بسبب غياب العدل بالذات، وربما الحكمة بدرجة ثانية، وإما لعدم الاقتناع بالاستدلالات العقلية لوجود واجب الوجود، فيختار الإنسان غير المقتنع هنا الإلحاد (اللاإلهية)، أو اللاأدرية، وأي من هاذين الخيارين هو خيار يحترم صاحبه، طالما اعتمد قدر المستطاع شرطي العقلانية والإنسانية في التفكير والسلوك.
كتب الموضوع لأول مرة عام 1997، ونقح عام 2007، وروجع في 29/10/2009، وأدرجت الإضافة الأخيرة في 12/08/2018.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريقتان في فهم الخالقية وعلاقتها بالحكمة والعدل 3/4
- طريقتان في فهم الخالقية وعلاقتها بالحكمة والعدل 2/4
- طريقتان في فهم الخالقية وعلاقتها بالحكمة والعدل 1/4
- ازدواجية القرآن في اتباع الناس لدين آبائهم 2/2
- ازدواجية القرآن في اتباع الناس لدين آبائهم 1/3
- العلاقة بين الدين والعقل 3/3
- العلاقة بين الدين والعقل 2/3
- العلاقة بين الدين والعقل 1/3
- العقل والدين والإيمان
- مع مطالب ثورة الغضب الشعبي 2/2
- مع مطالب ثورة الغضب الشعبي 1/2
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 7/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 6/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 5/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 4/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 3/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 2/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 1/7
- الثغرة في أدلة كل من الإلهيين والماديين 2/2
- الثغرة في أدلة كل من الإلهيين والماديين 1/2


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - طريقتان في فهم الخالقية وعلاقتها بالحكمة والعدل 4/4