أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - الرأسمالية المعولمة وبرنامج الوطنية الديمقراطية















المزيد.....

الرأسمالية المعولمة وبرنامج الوطنية الديمقراطية


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 5961 - 2018 / 8 / 12 - 18:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




حملت الراسمالية المعولمة تغيرات جذرية على طبيعة ومضامين كفاح قوى اليسار والديمقراطية وغيرت تلك القوى برامجها الاستراتيجية ارتباطا بتغير طبيعة الطور المعولم من الرأسمالية المتسم بانهيار اسلوب الانتاج الاشتراكي والعودة الى سيادة السوق الرأسمالي أولا وزيادة شدة الترابطات الدولية والوطنية ثانيا الامر الذي ادى الى ظهور اسئلة فكرية كثيرة امام قوى اليسار و الاشتراكية منها ــ هل لا زال النموذج النضالي المعتمد في مرحلة ازدواجية التطور الاجتماعي مطروحا على جدول الكفاح الديمقراطي ؟ ومنها ما هي البرامج اليسارية الديمقراطية القادرة على اختراق بنية الرأسمالية المعولمة وصولا الى بناء عالم جديد خال من التبعية والتهميش ؟ ومنها هل لا زال الكفاح الاشتراكي مشروعا وطنيا بعد غياب النظم الاشتراكية وسيادة اسلوب الانتاج الرأسمالي ؟ ومنها هل لا زالت الدول الوطنية وكفاح شعوبها يتطلب البحث عن وسائل وطنية ودولية لمكافحة الهيمنة الرأسمالية .
محاولة لدراسة تلك الاسئلة العملية وغيرها من الوقائع الاخرى نحاول التقرب من مضامينها الفعلية أملين ان يتم تناولها بشكل اكثر شمولية من قبل الباحثين والمفكرين لغرض ارسائها على قاعدة علمية تنطلق من النهج المادي للتاريخ بما يحمله من امكانيات الوصول الى اجابات تقارب مضامين الاسئلة المثارة .
من جانبي سأعمد الى تناول مضامين البحث بثلاث عناوين رئيسية تتمثل بــ
العنوان الاول ــ انهيار الاشتراكية الفعلية وأثرها على الكفاح الوطني الديمقراطي .
العنوان الثاني ـ التكتلات الدولية وأثرها المستقبلي على الدول الوطنية .
العنوان الثالث ــ البرنامج الوطنية الديمقراطي وسماته الفعلية.
أولا ــ انهيار الاشتراكية الفعلية وأثرها على النضال الوطني الديمقراطي
اثر انهيار المعسكر الاشتراكي على اصطفاف حركة التحرر الوطني العالمية ومشاريعها في بناء انظمة سياسية ديمقراطية تضمن تطورها الاقتصادي ـ السياسي اللاحق فضلا عن مكافحتها نمط الهيمنة والتدخلات الخارجية في شؤونها الوطنية حيث تشير التجربة التاريخية المعاصرة الى اعتماد العديد من فصائل حركة التحرر الوطنية العالمية في مكافحة الضغوطات الدولية على جهودها الذاتية بمعزل عن فصائل القوى الوطنية والديمقراطية في البلدان الخرى فاتحة الطريق بذلك امام تدخلات الدول الرأسمالية الكبرى في مسار نضالها الوطني .
استنادا الى تلك السمات العامة نتعرض الى خصائص بعض اطراف حركة التحرر العالمية بصياغات عامة أهمها ــ


1 ــ الدول الوطنية وسماتها الفعلية
نشأت الدول الوطنية في المرحلة الثانية من التوسع الرأسمالي بمساعدة خارجية من الدوال الكولونيالية حيث امتاز بنائها السياسي بسمات عامة اساسية يمكن تحديدها بـ ـ
ــ شروع الدول الاستعمارية بناء دولا وطنية متفاوتة التطور ترتكز على تشكيلات اجتماعية طبقية جنينية جرى تطويرها لاحقا ارتباطا بتغلغل الرأسمال الامبريالي في مرحلته الكولونيالية .
ــ ادى نشوء وتطور طبقات اجتماعية مختلفة منها الطبقة البرجوازية الوطنية بفصائلها التجارية والصناعية ، وتحالف بعض اقسامها مع الرأسمال الخارجي الى تبني بعض شعارات(الشرعية الديمقراطية).وما نتج عن ذلك من تنامي حركات سياسية شعبية تعددت اشكال كفاحها الوطني تبعا لتطور قواها الاجتماعية وبنيتها الايديولوجية .
ــ افضى الاختلال الفاضح في مستويات الامن الاجتماعي ـ السياسي للدول الوطنية وتشكيلاتها الاجتماعية وضعف التيارات الليبرالية المعبرة عن مصالح الطبقة البرجوازية الى نهوض متواصل لحركات شعبية يسارية ديمقراطية معتمدة على (الشرعية الديمقراطية) والوسائل الكفاحية الاخرى للوصول الى السلطة السياسية.
ـ وجود مؤسسات عسكرية قوية في بنية الدول الانضباطية شكلت عوامل مساهمة في شد بنية دولها الوطنية وتشكيلاتها الاجتماعية رغم طابعها الاستبدادي وترابط مؤسساتها العسكرية مع جيوش الدول الكولونيالية .
ـــ رسخ العديد من الدول الوطنية بعد انهيار الكتلة الاشتراكية انظمة سياسية ديمقراطية ترتكز على قاعدة التفاهمات الطبقية وفي هذا السياق تشكل تجربة بعض دول امريكا اللاتينية تأكيدا فكريا للموضوعة المثارة رغم التدخلات الخارجية الأمريكية لإبقاءها حديقة خلفية خدمة لمصالح شركاتها الاحتكارية.
ــ شكلت الايديولوجيا الوطنية الديمقراطية الناتجة عن تغيرات التشكيلات الاجتماعية الوطنية حاضنة فكرية لنشاط الحركات الديمقراطية بدلا من حاضنتها الفكرية السابقة المستمدة من تجربة الدول الاشتراكية ووجودها الفعلي.
2 ــ الايدلوجية الوطنية وسماتها العامة
أدى انهيار المنظومة الاشتراكية وسيادة وحدانية خيار التطور الرأسمالي الى فتح الطريق امام فكر الوطنية الديمقراطية المتضمن بناء انظمة وطنية ـ ديمقراطية جديدة على قاعدة التفاهمات الطبقية والديمقراطية السياسية ورغم عدم تبلور البرنامج الفكري للأيدلوجية الوطنية إلا انني أجده في الموضوعات التالية ـ
أ ـ مناهضة الالحاق والتهميش
تحتل وحدة القوى الوطنية الديمقراطية موقعا مهما في عملية النهوج السياسية الساعية الى مناهضة الالحاق والتهميش بما يعنيه ذلك من توفير مستلزمات نهوض الطبقات الاجتماعية المنتجة للقيام بدورها التاريخي خاصة بعد تحالف شرائح البرجوازية الطفيلية والكمبورادورية التجارية مع برجوازية الشركات الدولية المعولمة
ب ــ صيانة مواقع الطبقات المنتجه
تجهد القوى الوطنية الديمقراطية بتحديد الآليات القادرة على دفع التطور نحو صيانة المصالح الاساسية للطبقات الوطنية المنتجة والتحالف بينها في الظروف التاريخية الملائمة , والعمل على حل التناقضات الوطنية والطبقية بطرق سلمية.
ج ـ تحجيم وكالة الطبقات الهامشية
تشترط التغيرات الدولية بناء حركة اجتماعية واسعة مناهضة للفساد والتدخلات الدولية وذلك لمنع القوى الخارجية من التدخل لصالح الطبقات الساندة للرأسمال الدولي فضلا عن لجم القوى السائدة من التلويح بالانقلابات العسكرية.
د ــ مناهضة التدخلات الدولية
بناء آلية سياسية ـ اقتصادية وطنية قادرة على منع التدخلات الدولية في الشؤون الوطنية الهادفة الى تعزيز المواقع الطبقية لقوى البرجوازية الطفيلية والكمبورادورية التجارية الراغبة في استمرار سيادتها الطبقية وهيمنتها السياسية .
ان مكافحة التهميش والخراب الاقتصادي تكتمل في المحددات التالية ــ
1ـ بناء الدول الوطنية على قاعدة الديمقراطية السياسية
ــ يشكل البناء الديمقراطي لمنظومة البلاد السياسية عاملا اساسيا لوحدة البلاد الوطنية ويشكل قاعدة وطنية لرسم نهوج سياسية من قبل الاحزاب الوطنية تتضمن الكفاح من اجل تطور البلاد الاقتصادي والسياسي وصيانته من التهميش والإلحاق وبهذا المنحى يمهد الطريق لتعزز الوحدة الوطنية المبنية على التفاهمات الطبقية والاجتماعية .
2 ــ التوازن الطبقي
تتمتع موضوعة التوازنات الطبقية بأهمية سياسية كبرى في منظومة البلاد السياسية وتستند موضوعة التوازنات الطبقية على التعاون الوطني بين الطبقات الاجتماعية الوطنية المنتجه عبر إلغاء مبدأي الإقصاء والتهميش لبعضها الآخر والذي شكل اساسا لتوجهات القوى الوطنية الديمقراطية والقوى الوطنية القومية في حقب المعسكري ويستند التعاون الطبقي في العولمة الرأسمالية على سيادة الشرعيتين الوطنية والانتخابية فضلا عن تأكيد شرعية الحكم الديمقراطية على رعاية المصالح الاساسية للقوى والطبقات الاجتماعية في الدولة الوطنية .


3 ـ نشوء وتطور التكتلات الدولية
ــ يتميز الطور الجديد من الراسمالية المعولمة بسعيه لتفتيت التشكيلات الاجتماعية الوطنية عبر ضرب الدولة الوطنية وتحويل مؤسستها العسكرية الى اداة قمعية ضد كفاح القوى الوطنية وصولا الى جعل الدولة الوطنية اداة للهيمنة الخارجية .
ان الملاحظات السياسية والفكرية التي جرى اعتمادها لغرض صيانة تطور الدولة الوطنية وشد منظومتها الاجتماعية تتكامل مع تحديد الميول المتناقضة لحركة العولمة الرأسمالية المتسمة بنشوء واندماج الاحتكارات الدولية الكبرى من جهة وبين التبعية والخراب الاقتصادي الناتج عن الالحاق والتهميش من جهة ثانية .
وعلى اساس ذلك تشكل الدعوة لبناء التكتلات الاقتصادية بين الدول الوطنية على قاعدة احترام السيادة الوطنية وتوازن مصالح طبقاتها المنتجة اهمية كبيرة وبهذا المسار تتمتع مراقبة السلطة التشريعية على هذه التكتلات الإقليمية وسيرها حلقة اساسية لمنع تطورها لصالح القوى الهامشية والأطراف الدولية.
خلاصة القول ان تشكيل التكتلات الاقتصادية الإقليمية بين الدول الوطنية يساهم في تعزيز قدرة هذه البلدان على مكافحة ميول الطبقات الطفيلية المناهضة للتوازنات الطبقية ومناهضة التبعية والتهميش.

استنادا الى وما جرى استعراضه يمكننا صياغة الاستنتاجات التالية ـ
أولا ـ تتميز العولمة الرأسمالية بميولها المتناقضة المتسمة بقوانين الاندماج والتوسع من جهة ، والتبعية والإلحاق من جهة أخرى وما ينتج عنها من تفتيت الدول الوطنية وتخريب تشكيلاتها الاجتماعية بعد الحاقها بالاحتكارات الدولية .
ثانيا ــ تدفع العولمة الرأسمالية القوى والطبقات الاجتماعية المنتجة في الدول الوطنية الى استبعاد تناقضاتها العنفية عبر صياغة وحدة وطنية مناهضة لقوانين الاقصاء والتهميش التي يفرزها الطور المعولم من التوسع الرأسمالي .
ثالثا ـ تفرض العولمة الرأسمالية نمطا من التعاون الطبقي بين الطبقات الاجتماعية المنتجه في الدول الوطنية المناهضة لميول العولمة التخريبية ساعية بذات الوقت الى تحجيم الميول التخريبية للطبقات الكمبورادورية والبرجوازية الطفيلية المتحالفة مع الرأسمال الدولية .



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة الوطنية ودورها في مناهضة العزلة والتطرف
- الفكر السياسي العلماني ومناهضة فكر الهوية الفرعية
- 14 تموز والتشكيلة الاجتماعية العراقية
- في مئوية اكتوبر الجذور الفكرية والاجتماعية للشرعية الاشتراكي ...
- التغيرات الدولية وفعالية اليسار الاشتراكي
- الوطنية الديمقراطية وإعادة بناء الدولة العراقية
- مستقبل العراق وأثره على الاستقرار الاقليمي
- عرض كتاب الخصخصة والإصلاحات الاقتصادية محاولة في نقد الخطاب ...
- عنف السياسة الدولية وإشكالات الهجرة القسرية
- تبدل أولويات الاستراتيجية الامريكية وأثرها على البلدان العرب ...
- التدخل العسكري الخليجي في اليمن وأثره على الأمن الإقليمي
- أحزاب اليمين الأوربي والزعامة الأمريكية
- المراكز الإقليمية والفكر السياسي ( لدولة الخلافة الإسلامية )
- تغيرات السياسة الدولية ومناهضة الإرهاب
- العنف الطائفي وإعاقة بناء دولة العراق الوطنية
- العلاقات الدولية وأزمة أوكرانيا السياسية
- الجمهوريات العربية من الشرعية الانتخابية الى الشرعية الوطنية
- المؤسسة العسكرية وتحولات فكرها السياسي
- التحولات السياسية في البلدان العربية والتدخلات الدولية
- المعارضة الوطنية والبناء الديمقراطي للدولة الوطنية


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - الرأسمالية المعولمة وبرنامج الوطنية الديمقراطية