جمال المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 1504 - 2006 / 3 / 29 - 05:07
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
مازالت الحكومة عاجزة عن توفير الامن للمواطن ولم تنفع خططها الامنية المتلاحقة ولاسيطراتها الكونكريتية والبشرية من السيطرة على الانفلات الامني الذي ادخل المواطن في دوامة الخوف والرعب .
فالتصريحات التي اطلقها المسؤوون عن الملف الامني بعدم الانصياع الى القوات التي تداهم بيوت المواطنين ليلا أي خلال ساعات حظر التجوال والتي اصبحت تلازمنا بمناسبة او من دون مناسبة حتى اصبحنا نشتاق الى ليالي بغداد أم الدنيا ومصابيحها ومتنزهاتها والكازينوهات المنتشرة على ضفاف دجلة , هذه التصريحات ليست بمستوى المسؤولية لأن أي مواطن اعزل اوحتى من يملك سلاحا لايقدر ان يرفض او يتحدى الفرق التي تداهم بيوتهم كونها مهيأة ومستعدة لاطلاق النار وقد يتم تصفية العائلة بالكامل ان لم يكن الشخص المطلوب . وهناك الكثير من العراقيين البسطاء الذين لاحول لهم ولا قوة يسايرون المثل الشعبي (من يصفعك على خدك الايمن اعطه الايسر ) تداركا لغضب المقابل , وعرفون جيدا بأنهم اذا ما عارضوا اوقاوموا فسوف يقتلون وتذهب دماؤهم هدرا وتقيد ضد مجهول ولاتنفع بذلك التصريحات ولا التحذيرات .
وما يقلق المواطن هو أن القادة الامنيون يعرفون بأن هناك فرق تداهم المناطق السكنية ليلا رغم حظر التجوال , وبعضها تمارس اعمالها في وضح النهار , فكيف لأي أحد ان يتجرأ ويدخل أو يطوق منطقة ويقوم بأعتقال عشرات الاشخاص ونقلهم الى مناطق اخرى وتصفيتهم ان لم تكن الاجهزة الامنية مخترقة وبشكل كبير بحيث ان هذه المجاميع تعمل تحت غطاء سلطتها القانونية وتمارس اعمالها تلك بحق المواطنين الابرياء .
اعمال المداهمات الليلية التي حذرت الاجهزة الامنية تدل على ان لاوجود لأي قوات عسكرية او شرطة لتوفير الحماية للمواطنين في الليل ولذلك (يفلت) الامن وعلى كل مواطن ان يحمي نفسه على طريقته الخاصة , ببندقية او حربة أو(توثية)..!!
لم يعد المواطن امنا في بيته ,ينام نوما قلقا ترعبه اي حركة غير اعتيادية اوحتى نسمة ريح عابرة اوقفزات قطة مذعورة على سياج الدار من كلب مشاكس يطاردها اوغير ذلك .
ان على المسؤولين في الاجهزة الامنية ان يراجعوا تصريحاتهم تلك ويرواعمق خطورتها وانها تعطي دافعا للمسلحين لتنفيذ عملياتهم وأن يطمئنوا المواطن بأن قواتهم بالمرصاد ليلا ونهارا لكل متربص بأمنهم واستقرارهم .
#جمال_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟