أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض محمد سعيد - العرب .. الدين .. التطور














المزيد.....


العرب .. الدين .. التطور


رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)


الحوار المتمدن-العدد: 5961 - 2018 / 8 / 12 - 02:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نقطة ضوء مركزة و مختصرة عن موضوع مهم يشغل البال ويثير التساؤلات عن سبب التخلف الحضاري العربي عن العالم ، هذا الموضوع يشغل بال الجميع بقوة وعلى الأخص الشباب و المثقفين ويثير تساؤلات كثيرة صعبة الاجابة لما أصاب العرب من شدة التراجع و التخلف والفقر و الجهل و الفساد ونحن على ابواب العقد الثالث نحو الألفية الثالثة .
بدايةً .. نعلم ان المجتمع بحاجة الى التقدم و التطور ليبقى حياً ، والتطور يتطلب البحث و التفكير و التفسير والتجربة (العلوم) لكي يحصل التقدم ، و هناك حاجة في أن تتوفر المواظبة و الأصرار و الثقة بالنفس ، الا ان الثقة وحدها لا تكفي ولن تجدي بدون الشجاعة ، والشجاعة بحاجة الى العقلانية إذ بدونها تصبح الشجاعة تهور.
اذا توفرت بيئة اجتماعية بهذا الاسلوب ، تقدمت الأمم ، و بنيت الحضارات . الا انها لم تكن لتحيا و تزدهر لولا توفر قوانين الحياة الاجتماعية وتنظيم حقوق الانسان و الاتفاق على مفاهيم الحرية وحدودها والا كانت ستكون فوضى عارمة تنعكس سلبا على الانسانية (وهذا ما وفره الدين الذي تستنبط منه قواعد وأسس القوانين و الانظمة الاجتماعية).
هذه من ثوابت الحياة و بديهياتها في كل شؤون الانسان اينما وجد ، لكن فهمها و تطبيقها بالشكل الصحيح يختلف بين الأمم و المجتمعات بحكم الدين و التقاليد و الاعراف التي يؤمن بها و يعتنقها ذلك المجتمع ومستوى الانفتاح الفكري في تقبل التجديد و التنوير، لذلك نجد ان مجتمعات الانفتاح الفلسفي الفكري تعمل بهذه المفاهيم ، و على اساسها تم فصل الدين عن الدولة و الحكم ، اما المجتمعات التي تنغلق على ما لديها من موروث تاريخي فهي الأبعد عن التطور و التقدم وتجدها دوما في اخر الركب الحضاري مع انها تنتقي وتأخذ من العوالم المتحضرة لتستفيد من كل ما ينتج عنه لرفاهية واستمتاع الفرد بالحياة.
لكن من المؤسف اننا لو اردنا رسم صورة للمجتمع العربي لنتبين موقعه الحضاري وفق الثوابت التي سبق ذكرها سنجد ان الموروث الاسلامي هو المعطل الرئيسي للعرب ، إذ ان الامكانات البشرية والعناصر المادية في الطبيعة و الحياة بشكل عام متوفرة لدى العرب في مناطقهم الجغرافية ولكن يستغلها الاخرون (غير العرب) بجدارة لمصالحهم . ومما لا يمكن انكاره وجود العقول و المفكرين العرب ممن يمتلكون الفكر والعقل والوعي والادراك (كلها مسميات تصب في قدر واحد) الا انها على الاغلب مقيدة بالموروث الديني الذي يعمل على تفسير خطوات ومتطلبات واجراءات التقدم و التطور على انها كفر و الحاد بحجة انها تسعى الى إحراف العقيدة و الدين عن ثوابتها او انها لا تحظى بالاولوية في خطط العمل . بهذه البيئة الفكرية وهذا الاسلوب لن يتقدم العرب و لن يحصلو على فرص التقدم الذاتية مثلما يحظى بها العالم ، لهذا ترى ان اغلب اذا لم نقل كل المساهمين في عجلة التقدم و التطور الحضاري من العرب هم مهاجرون اما لطلب العلم او لأسباب اخرى لسنا في صددها الان ، وينجزون ابداعاتهم العلمية الفذة و مشاركاتهم في تطور الانسانية بعيدا عن اوطانهم .
اليس من الغريب ان يكون واقع الحال بهذه الصورة ، اليس غريبا ان العرب وعلى مدى عشرات القرون الماضية منغلقين على موروثاتهم ومعتقداتهم الدينية التي قيدت العرب بالجهل المقدس . هل يعقل ان العرب لم ينتبهو الى هذا الحال و لا الى فهم مسببات التخلف الذي هم فيه . يجب مواجهة هذا التساؤل للأجابة عنه وبشجاعة لمعالجته . قد يكون السبب (وهو امر محتمل جدا) انه رد فعل عربي اسلامي على خسارة تسيدهم الحضاري على العالم قبل ما يزيد عن الف عام وهو ما سبب انعكاس للحاضر المتردي المتمسك بموروثاته البالية وعلى مبدأ (أخذته العزة بالاثم) ، فلا هو متراجع معترف بخسارته ليلتحق بالركب الحضاري ولا هو يمتلك البديل لما يرفض الانصياع له ، ولن نستبعد وجود مقاصد متعمدة لتقييد العرب بما هم فيه لأبعادهم عن التحرر من هذا القيد سواء من العرب انفسهم والمنتفعين منهم او من غيرهم . لكن تبقى هناك ضرورة حتمية لمواجهة وكسر هذا القيد.



#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد التظاهرات
- فؤاد غير مفيدة
- بقع على نسيج عراقي
- لكي لا نخسر الجولة
- نظرة في الاسلام السياسي
- ما دام الحمقى موجودون
- المأمول عند الفاسدين
- في نيسان 2003
- التمدن ... يعني الخلاص
- نحو ساعة الفصل
- كفى لمن دمر العراق
- كيف توصف الرجولة في العراق
- لماذا تخلف المسلمون
- امال وطنية ضائعة
- عقوق الوالدين لأبنائهم
- كيف نستقبل العام الجديد
- من قصص بغداد 1001
- شعب يعضّ و لا يتّعظ
- واقع و ليس يأس
- العرب و الحضارة


المزيد.....




- “في خمس خطوات”.. حدّث الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 ...
- الوزير المتطرف بن غفير يقتحم المسجد الأقصى في أول أيام عيد - ...
- خارجية الأردن: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى خطوة استفزازية م ...
- بن غفير يقتحم الأقصى احتفالا بعيد -الأنوار- اليهودي ومكتب نت ...
- حماس: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى انتهاك جديد وخطير
- الرئيس الايراني: لو كان المسلمون متحدين لما تجرأت -اسرائيل- ...
- حماس: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى انتهاك جديد وخطير
- وجهاء الطائفة العلوية في حمص يصدرون بيانا إلى أهالي المحافظة ...
- وزير الامن المتطرف بن غفير يقتحم الاقصى بأول ايام -عيد الانو ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض محمد سعيد - العرب .. الدين .. التطور