أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أَكَرَّمَ عَبْدُ الْقَيُّومِ عباس - عُنْفُ اللُّغَةِ، مُحَاكَمَاتِ السَّلَفِيَّيْنِ عَبْرَ التَّارِيخِ














المزيد.....

عُنْفُ اللُّغَةِ، مُحَاكَمَاتِ السَّلَفِيَّيْنِ عَبْرَ التَّارِيخِ


أَكَرَّمَ عَبْدُ الْقَيُّومِ عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5960 - 2018 / 8 / 11 - 08:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


برع السلفيين في تعنيف مخاليفهم بإستخدام سلطة اللغة . أن الفتوى نص يحتمل ظاهرهُ معاني ، وينطوى على أحكام تصل في قسوتها حد القتل والصلب . لكن جوهر الأمر من حيث النظر أنها بناء لغوي به تعقيدات لها مدلولات نظرية ، تعبر عن معرفة السلطة . حيث أن صاحب الفتوى مع إجتراءه على أسس المعرفة البديلة والنقد ، من حيث وضعه لمعيار صحيح الدين ، فإنه في ذات الوقت يستخدم من اللغة أعنفها ليصبح نص الفتوى بقوة الحكم الذي تحمله . هنا يصبح إستخدام االغة مزدوجاً ومركباً ، فهو منْ ناحية يصير منهجاً للتفكير وسابقة يمكن البناء عليها مع أختلاف العصور وتبدل الحوداث ، وفي الناحية الأخرى نصاً وقالباً جاهزاً تُحشر في وسطه مجموعة من العبارات والجمل ، يسُهل أستغلالها في كل العصور ولذات الغرض . هذه العقلية تتطلب درجة من التأمل فهي نسيج يحاكي بعضه البعض ، فمن حيث الأفكار هو أمر مفروغ منه ، لكن المحير أستخدمها المتشابه لعنف اللغة
ورد هذا الخطاب التالي من مشيخة الأزهر تخاطب به وزارة الشئون الدنية والأوقاف السودانية ، بشأن الأستاذ محمود محمد طه ( النص متاح في موقع الفكرة الإلكتروني ) ، وجاء نصه كالتالي:
5/6/1972م
الأزهر – مجمع البحوث الإسلامية
مكتب الأمين العام
السيد الأستاذ وكيل وزارة الشئون الدينية والأوقاف بالسودان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد
فقد وقع تحت يدي لجنة الفتوى بالأزهر الشريف كتاب الرسالة الثانية من الإسلام تأليف محمود محمد طه طبع في أم درمان الطبعة الرابعة عام 1971م ص. ب 1151
وقد تضمن هذا الكتاب أن الرسول (صلعم) بعث برسالتين فرعية وبرسالة أصلية، وقد بلغ الرسالة الفرعية، وأما الأصلية فيبلغها رسول يأتي بعده، لأنها لا تتفق والزمن الذي فيه الرسول.
وبما ان هذا كفر صراح ولا يصح السكوت عليه فالرجاء التكرم بإتخاذ ما ترونه من مصادرة هذا الفكر الملحد والعمل على إيقاف هذا النشاط الفكري الهدام خاصة في بلدكم الإسلامي العريق.
الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية
دكتور: محمد عبد الرحمن بيصا
كان هذا الخطاب مقدمة لتفكير الأستاذ وإتهامه بالردة ، والذي أفضى لقتله في يناير 1985م . وليس قطعاً من باب المصادفة أن يشابه محتوى الخطاب ما أورده إبن تيمية في حق الأمام الحلاج ، ونصه التالي :
(مَنِ اعْتَقَدَ مَا يَعْتَقِدُهُ الْحَلاجُ مِنَ الْمَقَالاتِ الَّتِي قُتِلَ الْحَلاجُ عَلَيْهَا فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ إنَّمَا قَتَلُوهُ عَلَى الْحُلُولِ وَالاتِّحَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مَقَالاتِ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ وَالإِلْحَادِ كَقَوْلِهِ: أنا الله. وَقَوْلِهِ : إلَهٌ فِي السَّمَاءِ وَإِلَهٌ فِي الأَرْضِ...وَالْحَلاجُ كَانَتْ لَهُ مخاريق وَأَنْوَاعٌ مِنَ السِّحْرِ وَلَهُ كُتُبٌ مَنْسُوبَةٌ إلَيْهِ فِي السِّحْرِ. وَبِالْجُمْلَةِ فَلا خِلافَ بَيْنِ الأُمَّةِ أَنَّ مَنْ قَالَ بِحُلُولِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ وَأَنَّ الْبَشَرَ يَكُونُ إلَهًا وَهَذَا مِنَ الآلِهَةِ: فَهُوَ كَافِرٌ مُبَاحُ الدَّمِ، وَعَلَى هَذَا قُتِلَ الْحَلاجُ) ، (مجموع الفتاوى (2/480))
في تلك الحالتين تحول النص إلي متضايقات بموجبها ، صار القتل والصلب هما محصلة مايحمله من لغة عنيفة ، و تراكم على أثرها منهج كامل يصلح أستخدامه في أي زمان ومكان ، و يسهل لكل من بيده معرفة السلطة ، سواء كانت مؤسسات أو أفراد أن تحاكم من تراه مخالفاً لمعاييرها المطلقة ، و دون جهد كل ماعليها إخراج ذلك النص وتعديله بشكل مظهري في بعض السياقات ، ثم يصبح الحكم جاهزاً . أن داء العنف هو الأصل عند هذه التيارات ، و عنفها يتجاوز فقهها ومرجعياتها الفكرية ويصل حتى إلى اللغة .



#أَكَرَّمَ_عَبْدُ_الْقَيُّومِ_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أَكَرَّمَ عَبْدُ الْقَيُّومِ عباس - عُنْفُ اللُّغَةِ، مُحَاكَمَاتِ السَّلَفِيَّيْنِ عَبْرَ التَّارِيخِ