أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حنان محمد السعيد - نقاب حلا














المزيد.....

نقاب حلا


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5959 - 2018 / 8 / 10 - 15:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خلال اليومين الماضيين عاش العالم العربي العديد من الحوادث المفجعة التي تحرك الجماد وتفتت الصخر، وأكثر هذه الاحداث فداحة كان استهداف الحافلة التي تقل الأطفال اليمنيين في صعدة بالقرب من احد الاسواق الشعبية.
وما زاد الطين بلة هو رد فعل التحالف على هذه الجريمة الشنيعة التي لا يقبلها انسان يتمتع بأدنى درجات الانسانية، حيث اعتبروا أن هذا الفعل "مشروع" ويأتي ردا على استهداف المدنيين في مدينة جيزان، وأن من يُسال عن هذه الجريمة هم الحوثيون الذين يستخدمون المدنيين كدروع بشرية.
وكالعادة تأتي الردود الدولية باهتة بلا قيمة وتطالب الجلاد بالتحقيق في جريمته ومحاسبة نفسه، فنحن في عصر يفعل فيه من يمتلك القوة ما شاء له أمنا من أي محاسبة حقيقية أو رد فعل رادع من المجتمع الدولي الذي يخفي الرؤوس تحت وطآة المصالح الاقتصادية ويكتفي بقول عبارات لا روح فيها ولا تسمن ولا تغني من جوع.
وعلى الجانب الاخر يستهدف العدوان الصهيوني ملاكا بريئا وامها الحامل ليلحقوا جميعا بسلسلة لا تنتهي من الشهداء وايضا دون ان يتحرك في هذا العالم احد أو يتخذ رد فعل حقيقي يمكنه وقف هذه المذابح التي لا يبدو لها نهاية.
فالكل تآمر على هذا الشعب وعلى حقوقه وارضه ومستقبله وحياته، وليس باقي البلدان العربية بأفضل حالا من اليمن وفلسطين.
ووسط كل ما نعيشه من مهازل وكوارث ثار خلاف موسع بين ابناء هذه المنطقة المنكوبة حول خلع فنانة مصرية للنقاب، وانهمرت الدموع والدعوات عليها ولها من جانب معتبرين ان ما حدث كارثة على الدين الاسلامي تماثل كارثة خروج المسلمين من الاندلس واعتبر البعض الاخر ان هذا العمل هو نصر مؤزر للحريات والحقوق وتهللوا فرحا وبشرا وسعادة.
فإذا كانت الديناصورات قد قتلها غبائها وعدم قدرتها على التكيف مع العصر الجليدي بحسب اعتقاد البعض فإن العرب حتما سينقرضون بسبب غبائهم وبدون ادنى شك وفي وقت أقرب مما يعتقدون.
ولم افهم حقا ما شأن أي انسان في العالم بما فعلته انسانة في نفسها وفي خياراتها الشخصية في ملبسها؟ ولماذا لم نرى هذه الحمية من أحد في كل مرة يدنس فيها المتطرفون ارض المسجد الأقصى، أو في كل مرة يفقد العرب قطعة من أرضهم وتهدم بيوتهم ويقتل ابنائهم؟
لا افهم كيف لم يحرك هؤلاء تخلي بلادهم عن حقهم في مياه النيل وما تلاه من بوار للأراضي الخصبة بالقدر الذي تحركوا به بسبب تخلي حلا عن النقاب؟
لا افهم لماذا لم تثور ثائرتهم لنصرة عشرات الألاف من المعتقلين السياسيين في سجون العسكر كانت كل جريمتهم أنهم طالبوا بالعيش في وطن يتسع للجميع ويحفظ حقوق الجميع؟
ان وقف برنامج يسري فودة تسبب لي في الحزن رغم أنه أمر لا يقارن بكل الكوارث اليومية التي نعيشها في هذا الوطن المنكوب بأبناءه ولكن لم يحرك نقاب حلا فيّ ساكنا لا سلبا ولا ايجابا فالأمر حقا لا يعنيني ولا هو نصرا ولا هو هزيمة.
ان العرب اختزلوا كل مشاكلهم في جسد المرأة سواء كانوا من اليمين او اليسار – الا قليلا – فهؤلاء يعتبرون ان التدين في تغطيتها واولئك يعتبرون ان التحرر في تعريتها، يالها من نظرة ساذجة سطحية للتدين والحرية!
لا عجب اذا ان يطلب البعض رشوة هي عبارة عن تأشيرة حج فهذا هو مستوى فهمهم للتدين أو ينقلب اشد المطالبين بالتحرر على كل مبادئه عندما تخالف وجهة نظره حول أمر ما أو تطالب بالعدل لأعداءه.
وعلى ما يبدو اننا سنظل نردد مقولة المتنبي الخالدة وحتى فناء هذا النوع من البشر الذي استحق الفناء عن جدارة:
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم ....... يا أمة ضحكت من جهلها الأمم



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرحية
- الحمار مسعود يواجه حرب الشائعات
- معجم السيساوي
- مصر والعراق الى أين ؟
- الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء
- بين نارين
- القفز في الفراغ
- الشيطان في جسد الأبله
- مكافحة الفساد في دولة الفساد
- صمت القبور
- تأثير الفرد
- الخيانة عادة أهل الخيانة
- التنظيف على الطريقة السيساوية
- عندما يحكمك المجرمون والعملاء
- من ربط البطن الى ربط الرقاب
- أين الله؟
- قل احتلالا ولا تقل تحالفا
- طريق الاستبداد
- الغرق في شربة ماء
- الصراع الأبدي


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حنان محمد السعيد - نقاب حلا