أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - حول العلمانية والانتفاضة الثورية في العراق















المزيد.....

حول العلمانية والانتفاضة الثورية في العراق


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 5959 - 2018 / 8 / 10 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقابلة مع عصام شكرى عضو المكتب السياسي ومسؤول منظمة العلمانية والحقوق المدنية في العراق
حول العلمانية والانتفاضة الثورية في العراق

نحو الأشتراكية:
اصدرت خمسة اعداد من مجلة "سكيولار" العلمانية خلال السنوات الماضية ومنشورا اسبوعيا بعنوان " العلمانية هي الحل" واصبحتم شخصية معروفة بالعلمانية من خلال برامجكم التلفزيوني اضاءات علمانية. الآن بعد 15 سنة من العملية السياسية في العراق و تنصيب القوى الاسلامية في السلطة، ماذا حدث في العراق؟ اصبح شعار العلمانية الذي انتم ناديتم به يتحول الى شعار رئيسي في المظاهرات في شوارع العراق؟

عصام شكري:
اشكركم على توضيح جهود منظمة العلمانية والدفاع عن الحقوق المدنية في العراق. نعم لدينا تقصير كبير في اصدار مجلة سيكولار (العلماني) وايضا نشرع باصدار منشور (العلمانية هي الحل) لنوزعها كل اسبوعين في بغداد والمحافظات. هذه الادبيات العلمانية كان لها محبوبية واسعة في اوساط الشارع العراق لم تتغير منذ اصدارها لاول مرة في العام 2004. ولكن مفهوم العلمانية تغير.

فقبل 15 سنة كانت العلمانية صرخة تحدٍ يائسة. كنا بعيد احتلال العراق نشهد بام العين جدران المجتمع المدني العراقي وهي تتصدع وتتهاوى قطعه تترى على رؤوس البشر. بعد احتلال العراق كان العلمانية صرخة (لا) بوجه ما سمي بالعملية السياسية. لولا تشخيصنا الصائب والدقيق لمعنى العملية السياسية وابعادها السياسية لما كنا استطعنا الاستمرار. العملية السياسية كان محاولة على الارض لتطبيع الموديل الامريكي الذي طبخ بعناية في مطابخ النظام العالمي الجديد؛ مطابخ اليمين الاكثر رجعية بتأريخ امريكا والعالم تحت ادارة جورج بوش جونيور وديك تشيني ورامسفيلد وجنرالات الجيش الامريكي المجرمين الذين مزقوا العراق اربا بعد ان حطموه جماهيره بالحصار والتجويع وقنابل اليورانيوم المنضب. كان العراق حقل تجربتهم السياسية الجديد وموديلهم الالترا رجعي القائم على تقسيم المجتمع الى كيانات بناء على الاديان والطائفية ثم تنصيب الملالي والمشايخ ورؤساء القبائل والعشائر ورجال العصابات وبالتالي تفتيت المجتمع الى كانتونات ومحميات برعاية الجمهورية الاسلامية والسعودية وتركيا وخلق حالة رهيبة من الصراع الطائفي والمذهبي وتدمير كل ركائز المدنية في العراق.

في العام 2003 عندما اسسنا منظمة العلمانية والدفاع عن الحقوق المدنية في العراق في احد القاعات ببغداد كان الرصاص يلعلع والانفجارات في كل مكان والجيش الامريكي يدمر الشوارع والساحات ويسحق بزناجيل دباباته وهامراته المخيفة كل اثر لحضارة او تمدن. دمروا محطات توليد الطاقة الكهربائية عن بكرة ابيها ولم يرجع الكهرباء لحد اللحظة. دمروا كل شئ. ارجعوا العراق القهقرى. وكان تنصيب الملالي والمشايخ ورؤساء العصابات وفتح الحدود لجيش القدس واطلاعات الايرانية يتصاحب مع فتح السجون والتعذيب بالكهرباء في ابي غريب وحمامات الدم. العراق كان الوليد الاول للنظام العالمي الجديد.

حينها كان اعلاننا عن العلمانية. في تلك الفترة كانت الميليشيات الدينية تحفر رؤوس المخالفين بالدريلات الكهربائية وتقتل النساء في البصرة بسبب زيهن وكان الاختطاف والارهاب في كل مكان. العلمانية اذن لم تكن سوى صرخة للحفاظ على المجتمع وانقاذه.

في خضم الاجرام وسفك الدم وتقسيم المجتمع وتدمير المدنية وسحق حقوق المرأة والدوس على كل منجز انساني وعمالي وحضاري في العراق من قبل امريكا والجمهورية الاسلامية والمملكة السعودية واعوانهم في العراق صرخنا: كلا. لن تمروا ولن يمر موديلكم ومشروعكم الاسود. سميناه سيناريو اسود. في حينها كشفنا اوراقهم الصفراء. اوراق الاسلام السياسي الاجرامي وسنده امريكا والجمهورية الاسلامية والسعودية. فضحنا تكالبهم على تقاسم الحصص. فضحنا نموذجهم وبرنامجهم وطرحنا برنامجنا البديل وكان اول فقرة فيه فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم والقضاء؛ فصل الدين عن المجتمع.

اما اليوم حيث الشوارع تضج بالتظاهرات فان مطلب العلمانية تحول من شعار رفض الى اثبات. انتقلت العلمانية من كونها نفي للمشروع التقسيمي للمجتمع الى كيانات ما قبل المجتمع المدني الى نعم اثباتية للدولة العلمانية. صارت العلمانية كلمة الشارع بعد ان كانت مطلبا لنا نعلن عنه ونتلقى الفتاوي بالقتل والارهاب. الان انتقلت العلمانية الى الشباب والنساء والجماهير. العلمانية اليوم اصبحت مثبتة وراسخة. لم نكن "فتاحين فال". شخصنا "اللعبة" وتحركنا ضدها من اللحظة الاولى. قلنا العراق المجتمع متمدن ويحب العلمانية وفي البداية كنا نريد حمايته من التفتت. اما اليوم فاصبحت العلمانية محل هجوم. ومحل النفي صارت اثباتا ومحل السلبية اصبحت ايجابية؛ محل تلقي الضربات والشتائم اصبحت تهجم وتقتحم.

نحو الأشتراكية:

هناك اطرف اخرى يدعون الى العلمانية مثل اياد جمال الدين و اياد علاوي و ملا بختيار في كردستان العراق. هل صح انهم علمانيين؟ و ما هو العلمانية الذي انتم تدعون اليها؟ و ما هو الفواصل بينكم و بين هذه الأطراف او اطراف اخرى؟ علما الاعلام البرجوازي يسمي الأحزاب القومية علمانية.

عصام شكري:

الافراد واجهات لحركات اجتماعية او ميول اجتماعية لطبقات اجتماعية. ومن هنا لا استطيع وضع هذه الاسماء في خانة واحدة. السيد اياد جمال الدين انسان تقدمي بالتأكيد ولكنه واجهة لحركة اجتماعية هدفها ترقيع الدين. يريد ان يمثل تيار الاصلاح الديني. الهدف لا علاقة له بالمجتمع او حقوق المرأة او ابعاد الوعي الخرافي والقدري عن ملايين الشباب والشابات. كيف يمكن لشخص معمم ان يحمل لواء ابعاد الوعي الخرافي عن المجتمع؟. انا لا اشكك بنوايا الشخص ولكن بالميل السياسي او الاجتماعي لحركته. نحن لا نطلب اصلاح الدين. لا نطلب انقاذ الدين من التزوير والتزييف. نحن لسنا ضد هذه المؤسسة الدينية او تلك. لسنا ضد هذه الحوزة او تلك. نحن نريد ابعاد الدين كليا عن الدولة وكامل اجهزتها لحماية البشر من الدين والحفاظ عليهم وعلى حرياتهم وكراماتهم الانسانية. ليس هدفنا اجراء اي تحسين عن "النظرة للاسلام" او الدخول في متاهات الاسلام المتسامح والصحيح والاصلي والمزور والمنحرف. ترتيش الدين او (كما عند السيد محمد القبنجي - اعادة تعريف الله...الله الجميل المتسامح والبشوش) ليس هدفنا. نحن لا نفرق بين ابن تيمية وتعليمات الامام الخميني او الصدر او الحكيم او السستاني. نحن ضد هؤلاء كلهم. برمتهم وبكل افكارهم وتنوعاتهم وتمثلاتهم. هؤلاء لا موطئ قدم لهم في العراق ما بعد الميليشيات. نحن نريد عزل الدين عن المجتمع؛ طرد الدين كليا من الحياة السياسية وحصره كامر شخصي ايماني معتقدي يبقى محصورا بذهن حامله. لا مكان لظهور عمامة "تصرح" وتفتي وتجادل في السياسة والقضاء والتعليم والتربية والفيزياء والكيمياء. هؤلاء غير مؤهلين حتى عند التماهي مع اهدافنا. هناك شئ نشاز. تناقض صارخ. هذه الحركة الاصلاحية الدينية لا يجب ان تمر تحت غطاء العلمانية. الاصلاح الديني لن ينقذ الدين من الضربة القادمة.

اما اياد علاوي فلا تعليق لدي عليه. هذا السياسي احد مهندسي المجازر في العراق. احد مفبركي اسلحة الدمار الشامل ليتحول الى ملياردير على حساب ملايين القتلى والجرحى والمعاقين والملايين من النساء والشابات والطفلات. انه احد ازلام امريكا ومنفذي نظامها العالمي الجديد الدموي. هذا السياسي يمثل الانتهازية باكثر تجلياتها فجاجة. لا يجب مقارنته بجمال الدين او اخرين. له منزلة ومكانة خاصة. ولحسن الحظ انتهى دور اياد علاوي تماما كما زميله "الشهيد الدكتورالمناضل" الاخر. من بقي؟ ملا بخيتار. للاسف لا اعرفه ولا استطيع الحديث عما يمثل. اعتقد انه يمثل الجناح الاصلاحي القومي في كردستان.

ولكن لاقول باختصار. البرجوازية لديها اجنحة محافظة واجنحة تبرز على انها راديكالية لامتصاص النقمة. البرجوازية تتحرك حسب الشارع في اوقات الازمة. كمثال وضعت البرجوازية كلمة "المدنية" على لسان اكبر ملله جاهل ومتخلف ويرأس ميليشيا معروفة بالفتك والاجرام ضد النساء والاحرار والعلمانيين والان هو "مدني". تبدو مسخرة مضحكمة ولكنها في الواقع مبكية. فهي دليل على افلاس تيار هذا الملله. مقتدى الصدر تحالف في "سائرون" مع الحزب الشيوعي (الطائفي) العراقي ليرتش وضع البرجوازية العراقية الدينية المتهاوي وليفجر المظاهرات من داخلها تحت شعار "مدنية". انا ارى ان كلمة مدنية هي رديف قومي – بعثي معادي للجمهورية الاسلامية. شئ مخزي ان يحرك الجماهير ملالي بهذه الدرجة من التخلف. اود تحذير الشباب الثوري والنساء وكل الاحرار. العلمانية لا يمثلها رجال الدين ولا الافاقين وتجار الحروب ولا القوميين اصحاب السجلات الدموية. العلمانية اليوم هي مطلب انساني؛ مطلب تحرري، مساواتي، اشتراكي عمالي مرتبط بعمق ازمة المجتمع التي سببها الدين ورجال الدين وميليشيات وعصابات الدين والقومية.

نحو الأشتراكية:
اول ثورة علمانية حدثت في فرنسا و مفكريها و فلاسفتها كان من الطبقة الوسطى او البرجوازية امثال جان جاك روسو ومنتسكيو وفولتير وغيرهم من مفكري وسياسيي عصر النهضة. الأن البرجوازية تراجعت عن العلمانية كليا ولم يعد يدافع عنها لا في الغرب و ا في الشرق. هل ممكن توضح ما هو القوى الواقعية لاحداث ثورة العلمانية يكون احد اركانها الأساسية؟ و ما هو ربط العلمانية بالأشتراكية و الشيوعية العمالية؟

عصام شكــري:
سوال ممتاز. نعم العلمانية كانت مطلب الثورة الفرنسية. في البداية اقتحمت الجماهير سجن الباستيل في 14 تموز ثم تدخل الراديكاليون وحولوا الثورة الى علمانية بعد ان كانت مطالبة بالخبز والحرية. العلمانية اليوم من الناحية الاقتصادية – السياسية قد اصبحت مطلبا اشتراكيا. ويحمل لواءها بنظري الطبقة العاملة لا البرجوازية. البرجوازية في بداية الرأسمالية في سعيها الى توسيع نطاق ضم الدول المستعمرة (بفتح الميم) كانت تسعى الى التحديث والمواطنة والمساواة والاخوة. كان مطلب البرجوازية الفرنسية قبل 200 سنة هو هذا: تحويل اقنان الارض وعبيده الى عمال "احرار". اي تحويل عبودية الارض الى عبودية الاجرة (وليس الغاء العبودية). ان شعار المواطنة والمساواة والاخاء والحرية كان بالظبط الصياغة السياسية لتلك الاهداف الاقتصادية السياسية. عملية التراكم الرأسمالي وتحويل كامل العالم الى مجتمع مقسم طبقيا الى برجوازية وعمال كان امرا حتميا لانتصار البرجوازية الثائرة على الاقطاع. كان ضروريا لاتمام هذه النقلة حدوث الثورة السياسية وتأسيس الجمهورية. البرجوازية شكلت جيوش العمال وكان لا يمكن للرأسمال ان ينتصر دون هذا التجييش. ولكن هذا التجييش انتهى. اصبح العمال خطرا فاوقفوا المد "التقدمي" للعلمانية وارجعوا الدين. ومن هنا فقط يمكن فهم مقولة البيان الشيوعي "العمال حفاري قبور البرجوازية".

وهنا اود ان اسأل من باب الحوار: من ارجع الدين الى العراق بعد اسقاط الدولة ؟ انها البرجوازية الامريكية والبريطانية والفرنسية والعالمية بكل دوائرها وجيشها. من يحكم اليوم في العراق؟ البرجوازية الدينية بشيعييها وسنييها وعصاباتهم. من يحكم في ايران؟ في السعودية؟ في افغانستان؟ من يدافع عن هؤلاء؟ من يحميهم ويعقد الصفقات معهم؟ من يحمي الملالي في الغرب ويسلطهم على رقاب المهاجرين؟ انها دول الغرب "العلمانية". لم تعد العلمانية مطلبا برجوازيا. انها مطلبا انسانية وعماليا. مطلب 99% من الجماهير المحرومة من المساواة ومن الحرية.

ما يفرق اليوم عن البارحة هو ان العلمانية اليوم يتبناها الاشتراكيون وقادة العمال والاحرار والانسانيون لا الاحزاب البرجوازية. وبهذا المعنى فان العلمانية ورايتها انتقلت الى يد العمال من اجل المساواة والانسانية البعيدة عن العبودية من كل لون وشاكلة؛ لا عبودية الارض ولا عبودية الاجرة. من اجل الحرية لكل البشر والمساواة لكل البشر.

نحو الاشتراكية:
الشعار الرئيسي للربيع العربي كان "خبز حرية كرامة انسانية" و وصل الأسلاميين للسلطة حركة النهضة في تونس و اخوان المسلميين في المصر و لكن الشعار الرئيسي لثورة العراق" خبز حرية حكومة علمانية او مدنية" و عدم قبول اي حزب اسلامي داخل المظاهرات. و اننا نعرف بان سلسلة ثورات المنطقة هي امتداد لبعضها. ما هو الذي ادى بالتركيز و التعمق حول العلمانية في العراق اكثر من مكان اخر؟

عصام شكري:

عدة عوامل تدخلت في التحول النوعي هذا. اولها قوة ومكانة العلمانية في العراق بسبب تأثير الحركة اليسارية والعمالية والتأريخ النضالي للطبقة العاملة ودعم المساواة. على سبيل المثال حركة تحرير المرأة في العراق وارتباط النضال النسوي بالنضال العمالي الاشتراكي. الطبقة العاملة العراقية لها دور مشهود على مدى التأريخ المعاصر. لنسجل هذا اولا.

من جانب اخر فان العراق مر باحداث فريدة. لا يمكن ادراك الاهمية السياسية للاحتجاجات في العراق من خلال مطالب الكهرباء والماء النظيف بل من خلال مطلب العلمانية وغدا المساواة الكاملة بين المرأة والرجل. العراق هو هدف هجوم النظام العالمي الجديد الكاسح. واذا ادركنا التأريخ النضالي العمالي والنسوي في العراق ودمجه بمحاولة امريكا فرض الموديل التقسيمي الديني المذهبي الطائفي سنعرف سبب التحول الراديكالي قياسا ببقية دول الربيع العربي او حتى بانتفاضات جماهير ايران.

وهناك اعتبار اخر هو الحركة الاعتراضية للشيوعية العمالية في العراق وايران. لم تترك الشيوعية العمالية المتحزبة الوضع في العراق سائبا للميليشيات والعصابات الاسلامية والطائفية والعشائرية. كنا لهم بالمرصاد. لسنا بثراءهم ولا تدعمنا انظمة وليس لدينا سوى جهودنا واصرارنا ولكنا كنا لهم بالمرصاد. لم نتركهم ينتفسون. لم نتركهم يغمدون خناجرهم في اعناق الجماهير. كنا دائما نقول انكم نشاز ووضعكم لا يتناسب مع وضع المجتمع وتمدنه. ان التأثير المدمر للدين وتدخل الدين في حياة الملايين وخاصة النساء قد حول ملايين الشباب من اتباع عميان للملالي الى الالحاد و"الكفر" بكل شئ وخاصة بما سموه العملية السياسية (عملية تقسيم ادوار النهب والسلب والبلطجة بين العصابات). الفشل في تشكيل دولة من هذه الميليشيات المنصبة، غياب قدرة الجماهير الكلية على التحكم بواقعها والسيطرة على هذا الواقع من قبل ميليشيات دينية لصوصية واجرامية كلها عوامل ادى الى انفجار الجماهير الى هذا الشكل في العراق.

نحو الأشتراكية:

سؤال الأخير احرق المتظاهرين في البصرة و النجف صور خميني و رموز الايرانية و رفعت شعار" ايران برة برة عيراق حرة حرة" و رفض جميع الأحزاب الأسلامية في العراق. و في ايران هناك حركة ثورية لاسقاط الجمهورية الأسلامية و في نفس الوقت. يعني هناك اهداف مشتركة بين جماهير البلدين. كيف تقيم ذلك؟ كيف يمكن بناء حركة تضامنية بين جماهير البلدين من اجل اسقاط الأسلام السياسي بالمنطقة؟

عصام شكري:

هذا تراصف رائع للاحداث. جماهير ايران تريد اسقاط جمهوريتهم الاسلامية الدموية وجماهير العراق تريد اسقاط سلطة الميليشيات العميلة للجمهورية الاسلامية. ولكنه ليس تراصفا قدريا ولم يحدث بالصدفة. ان الوضع في البلدين مختلف جذريا ولكنه مشترك في توسع نفوذ وهيمنة الجمهورية الاسلامية في اوضاع العراق. ان احساس الجماهير بان قدرتهم على التحكم بحياتهم ومستقبلهم معدومة كليا. فميليشيات بدر وحزب الله والصدر وعصائب الحق وبقية الحثالات مجرد عصابات تابعة للجمهورية الاسلامية تختلف وتتعارك فيما بينها ولكن الحقيقة واحدة. عصابات مرتبطة باقطاب متصارعة في الجمهورية الاسلامية نفسها – الحرس الثوري – خامنئي – روحاني - الخ. حرق صور الخميني هو حرق لكل شئ لانه حرق للمصدر. حرق لولاية الفقية الكريهة والاجرامية. هل لاحظتم احد يكترث بحرق صور العامري او الخزعلي او الحكيم رغم اجرامهم؟ كلا انهم يعرفون والجماهير تتصرف بذكاء. حرق المصدر. اما هؤلاء فديكورات.

لا اعرف لحد اللحظة كيف بالامكان تخطي الفروق السياسية والاجتماعية بين الثورتين في ايران والعراق ولكن حركة الشيوعية العمالية بامكانها ابراز النضالات الثورية للجماهير في كل من العراق وايران؛ في كل مدينة وحي وشارع بامكاننا ان نظهر الحركة الثورية ونؤكد على الشعارات المناهضة للاسلام السياسي والرغبة بدفنه. هذا النضال في كل بلد يقوي من عضد النضال الاخر ويعطي احساسا عميقا بالرفاقية والاخوة. ان معرفة الجماهير بما يجري على الجانب الاخر سيوحد جهودها في بلدانها من اجل اسقاط الاسلام السياسي في ايران والعراق. حركة الشيوعية العمالية بامكانها القيام بالكثير وايضا التعاضد العمالي بين عمال البلدين؛ تشكيل لجان مشتركة وترجمة البيانات والمظاهرات والاحتجاجات وتعريفها للاخر.

ختاما اقول ان الجماهير في العراق لم يبقى لديها ذرة من تحمل. الجمهورية الاسلامية أيلة للسقوط ومعها ستتهاوى الميليشيات الاجرامية وربما يحدث العكس. وفي كل الاحوال سنتأكد بان هذا ما سيحصل. نناضل من اجل ان تشرق شمس الحرية والمساواة والرفاه والانسانية على الملايين، لا في العراق وايران فحسب، بل كامل منطقة الشرق الاوسط.

نحو الأشتراكية:



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة مع عصام شكري حول مهزلة الأنتخابات البرلمانية في العرا ...
- التعاون الامريكي الايراني في العراق
- لا اسلام معتدل! يجب تحريم كل الاحزاب الدينية كما حرمت اوربا ...
- عصام شكري - سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الي ...
- نداء لتشكيل جبهة مناهضة البربرية في العراق
- فرنسيس، ماذا تفعل في فلسطين ؟
- الى جميع القوى السياسية والجماهير المتمدنة
- سخام الديمقراطية ومأزق الدولة
- بمناسبة الذكرى 11 لحرب امريكا في العراق - رسالة سعيد نعمه ال ...
- رسالة تضامن الى هيئة التنسيق النقابية في لبنان
- هل الدين أخلاقي ؟
- علمانية السيد علاوي!
- انقذوا خالد خليفة محمود
- حول اسقاط تمثال لينين وتحطيمه في كييف
- أضرار جانبية* Collateral Damage
- ايران 5+1 ، جنيف 2، وتفكيك جبهة الاسلام السياسي”الممانع“
- زياد الرحباني واليسارية الاعتذارية
- خطاب يوم العمال العالمي *
- عمال العراق: وحدتكم تخيفهم !
- رسالة الى فاتو بيسودا محامية الادعاء في محكمة الجنايات الدول ...


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - حول العلمانية والانتفاضة الثورية في العراق