يوحنا بيداويد
الحوار المتمدن-العدد: 5958 - 2018 / 8 / 9 - 04:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
قراءة من اللوح الاخير
لاسطورة الخلق البابلية
بقلم يوحنا بيداويد
في هذا الزمن الغريب!
أصبح كلَ شيء مستحيل
وغير مستحيل
لا توقف للصيرورة (1)
وأصبح الضمير من اخوات كان وشقيقاتها
وأصبح الدولار اقوى سلطان في بلادنا
جفت مياه نهري دجلة وفرات على يد اعداء
وتحولت ارض العراق الى صحراء
ولم يبال أي منهم بهذا البلاء
كيف ستستمر الحياة بلا ماء؟
أصبح أبناء اور وبابل ونينوى واريدو والوركاء
كلهم غرباء
حتى إله انليل لا يسمع عويل الايتام والفقراء
لأول مرة تخاذلت الهتنا (2)
اين عظمة مردوك وكلكامش وعشتار؟
حتى الاله (انو) هرب الى وراء البحار
تنازلوا عن عشتروت الخلود
واختاروا اشباع الغرائز والملذات
اجبر ابنائهم للهجرة
كي تبتلعهم امواج بحر ايجه
كانما امر كتب من انشار
من صاحب لوح الاقدار
بالأمس قادت جموع في البصرة (3) مظاهراتهم الى معبد العظيم (4)
فلم يجدوا لا الحراس ولا إله (انليل).
فرجعوا الى بيوتهم خائبين
لا كهرباء، لا ماء ولا دواء للمساكين
نسوا انهم احفاد انكيدو الجبار
منازع كلكامش وقاتل خمبابا وعشيق شامات!
لماذا يدفنون حزنهم ؟
اكراما لالهة سيع سماوات؟
نحيب وصراخ راحيل واخواتها
وصل أعماق الأبدية
وانقلب هناك صمت الأبدية الى صخب
الى عزاء كبير
بكى حمورابي وأبكى كل الملوك الجبابرة
وكل آلهة بلاد ما بين النهرين
لقد سمعوا بما لم تسمع اذانهم
منذ ان اجبرت عشتار على العراء
ان حضارتهم فسدت بيد رجال الدين وتعاليمهم الجوفاء
ودماء احفادهم جرت وتجري بدون اكتفاء
تذكروا كيف سقطت بابل العظيمة على يد الغرباء
كيف فتح رئيس الحراس الباب للاعداء
لوح القدر كتب علينا
كل الهزائم تاتي من وراء خيانة
اندثر العدل والقانون باسم اله غريب
لا يستطيع القيام واجبه
فأعطى للفاسدين توكيل
جعلوا الموت والقتل طريقا للقداسة
لا عدالة، لا ضمير
لا تسمع الا كلاما مريب
كله نفاق باسم الدين
هل فعلا الدين يتحول الى افيون عند المؤمنين؟!
أيها العراقيون
لماذا تحبون لون الأسود
لقد خانكم الجميع
خانتكم إلهتكم من اعظمهم الى الاخير
حتى اخر موظف او شرطي تراه عميل
فأنتم تعيشون في زمن حكام لا شيمة ولا اخلاق
حتى الأستاذ وباع أسئلة الامتحان
فممن تنتظرون ان يكون امين
تخلوا عن مبدا الميزان او مبدا الجاذبية!
لا نعرف من افسد من؟
هل الدين سبب فساد والخراب.
ام المؤمنين عادوا الى الهبل والعز واللات
بالامس
ترائى لي الاله انو (5) في الحلم
وقال:
في أعالي
تعالت صيحات حراس الأبدية
في قاعة الخلود اجتمعت الالهة
فاقسموا على انهاء الفوضى وجلب الفناء
ودفن الحرية
لن يبق كائن يتنفس الهواء
ولا شيئا من هذه البربرية
انتهى السفر.
#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟