إيهاب فتحي
الحوار المتمدن-العدد: 5957 - 2018 / 8 / 8 - 17:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تتضارب مفاهيم الربوبية واللاأدرية والإلحاد لدى أتباع الأديان النظامية، وغيرهم، فلزم هنا التوضيح المختصر لكل مفهوم منها:
الربوبية - Deism: "ويسميها البعض اللادينية" هي الاعتقاد بحتمية وجود مُنشئ او خالق او إله او مُوجد او سبب اول لهذا الكون.
والسبب، من وجهة نظر اصحاب هذا الاتجاه: هو استحالة ان ينشأ هذا الكون وان يسير على هذا النظام بدون خالق او مُوجد له.
واهم سمات اصحاب اصحاب هذا الاتجاه انهم يرفضون ربط خالق هذا الكون بإله الديانات الأخرى، فهذا الإله او هذا الصانع؛ لا رسلا ولا كتبا له ولا اوامر أو محرمات، ولا حياة اخرى يحاسب فيها البشر.
اللاأدرية - Agnosticism: هي الاعتقاد بأن الإجابة عن سؤال: (هل هناك خالق لهذا الكون ام لا؟)، مستحيلة وخارجة عن قدرة وعلم البشر.
ويضرب بعضهم مثالا توضيحيا على ذلك بـ(نمل يعيش في صندق منذ ان جاء الى الدنيا وحتى مات)، فيستحيل عليه ان يعرف ماذا يوجد خارج هذا الصندوق، وبالتالي السؤال غير منطقي والإجابة عليه مستحيلة، ومع ذلك، بعض اللأدريين متقبلون لفكرة إمكانية وجود صانع لهذا الكون، لكن هذا الصانع، إن وُجد، فلا علاقة له بإله الأديان كلها.
الإلحاد - Atheism: هو الاعتقاد بعدم وجود صانع او خالق لهذا الكون، حيث لا دلائل على وجوده، من وجهة نظر اصحاب هذا الاتجاه، ومع ذلك يوجد نسبة كبيرة من الملحدين منفتحة على فكرة انه من المحتمل، ولو بنسبة 1%، ان يكون هناك سبب اول او طاقة معينة او موجد لهذا الكون.
ولكن حتى يثبت ذلك يقينا، فإن البقاء على الاصل أوجب، وهو الاعتقاد بعدم وجود إله او خالق او صانع لهذا الكون.
نلاحظ ان الثلاثة مفاهيم تختلف اختلافا طفيفا في نظرتها تجاه وجود إله لهذا الكون، لكنها جميعا تتفق على بشرية الأديان وهزلية فكرة الوحي وعدم منطقية فكرة النعيم او العذاب الأبديين.
ولذلك احيانا يجتمع معتنقو المفاهيم الثلاثة تحت مظلة مسمى واحد وهو اللادينية، فصفة (اللاديني) قد تُطلق -تساهلا- على أيٍ من الثلاثة.
كما قد يطلق عليهم ايضا صفة الـ(كافر - Infidel) خاصة من قبل المؤمنين بأي دين، عندما يصفون بها كل من أُزيلت الغشاوة عن عينيه، واكتشف كذب ودجل وهزلية فكرة الدين.
#إيهاب_فتحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟