محمد جابر الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5957 - 2018 / 8 / 8 - 12:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التذكير والوعظ والنصح والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. من الأمور الضرورية لتقويم وبناء الفرد والمجتمع و بها تعمر الأوطان، ويكفي لإثبات أهميتها أنها في نظر الشارع المقدس من فروع وواجبات الدين، بل هي الدين كم قال النبي الصادق صلى الله عليه واله وسلم: « الدين النصيحة ».
فهي من أفضل العبادات، وأنبل الطاعات، ومن أهم الأساليب والوسائل العملية في منع الرذائل، وانتشار الفضائل، وزرع بذور الخير والصلاح والسلم والسلام في المجتمع، وقلع جذور الشر والفساد والجهل والتطرف والتحلل الأخلاقي والفكري.
من أجل ذلك خرج الإمام الحسين عليه السلام، بالرغم من قلة الناصر وكثرة العدو، في اكبر وأعظم ملحمة في الوجود، تجسدت فيها أسمى وأنبل صور ومعاني التضحية والعطاء والإرشاد، فصارت مدرسة مُلهمة لجميع الثوار والأحرار والمصلحين وفي طليعتهم غاندي، ففي تلك الأجواء القاسية، لم يتنازل الحسين عليه السلام عن مبدئه وهدفه ولم يهادن ولم يساوم ولم يكل ولم يمل، فكان يقدم النصح والإرشاد والأمر والنهي إلى أعدائه وقاتليه، وهو مضرج بدمه وسيف الذبح على رقبته، وهو يعلم أن أسماعهم وقلوبهم قد أغلقت أمام النصح لكنه عمل بالمنهج والقانون القرآني،
وعليه فإن من أهم وأبرز مظاهر التأسي والإقتداء بالحسين عليه السلام، وإحياء سيرته، وإقامة الشعائر الحسينية الرسالية، هو تقديم النصح والموعظة والقيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قال الأستاذ المعلم الصرخي بيان رقم -69- محطات في مسير كربلاء:
« هل سرنا ونسير ونبقى نسير ونثبت ونثبت ونثبت على السير ونختم العمر بهذا السير المبارك المقدس السير الكربلائي الحسيني الالهي القدسي في النصح والأمر والإصلاح والنهي عن المنكر وإلزام الحجة التامة الدامغة للجميع وعلى كل المستويات فنؤسس القانون القرآني الإلهي وتطبيقه في تحقيق المعذرة الى الله تعالى أو لعلهم يتقون
حيث قال الله رب العالمين سبحانه وتعالى : { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الأعراف/164»، انتهى المقتبس.
قال نبي الرحمة والنصيحة والإرشاد : « إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه».
#محمد_جابر_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟