هل تعلم – 5-
وفاء العراقي لعهده فخرا وشرفا ورفعة ... النكث بالعهد عاراً ما بعده عار... الوفاء بالعهود امتداد لأخلاقيات وقيم وشرائع إسلامية وعربية وعراقية تاريخية توارثتها أجيال ارض الرافدين منذ الاشراقات الحضارية الأولى... فالذي جاءت به مسلة حمورابي من شرائع يمثل في جله تنظيم التزامات عهود الناس الشفهية أصلا مع بعضهم البعض...
خيانة العهود صفة ملازمة للفاشنازيين ... وجزء أساسي من أخلاقهم و سلكوهم ... غالبية التعهدات و المواثيق التي دخلوا فيها مع أطراف أخرى , عادوا فنكثوها و ألغوها... ولست بصدد ذكرها , بل المرور سريعا على البعض منها على سبيل التذكير و ليس للتوثيق فجميعها موثقة ... نذكر باتفاقية الحدود مع دولة الكويت بتاريخ 4/10/1963, بيان 11 آذار مـع الاكراد , اتفاقية الجزائر مع شاه إيران عام 1975 , الجبهة الوطنية والتقدمية , تعهد رئيس العراق إلى صهره حسين كامل بضمانه المرحوم الملك حسين... الخ.
ولكن ما هي أول خيانة عهد وتعهد قام بها الفاشنازيون ؟...
استسلم الشهيد عبد الكريم قاسم إلى الفاشنازيين بتاريخ 9/2/1963 بعد تعهدهم له التزامهم بشرط استسلامه مقابل العفو عن المدافعين عنه من جنود وزارة الدفاع , باعتبار إن دفاعهم ذلك واجبا وتنفيذا لأوامر قادتهم ...
ولكن ما الذي فعله الفاشنازيون بأولئك الجنود البسطاء الذين استسلم أبو فقراء العراق عبد الكريم قاسم من أجل إنقاذ حياتهم ؟ ... فلمجرد أن اصبح عبد الكريم قاسم ورفاقه من الضباط بأيدي آسـريه , شن الفاشنازيون هجوما عنيفا وبنار كثيفة أبادوا فيها أولئك الجنود المدافعين الذين كانوا قد توقفوا عن إطلاق النار بأمر من قائدهم قبل لحظات من استسلامه...
نوري العلي / كوبنهاكن