أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - خسوف القمر بطعم أساطير الأولين ..














المزيد.....

خسوف القمر بطعم أساطير الأولين ..


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5956 - 2018 / 8 / 7 - 01:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خسوف القمر بطعم أساطير الأولين ..
ما سأكتبه اليوم ليس بخاطرة أدبية ولا مقالة أو تدوينة سياسية ، بقدر ما هو كم وفير من علامات التعجب والاستفهام والاستغراب المحيرة والمربكة التي حاصرتني من كل الاتجاهات بسبب الأمر المضحك المبكي ، والحالة المعيبة والجارحة إلى أقصى الحدود ، التي عشتها قبل أيام خلال تتبعي لخسوف القمر الذي شاهده المغاربة مساء يوم الجمعه 27.07.2018 ، على غرار الكثير من بلدان العالم، والذي فضح بشكل مريع مدى تخلف المجتمع المغربي ، وأوضح بالملموس الصارخ ، أنه مجتمع لازال يعيش على نفس المعتقدات المتخلفة والتفسيرات الغيبية الأسطورية للظواهر الطبيعية ، التي آمن بها الإنسان البدائي مند آلاف السنين ..
إنه حقا لأمر صادم ومفزع ، أن تتحرر غالبية البلدان المتقدمة من جهلها ويندثر ما تراكم منه عبر الزمان في ثقافاتهم ، وتقبى مجتمعات بلادنا المتخلفة ، تؤمن ، وفي القرن الواحد والعشرين ، بنفس التفسيرات البائدة للظاهرة الفلكية "خسوف القمر" التي تشكل لغالبيتها العظمى مصدر ذعر ورعب وهلع يفوق ما كان يعتري إنسان القرون الأولى ، الذي كان يحتمي بالكهوف والجبال كلما شاهد إحداها ، قبل أن يهتدب بالعلم أن الخسوف ليس أمرا شريرا من فعل الشياطين ، ولا فألا سيئا ينذر بالكوارث والمصائب، ويتوصل إلى أن الخسوف ظاهرة فلكية طبيعية المسؤول عنها هو القمر، وأن ظل الأرض الذي يلقي بنفسه على القمر ، هو المسؤول عن الخسوف ، وأن ذلك ليس من غضب الآلهة ولا من انتقام الأرواح الشريرة ، أو هجوم التنانين والذئاب المتوحشة ، كما كان معروفا لدى الإغريق الذين كانوا ينظرون إلى الكسوف والخسوف على أنهما من غضب من الآلهة ، كما اعتقد الصينيون بأن التنين يبتلع شمسهم ، وكانوا يحاولون ثنيه عن ذلك بقرع الطبول وقرقعة الأدوات المعدنية ، تماما كما كان يفعل الفايكينغ الذين ظنّوا أن الذئاب تمسك بالشمس وتخفيها عنهم ، ولم يكن الأوروبيون ساعتها بأحسن حال من هؤلاء ولا من أولئك ، حيث كانوا يعتبرون هم أن أيضا أن الغول هو الذي يخطف شمسهم ويسرق قمرهم ، وكانوا يواجهونه بالصراخ والعويل ليهرب ويتركهما ، أما مجتمعاتنا العربية عامة والمجتمع المغربي على وجه الخصوص ، الذي ارتبطت لذيه ظاهرتي الكسوف والخسوف بالدين – أو على الأصح - بضعف التدين وقلة التمسك بشرع الله المتمثل في تعري المرأة فقط ، فقد كان ولازال الكثير من المجتمع المغربي يرى أن الخسوف علامة من علامات الساعة ، وانذار بقرب نهاية الدنيا ، ونزول المصائب والكوارث بسبب خروج المراة من بيتها وعدم تحجبها وتبرقعها، وغير ذلك من التفسيرام الغبية ، والأساطر الخرافية المناقظة للدين والمنطق ، والتي سادت قذاراتها وانتشرت في ثقافتنا التي راكمت من تراث الأولين –اليهود والمسيحيين- مئات الألوف من الروايات والأقوال والأحاديث والوقائع المتشابكة ، التي تشكلت قناعات ومسلمات لا سند لها عن الظاهرة ، ولا يتقبلها إلا من تحنط عقله وتجمد وعيه وتغيب فكره ، وشكلت مع الأسف فرصة سانحة للخصوم والأعداء للتشهير بنا..
وفي ظل خضم هذا النحس ومعمعة ذاك الشؤم ، توارى المثقف الحقيقي ، ورجل الدين الصادق ، والفاعل الجمعوي الملتزم ، والمسؤول الحكومي والسياسي الوطني ، وتخلوا جميهم عن دورهم الأساسي في التكفل بِأمراض المجتمع ، وتصحيح نواقصه المعقدة التي تمس الناس في الصميم ، و اعرضوا عن معالجة العلل المتشابكة التي تصيب الحياة الاجتماعية، حاضرها ومستقبلها، وأمنها الاجتماعي ، فإنه ما على المسؤولين الوطنيين ذوي العقول الراجحة الذين أدركوا فداحة الوضع وحجم التحدي ، إلا أن يأخذوا القرارات الحاسمة التي لا بد منها ، مهما كانت صعبة وقاهرة، لتسريع تنوير الأجيال الناشئة وتصحيح معلوماتها وزيادة معرفتها بما يحيط بها ويجول حولها ، بما يلزم من مناهج النقد والتحليل المعتمدة على وقوة العقل والمنطق والجرأة والإرادة ، حماية لهم من الأفكار المتخلفة والمتطرفة ، وإلاّ فلننتظر السقوط المدوي ، الذي مهما تأخّر في الوصول فإنّه قادم لا محالة بما يحمله من الأذى و الدمار و التخلف
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنقلاب على الديموقراطية بالديموقراطية !!!
- تشريع الانقلاب على الديمقراطية بالديمقراطية !!؟؟
- قومة نيام الأمة، عفوا، نواب الأمة !!؟؟
- هكذا هو طبعي وهكذا خلقني ربي ، فما ذنبي !!!؟؟؟
- غيتة ، إسم ومسمى ،معنى ودلالة حسنة .
- لماذا تهمش آيات السلام والتسامح والإنسانية التي يزخر بها كتا ...
- الفرص السانحة تحول الناس إلى ظغاة !!
- على هامش إقصاء المغرب من تنظيم المونديال
- زواج المال والسلطة ، زواج سفاح.
- رمضان بين الأمس اليوم
- ما أشبه قصة -أكلة البطاطس-بقصة -المقاطعة- مع الفارق !!
- المقاطعة ليست جريمة في حد ذاتها !!
- استصغار تأثيرالمقاطَعة !!
- من وحي المقاطعة .
- لا مستقبل لأمة لا تقدس العمل ولا تحترم العامل
- -حشومة- المكبل الخطير لملكة التفكير وإرادة الخلق والإبداع.
- الشارع الباريسي كما رأيته مؤخرا.
- ركل عقائد التخلف !!
- سوء الأخلاق ليست من قلة الدين !!
- من مظاهر عهر التدين الظاهري .


المزيد.....




- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - خسوف القمر بطعم أساطير الأولين ..