أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد الحداد - صنع في الخارج














المزيد.....


صنع في الخارج


ماجد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 5954 - 2018 / 8 / 5 - 23:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( في اوروبا والدول المتقدمة ) واضيف شرق آسيا بجانب ديباجة فيلم الإرهاب والكباب الشهيرة عندما يدخل أحد اي سوبر ماركت كمثال ويقرر ان يشتري شيئا تجده _ في الغالب _ يمعن النظر في الملصق على العبوة او الكيس ويقرأ المعلومات الكاملة عن المنتج من مواد تصنيعه الى جدول القيم الغذائية فيه حتى يصل لتاريخ الصلاحية وسعره ... ثم يقرر بناء على تلك المعلومات هل هذا المنتج يناسبه أم لا ويناسب ظروفه ...
عندنا في الشرق الأوسط والدول التي كانت متقدمة نشتري فورا بمجرد ان الدعاية كافية والمنتح مشهور واسمه مكتوب بلغة اجنبية ما وثمنه لو كان مرتفعا هذا يعطي ثقة عمياؤ ان نشتريه فورا دون النظر لمدى مناسبته لنا او منفعته ...
هذا الأمر يحدث على مستوى الأفكار والأيدلوجيات والثقافات والأديان ايضا وليس على المستوى الإقتصادي الإستهلاكي فقط ...
فنحن حرفيا نستورد الفكرة كما هي بالمواصفات القياسية الخاصة بمنتجيها وتطبيقها وحشرها في جسد مجتمعنا عنوة حتى لو لم يكن على مقاسه ونقول للمجتمع الممتعض انه متخلف لأن معدته لا تستطيع هضم تلك الثقافة الواردة التي تناسبه ...
ما اراه في مجتمعات انصاف الصفوة وانصاف المثقفين لدينا لا يفحصون القوالب الايدلوجية والسلوكية المستوردة جيدا ويقرأون ملصاقتها ليختاروا ايها يناسب مجتمعهم ام لا لذلك هؤلاء مجؤد قشرة براقة زائفة وتافهة تملأ وسائل الإعلام بالضجيج الفارغ وتشتت خريطة الأمة ... وهو السبب في ظهور مجتمع طحلبي جديد نسميه مجتمع وسط البلد ...
حتى التنوير تم استيراده ليس كضوء موجه ومسلط لطريق تطور شعب ما بعينه بل تم استيراد التنوير بقمامته وبما لا يناسب المجتمع كما هو فبدلا من صناعة بطارية او كشاف مسلط على المشاكل وحلولها اصبحنا نعلق فوق رؤوسنا كرة صالة ديسكو دوارة مليئة بشقف من المرابا الصغيرة تشتت الأضواء والألوان البراقة تخفي ملامح الطريق وتجعله مبهما غامضا يثير المجون والرقاعة ويغرقنا في طريق استهلاكي تافه يستنزفنا دون ان يتيح تقديم شئ له قيمة يستطيع ان ينهض بالمجتمع ...
المثقف الحقيقي هو الذي يستخرج اسباب النهضة والتطور من جذور مجتمعه وقد يقتبس ما يفتقده ويتسورد من الخارج لكن بعد اعادة تدويره له لما يناسب لمقاس مجتمعه ليسهل عليه امور التقدم ...
مثلا لو اردنا استيراد قبول المثلية بتلك الطريقة الفجة التي يرقضها الغرب وبالكاد يقبلها المجتمع على مضض ونجد الإشمئزاز على وجه بطل ما في اي فيلم امريكي عندما يعرف او تعرف ان الذي امامهم مثلي رغم انه لم يتدخل في حقه في اختيار اسلوب طقوسه الجنسية ...
طريقة نقد الدين عندنا طريقة مزرية فجة وترفض الدين بكلية في مجتمع انتم تحلمون ان يعيش يوما بدون دين فبدلا من ان نساعد على التخلص من الطوائف المتطرفة في كل دين واصلاح ما يمكن اصلاحه او الاستغناء عن الرؤية الدينية القديمة في عصور مضت وتطوير تلك العاطفة والتشريعات بما يتناسب مع ظروفنا نحد دعوة للإنهيار العاطفي التام في مجتمع متماسك من خلال فكرة الدين تحت تعلّق بوجود رب يحميهم ... لذلك لم نجد ابدا في تاريخ متنوري وعلماء الشرق الأوسط على مدار التاريخ يوجد منهم ملحد واحد بل جميع لادينيهم كانوا ربوبيين لأنه مرتكز عقلي ونفسي لتلك المجتمعات لذلك سيظل هذا المجتمع يلفظ الإلحاد حتى النهاية ...بعكس اوروبا مثلا نجد ان الإلحاد ينتشر اكثر من الربوبية لذلك هو مناسب للعقلية هناك بسبب عدم الترابط القوي بين المجتمع هناك بعكسنا تماما وايضا لأسباب ميل المزاج الأوروبي للمسيحية والشرق اوسطي للاسلام وهذه اسباب طويلة يطول شرحها لماذا المسيحي يسهل عليه الالحاد ويصعب على المسلم واليهودي الا ان يكون ربوبيا فقط سنتكلم عن السبب لاحقا ...
اعطيت نموذجان فقط كامثلة للاستيراد الغير مناسب دون فحص جيد لما يناسبنا وبما لا يناسبنا ... لهذا نجد انصاف بشر وانصاف روبوتوتات تتسلق على التنوير وتجدها مجرد طحالب ترتعش لو انتقد احد الجادين المثلية او الإلحاد او الدين او الفيمنتستس ...
حقا نحن بحاجة لتطهير عرقي للمثقفين قبل الشعب الكادح الذي ننتقد مشاكله اولا ...
#انسان_يفكر



#ماجد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البدايات
- ماتحاولش تبقى أي حد تاني غير نفسك
- تأملات في الإنتحار
- الناسخ والمنسوخ
- النجمة الخماسية ... هارديز وابليس
- جدع ( انت يا جدع انت )
- با_كن_رع_نف
- أزمة افتعلها لنا الزمن
- صوت الجرس عورة
- أسطورة الرياضيات
- السعودية البريئة
- نظرية في الجمال ... مسلسل لعنة الإرتباط الشرطي
- الإليانز_والإليوميناتي_والمسيا
- محاولة للفهم
- الختان اصل القريان
- نحو تكنولوجيا مصرية
- الموسيقى والشعوب ( لغة الطير )
- الدعاء على اسرائيل
- كيفية عمل قانون الجذب
- معبد سيرن و رمز 666 الغير شيطاني


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد الحداد - صنع في الخارج