أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - الخلاص من إرث -أوسلو- شرط لاستنهاض المقاومة الفلسطينية














المزيد.....


الخلاص من إرث -أوسلو- شرط لاستنهاض المقاومة الفلسطينية


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5954 - 2018 / 8 / 5 - 17:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


الخلاص من إرث "أوسلو" شرط لاستنهاض المقاومة الفلسطينية
ناجح شاهين

هناك طريقتان واضحتان لتحقيق الحلم الصهيوني النهائي بتحويل فلسطين كاملة إلى وطن ل "الشعب" اليهودي بدون أية منغصات سكانية عربية فلسطينية.
الطريقة الأولى هي الطريقة الناعمة القائمة على قضم أرض فلسطين تدريجياً مع التخلص من سكانها على نحو هادئ، بما في ذلك تركيزهم في معازل وإفراغ الأراضي الشاسعة من أي سكان. وهذا النهج نراه واضحاً في السياق الحالي. ولا بد أن قيام الفلسطينيين بأعمال عنيفة واسعة النطاق يمكن أن يقلب هذا الاتجاه ويدفع إسرائيل باتجاه الطريقة الثانية.
وهذه الطريقة تقوم على استخدام قوة مفرطة كافية لترهيب الفلسطيني ودفعه إلى الهجرة خارج فلسطين بما يسمح بشكل من التطهير يشبه بشكل أو بآخر ما حدث في نكبة 1948. ويتطلب نجاح هذا المخطط أن يكون الفعل الفلسطيني والقوة العربية ضعيفان بما يسمح لإسرائيل بأن تحصد انتصاراً عسكرياً يرافقه دعاية عن بطولة الجيش الإسرائيلي الذي ينجح مرة أخرى في إنقاذ اليهود من "المذبحة". يرافق ذلك بالطبع هجرة فلسطينية شاملة لا يمكن لوم إسرائيل بخصوصها.
في مقابل ذلك هناك طريقتان فلسطينيتان لكبح جماح المشروع الصهيوني وحشره في الزاوية. وتتمثل الطريقة الأولى في تفكيك السلطة الفلسطينية وإعادة الشعب الفلسطيني إلى وضعه السابق بوصفه شعباً مدنياً محتلاً يواجه دولة مدججة بالسلاح. في هذا السياق يمكن للنضال الفسطيني أن يربح "أخلاقياً" وإعلامياً مثلما حصل في الانتفاضة الأولى، لأن الأمور تكون واضحة محسومة من ناحية طبيعة الصراع القائم بين قوة احتلالية وشعب مظلوم يرزح تحت نير الاحتلا ل.
بهذا الشكل ستجد إسرائيل نفسها عاجزة تماماً عن التطرف باتجاه التطهير، وربما تضطر إلى إعطاء الفلسطينيين حقوقاً ما قد تصل إلى دولة في الضفة والقطاع، أو قبول الفلسطينيين مواطنين في دولة إسرائيل العتيدة.
الطريقة الثانية وتتمثل في تفعيل الكفاح المسلح مع الاستناد إلى عمق عربي لبناني وسوري تعجز إسرائيل على الأقل عن هزيمته على نحو حاسم مما يجعل الحرب مكلفة بالمقدار الذي يؤدي إلى اندحار المشروع الصهيوني بمقدار يتلاءم مع حجم الفشل العسكري.
في الأحوال كلها تشكل أنماط النضال السلمي في ظل وجود سلطتي غزة ورام الله نوعاً من "الباراسيتامول" الذي يوهم بالتغلب على المرض ولكنه يسكن الأعراض لبعض الوقت لا أكثر ولا اقل. والواقع أن نجاعة أي نضال سلمي/شعبي يتطلب بالضرورة عدم وجود "كيان" سياسي فلسطيني، لأن ذلك الكيان يمتص أية فرصة لتشكيل الضغط الأخلاقي والسياسي على إسرائيل بسبب أن أي شيء يحصل يمكن نسبته إلى مخططات الكيان الفلسطيني الذي يغذي الأنشطة الإرهابية المعادية لإسرائيل. في هذه الحال ستنجح إسرائيل في تقديم أي شيء على أنه دفاع مشروع عن النفس ضد الكيان الفلسطيني الذي يمارس الإرهاب ضد إسرائيل ومواطنيها. وفي وجه العموم كثيراً ما ترتد الأنشطة السلمية الفلسطينية إلى نحور الفلسطينيين عندما تتحول بعض التحركات في قرى مثل النبي صالح وبلعين وبيت أمر...الخ إلى مناسبات لاستعراض أخلاقية الجيش الاسرائيلي الذي يتعامل بصبر وإنسانية مع المتظاهرين السلميين ويمتنع عن أي رد يمكن أن يلحق الأذى الشديد بهم.
يبدو إذن أن وجود "الكيان" الفلسطيني في سياق أوسلو قد وجه ضربة لفكرة "السلمية" على نحوخطير إذ أنك لا تستطيع أن تقاوم عدوك سلمياً بينما يوجد هناك "دولة" لها رئيس وجيش وأجهزة تمثلك في الصراع: لا يستطيع سكان كندا الهجوم على جيش الولايات المتحدة إلا إذا غابت الدولة الكندية، أما إن كانت موجودة فإن الولايات المتحدة ستطلب منها أن تضبط مواطنيها أو تقبل "اضطرار" جيش الولايات المتحدة إلى الدفاع عن أراضيها بالسبل المناسبة.
نتوهم أن الكثير من عناصر قوة إسرائيل الراهنة مشتق من اتفاقية أوسلو. ومهما يكن المجهول مخيفاً فإن إنهاء أوسلو يشكل الشرط الضروري الأول من أجل إعادة بناء النضال الذي يحمل في اللحظة الراهنة الكثير من الوعود خصوصاً مع فشل المشروع الأمريكي/الاستعماري في سوريا وتعاظم قوة معسكر المقاومة وعلى رأسه حزب الله.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد جمال فراج في ضوء الاحتفالات بعهد التميمي
- نخب النفط وجدلية الصراع مع المشرق واليمن
- نظام الأسد الخائن وتحرير الجولان
- نساء غربيات يدعمن فلسطين
- الجهاد السوداني بين اليمن وفلسطين
- نكتة القرار الفلسطيني المستقل
- التطهير العرقي: كيف نواجهه؟
- هموم فلسطينية
- أفيون كرة القدم
- أهلاً إسماعيل هنية
- نضال المثقفين السهل ضد سوريا
- حراك الأردن
- التدين الشعبي والأخلاق
- قصة الأردن
- دكتوراة لكل فلسطيني
- الاقتصاد السياسي لقتل الابداع في المدرسة في فلسطين
- في حب الكلاب
- بين مشعل وترامب
- المثقف بين قطر والإمارات
- بين إبراهيم نصر ومحمد بن زايد


المزيد.....




- وسط اللا مكان.. كوخ عمره 200 عام يحصل على نجمة ميشلان بأيرلن ...
- -نساء البحر- والشلال المقدس.. بين أسرار اليابان المذهلة!
- دول عربية ترفض -تهجير- الفلسطينيين من أرضهم وتؤكد على ضرورة ...
- ضم السعودية والإمارات.. اجتماع سداسي وزاري عربي في القاهرة ي ...
- شاهد لحظة وصول فلسطينيين مفرج عنهم من سجون إسرائيل إلى غزة و ...
- -ما الذي يمكن لإسرائيل وحماس تعلّمه من اتفاقيات وقف الحرب ال ...
- عدد طلبات اللجوء يتراجع بنسبة 45% في فنلندا والسلطات توقف در ...
- لبنان.. مقتل مونسنيور الأرمن أنانيا كوجانيان بظروف غامضة
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
- فتح معبر رفح لأول مرة منذ مايو وعبور50 مريضا غالبيتهم أطفال ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - الخلاص من إرث -أوسلو- شرط لاستنهاض المقاومة الفلسطينية