أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - افتضاح عصر الديماغوجية...وانتهاء زمن صانعي الاكاذيب














المزيد.....

افتضاح عصر الديماغوجية...وانتهاء زمن صانعي الاكاذيب


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 426 - 2003 / 3 / 16 - 03:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




    لاول مرة ومنذ انتهاء الحرب الباردة ،تتعثر ديماغوجية الاعلام والادارة الامريكية في الوصول الى اهدافها من حيث تعميق درجة التحميق وتزييف وعي الجماهير على صعيد العالم بشكل عام والصعيد الامريكي بدرجة واضحة وصارخة .ولعل الكساد الذي اصاب سوق صانعي الاكاذيب في البيت الابيض و فشل عملية التضليل للراي العام الامريكي من قبل ادارة بوش ،اصبح الهاجس المخيف الذي يدفع بالتعجيل من موعد الحرب .وقد يكون صحيحا،بعد احداث 11 ايلول،كما قال معظم المتابعون والمحللون للشؤون الامريكية ،ان الامريكي وضع حدا للاباليته تجاه ساسته،صانعي قرارات الانقلابات والابادة الجماعية والمؤامرات باسمه لتنفيذها عبر البحار والقارات .
 لم يغب عن بالنا ابدا الاحتجاجات الجماهيرية العارمة التي اجتحات شوارع المدن الامريكية ابان الحرب الفيتنامية .لكن الفارق مع تلك الايام ، فقد كانت ترسل في كل يوم ، عشرات الجثث من الجنود الامريكيين معلبة بالاكياس الى ديارهم في حين ما زالت الحرب لم تلق بأوزارها على سكان امريكا لحد الان، ومع هذا نجد اتساع رقعة الاعتراضات ضد الحرب المحتملة على العراق في صفوف المواطنين الامريكيين.اي بعبارة اخرى ان البشرية الواعية في امريكا لما يصبها اية خسارة لحد الان لكنها تدرك بحسها الانساني بما ستخلفه تلك الحرب اذا ما اندلعت، من ويلات علىالمجتمع العراقي.
هكذا كان يقولون، من الطبالين والزمارين والمرتشين من المفكرين والصحفيين بعد طوي صفحة الحرب الباردة :بان الديكتاتورية انهزمت والنظام العالمي الجديد سيرسخ الديمقراطيات على مستوى العالم .استمرت هذه الديماغوجية لمدة اثني عشر عاما لتبرر قتل اطفال العراق من الجوع والمرض ،والمذابح التي ارتكبت في يوغسلافيا والجمهوريات السوفيتية القديمة والصومال ورواندا...الخ.
البشرية تتحد اليوم في كل اصقاع العالم لتهتف "لا للبربرية الامريكية " بينما ادراتي بوش وتوني بلير تقولان "لا للانسانية ولا للاكثرية الغاضبة في العالم ..بل لتهور الاقلية ".فاصبحت كذبة بوش حول جلب الديمقراطية الى العراق ((عبر اطلاق 6000 صاروخ فقط ما عدا القنابل وحمم نيران المدفعيات حسب الخطة التي كشف عنها البيت الابيض وقتل ما لا يقل عن 2000-50000 مدني داخل مدينة بغداد لوحدها حسب تقرير الامم المتحدة)) مثل كذبة بوش الاب عندما حشد جيوشيه عشية حرب الخليج الثانية ليقول بأنه يعتزم اعادة الديمقراطية الى الكويت التي كانت وما زالت قلعة  العفونة والرجعية والديكتاتورية وضرب اية حركة تحررية انسانية في المنطقة .فالملايين من البشرية اجتمعت في كل انحاء العالم "لا للحرب" بينما يمضي بوش لتنفيذ خططه الجهنمية .
وهكذا يستمر افتضاح عصر الديماغوجيات الذي اعتاش على التعتيم الاعلامي وصناعة الكذب ابان الصراع بين القطبين لتشويه الفكر والوعي .فحتى مجلس الامن الذي كان اداة طيعة بيد امريكا للعقد المنصرم في تمرير سياستها،باتت تتقيأ تلك السياسة نتيجة الاحتجاجات العظيمة التي تهز العالم وصراع المصالح بين الدول المنافسة لامريكا مثل فرنسا وروسيا والمانيا .ووصل حد افتضاح الديماغوجية الامريكية لتبرير حربها ضد العراق ،الى حد ان دولة مثل ماليزيا وحتى  رئيسي هيئتي المفتشين والطاقة الذرية ، اعلنوا عن ادانتهم لتزوير وثائق من قبل امريكا وبريطانيا حول اسلحة الدمار الشامل العراقية لخداع مجلس الامن للحصول على قرار يخول الحرب على العراق .
لكن زمن صانعي تزييف الوعي لم يول في الغرب فقط،بل اصاب الزلزال ايضا سوق صناعة "الاوهام القوميين" للتيار العروبي واكاذيب وافتراءات العصابات الاسلامية في الشرق.فباتت تتحطم على صخرة الانسانية التي تدحرجت في الغرب بعنف بعد الحادي عشر من ايلول،نظريات الاستشراق التي صنعها القوميين العرب لوضع الحواجز وتقديس اوضاع المجتمعات العربية والاطالة من عمر الدونية  للبشر في تلك المجتمعات ،وتحطمت عليها ايضا فتاوى وتنظيرات  اسامة بن لادن والخميني والقرضاوي،حول الغرب:الفاسد والصليبي واليهودي والشيطان الاكبر ،وكل واحد  منهم حلل محاربة الغرب بطريقته .فمن نفس الرؤية الفلسفية والتنظيرات ارتكبت مجزرة 11 ايلول في نيويورك وواشنطن .
  في امريكا وحدها كتبت 13 الف قصيدة شعر ضد الحرب وسياسة بوش،وسبعة الاف شخص يزمع القدوم الى العراق واغلبيتهم من اوربا وامريكا واستراليا ليحولوا اجسادهم الى دروع بشرية لحماية سكان العراق من القصف الوحشي الامريكي ،ناهيك عن حدوث اكثر من مليون اتصال خلال يوم واحد عبر الفاكس والهاتف للبيت الابيض من داخل امريكا مما عطلت اتصالاته ،عبروا عن سخطهم ضد الحرب التي تريد ان تشنها على العراق ،وصاحبها عشرات من الرسائل الاحتجاجية المفتوحة من قبل نجوم السينما في هوليود وكبار المثقفين الامريكيين الى الادارة الامريكية .
لقد ولى زمن مزييفي الوعي وصانعي النفاق والاكاذيب السياسية ،ولن يسعف هذا صدام حسين ونظامه الدموي الذي يعول كثيرا على الجبهة الانسانية لادامة عمره في الحكم بل بالعكس تماما .فأن رفع امريكا يدها عن جماهير العراق، ستعطيها فرصة لكنس هذا النظام من الوجود وبناء مستقبل يليق بمكانة الغريزة الانسانية التي هزمت دعاة الحرب في 15 شباط .واخيرا قد تشن امريكا حربها على جماهير العراق وقد تنجح في تهشيم عظام الاطفال والشباب والنساء،وقد تنصب حاكما عسكريا مجرما مثل صدام حسين ،لكن العالم عرف ولاول مرة في التاريخ بأن الديمقراطية الامريكية التي هلل لها قبل اثني عشر عاما،  هي عنوان جديد للبربرية .
   




#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة البعثية تصّعد من حملاتها الاستبدادية ضد جماهير العرا ...
- الحركة النسوية في العالم العربي من الدفاع الى الهجوم
- إنهم يموتون في ظل الديمقراطية !
- لعبة اللصوص:التسابق في فرض القهر على المجتمع العراقي لإنقاذ ...
- في ذكرى اضراب عمال الزيوت النباتية
- لحظات الخذلان..ولحظات الخيانة
- الحزب الشيوعي العمالي العراقي في معادلة الاوضاع السياسية في ...
- الحظ العاثر لندوة احمد الجلبي عندما تتزامن مع مكرمة صدام حسي ...
- مرحبا بالمدنية والتحضر ..مرحبا بقتل المزيد من اطفال العراق
- ما بين- مكرمة صدام حسين- والحرية السياسية
- ثلاثة رسائل من الحزب الشيوعي العمالي العراقي في تورنتو
- BBC تسبح عكس أتجاه التيار الانساني
- ان كنت تكذب فأصقله جيدا ! لماذا هذا هذا العويل على -الشعب ...
- -الشيطان الاكبر- عراب الاسلاميين في -تحرير العراق-
- في الذكرى الرابعة لرحيل القائد العمالي والشيوعي الرفيق حكمت ...
- الانهزامية والاوهام في ذلك الفصيل من اليسار العراقي !
- رسالة مفتوحة الى الجالية العراقية في كندا
- دول وانظمة وكوفي عنان والانسان العراقي
- في الدفاع عن المجتمع المدني العراقي
- جريمة التكفير ..من المسؤول ؟ من نجيب محفوظ إلى نوال السعداوي ...


المزيد.....




- -قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ ...
- سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء ...
- -سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد ...
- برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات ...
- بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول ...
- مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
- بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
- -ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - افتضاح عصر الديماغوجية...وانتهاء زمن صانعي الاكاذيب